سبعونَ يوماً من الجهادِ والمقاومةِ الضاريةِ على طولِ قطاعِ غزةَ وعرضِه ، سبعونَ يوماً والقابضونَ على الزنادِ لم يَتعبوا، يخرجون من تحتِ الارضِ معَ كلِّ فجرٍ في رحلةٍ مباركةٍ ليَعودوا وفي جَعبتِهم أسماءٌ لجنودٍ وضباطٍ قد شُطبت من لوائحِ عديدِ الجيشِ الصهيوني ، يُخبرونَ عن ملاحمَ في شوارعِ ومدارسِ ومباني القطاعِ لم يَستطع العدوُ اخفاءَها تحتَ هذا الركامِ الفظيع ، فأقرت أوساطٌ صهيونيةٌ بضراوةِ المعاركِ في العمليةِ البريةِ التي دخلت في أكثرِ مراحلِها حساسيةً، فالمقاومةُ – بحسَبِ هؤلاء- استطاعت التأقلمَ والاستفادةَ من وجودِ الجنودِ على الارضِ لتسديدِ الضرباتِ القاتلةِ لهم والتي تطالُ كبارَ القادةِ العسكريينَ حيثُ تتمتعُ المقاومةُ بتفوقٍ نسبيٍ على الجيشِ الاسرائيلي.
وذهبت الاوساطُ الصهيونيةُ الى وصفِ القتالِ بأنه الاكثرُ قساوةً في العالم ، وانَ كلَ زاويةٍ في القطاعِ تشهدُ قتالاً قاسيا ، فيما رَصدت مراسلةُ “السي ان ان” المشهدَ من زاويةٍ اخرى ، وقالت بعدَ جولةٍ في القطاعِ أغضبت الصهاينة: ليسَ عليكَ أن تبحثَ عن المأساةِ في غزة ، لانكَ تراها أينما ذهبت، فلا مكانَ آمناً هناك.
كما لا مكانَ آمناً للصهاينةِ في القدسِ حيثُ كانت الصواريخُ تصلُ اليومَ الى المدينةِ المقدسةِ حيثُ سُجل هروبٌ جماعيٌ للصهاينة ، وترحيبٌ وتهليلٌ فلسطينيٌ للصورايخِ القادمةِ من قطاعِ غزة.
أما الصواريخُ القادمةُ من اليمن ، فكانت اليومَ تصطادُ سفينيتنِ رفضتا الاذعانَ لقرارِ حظرِ دخولِ السفنِ الى كيانِ الاحتلالِ عبرَ بابِ المندب ، فندَبَ مرفأُ ايلات حظَه العاثرَ معَ ما يتهددُه من توقفٍ دائمٍ عن العمل ، فيما يتعثرُ الاميركيون والصهاينةُ في مواجهةِ جبهةِ البحرِ الاحمر. فمجلسُ الوزراءِ الحربيُ في كيانِ العدوِ قرَّر عدمَ الردِ العسكري في اليمن، متذرعاً بعدمِ تحقيقِ اهدافِ اليمنيينَ بصرفِ انتباهِ جيشِ الاحتلال عن الحربِ في غزة. على جبهةِ جنوبِ لبنان، البراكينُ والصورايخُ الموجهةُ واصلت دكَ مواقعِ وتجمعاتِ الاحتلالِ على طولِ الجبهةِ التي شَيعت فيها المقاومةُ الاسلاميةُ اثنينِ من شهدائها فيما زفت شهيداً على طريقِ القدس اما نسورُ الزوبعة فزفوا شهيداً على طريقِ فلسطين.
المصدر: قناة المنار