قَتَلَ العدو الهدنةَ وواصلَ الهروبَ الى الامامْ، ولن يجدَ امامَه الاَّ المزيدَ من الكمائنِ الميدانيةِ والضرباتِ الفلسطينيةِ التي تزيدُ من خسائرِهِ وتُعمّقُ من مأزقِه ..
وإنْ عاودَ الجولةَ بوحشيتِهِ المعتادةْ مرتكِباً المجازرَ بحق المدنيين الابرياء، من اطفالٍ وشيوخٍ ونساء، فإنَّ ضرباتِ المقاومةْ كانت جليةً امامَ عدساتِ الكاميراتْ، موثِّقةً خسائرَهُ الفادحةْ بالعديدِ والعتاد ..
ومع تزايدِ خوفِ البيت الابيض على مصيرِ حليفِهِ الاسرائيلي أكَّدَت نائبةُ الرئيس الاميركي كامالا هاريس عملَ ادارتِها الجدّي لمعاودةِ تثبيتِ الهدنةِ بين غزة وتل ابيب، مع تأييدِها المُطلقْ للصهاينةِ في حربِهِم الدَموية على الفلسطينيين ..
وعلى إصرارِهم بَقي الفلسطينيون متمسكين بارضِهِم وبحقِهِم، يَردُّون على العدوانيةِ الصهيونيةِ، ويَبعثون برسائِلِهم الصاروخيةْ التي اصابت تل ابيب وطالت حدَّ الشمال ..
والى الشمال، يَنظرُ الصهاينةُ بكثيرٍ من الارتباكْ.. يتلقّون الضرباتِ القاسيةْ من المقاومين اللبنانيين، والانتقاداتِ اللاذعةِ من المستوطنين المرعوبين.. وكلَّما تطاولوا بالاعتداءِ على المناطقِ اللبنانيةْ وأصابوا المدنيين، كان قصاصُ المقاومين كما فعلوا اليوم في دوفيف ودِيشون والمطلة والمنارة وغيرِها دعماً لغزةَ وأهلِها و رداً على العدوانيةِ التي أصابت بَيتاً في حولا.. فخرَّجَ البيتُ هذا أُمّاً شهيدةً نالت كلَ اوسمةِ الجهادْ، من اسيرةٍ محررةْ الى جريحةْ صابرة، فشهيدة محتسبة الى جانبِ ابنِها الشهيد المجاهد.. إنَّها (نصيفة مزرعاني) وابنها الشهيد على طريق القدس محمد حسين مزرعاني، اللذين تَساعدا لبناءِ حياةٍ كريمةٍ وتعناقا على طريق القدس شهداء.. ومن إمّ الشهيد وابنها الى وادي أم علي البقاعية، البلدةُ التي ودَّعت اليوم شهيدَها (وجيه مشيك) بالتأكيد على انَّ طريقَ القدس مفتوحٌ امام المجاهدين احياء وشهداءْ حتى الوصول ..
وعلى هذه الطريق ستَسقُطُ اسرائيل وتُهزمْ بتراكمِ النقاطْ ــ كما قال نائبُ الامين العام لحزب الل الشيخ نعيم قاسم ــ في الذكرى السادسةِ والعشرين لتأسيس السرايا اللبنانية لمقاومة العدو الصهيوني ..
سرايا حاضرة على كلِ طرق الجهاد، كما طريقِ القدس التي قدَّمَت عليها في هذه الايام العديدَ من الشهداء العابرين للتمذهُب والتخندقِ ولكلِ الاصطفافاتِ والحساباتْ اللبنانية ..
المصدر: قناة المنار