لا زال قلب الضفة نابضاً، رغم كل شيء. رغم القمع والاعتقالات والقتل والترهيب وتدمير المنزل، لا زال أهلها يؤكدون كل يوم أن لا استسلام ولا رضوخ للاحتلال.
في السياق، أعلنت مصادر فلسطينية انسحاب قوات الإحتلال بشكل كامل من مدينة جنين ومخيمها بعد اشتباكات عنيفة مع المقاومين استمرت لساعات. وفي وقت سابق أكدت المصادر انفجار عبوة ناسفة بآليات للإحتلال قرب بلدة السيلة الحارثية قضاء جنين.
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه الهلال الأحمر الفلسطيني سقوط ثلاث شهداء برصاص الاحتلال في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، موضحاً أن “شهيداً سقط برصاص قوات الاحتلال في مخيم عايدة شمال بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، أما الشهيد الثاني فقد سقط برصاص العدو بمخيم الدهيشة في بيت لحم، واستهدف العدو ايضاً مواطناً في مخيم جنين بالضفة مما ادّ إلى استشهاده”.
وسبق أن أعلن عن استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في مخيمي جنين، والدهيشة ببيت لحم، فجر الأحد. وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن عصام فايد استشهد خلال وجوده على مدخل مخيم جنين لحظة إطلاق النار عليه برصاص قوات الاحتلال. والفايد هو شهيد من ذوي الاحتياجات الخاصة.
بدورها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمها استلمت شهيداً آخر (عمر اللحام) في مخيم الدهيشة، وتم نقله إلى مستشفى الحسين في بيت جالا.
وأضافت أن قوات الاحتلال “كانت قد منعت طواقمنا من الوصول للإصابة وإطلاق نار تحذيري من أجل عدم الاقتراب قبل تسلمها”.
وكانت قوة من الاحتلال قد اقتحمت مخيم الدهيشة قرب بيت لحم جنوبي الضفة الغربية وشرعت بعملية تفتيش واعتقال مواطنين مما أدى لاندلاع مواجهات مع عشرات المواطنين. وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها جرافة عسكرية، اقتحمت مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، وانتشرت في عدد من أحياء المدينة ونشرت قناصتها على أسطح عدد من المنازل والبنايات.
واندلعت اشتباكات بين فلسطينيين وقوات الجيش الصهيومي في عدد من أحياء المدينة والمخيم، وفجرت القوات أبواب عدد من المنازل، وطالبت عائلة عويس عبر مكبرات الصوت بإخلاء منزلها في منطقة “خلة الصوحة” في المدينة. كما داهمت القوات أحياء من مدينة ومخيم جنين.
وشرعت جرافات الاحتلال بتدمير البنية التحتية وتجريف الشوارع في حي الزهراء في المدينة، وألحقت أضرارا بعدد من سيارات المواطنين، وفق “وفا”.
وكثفت القوات الصهيونية من تواجدها أمام مستشفى جنين الحكومي، وأمام مستشفى ابن سينا، وأعاقت عمل سيارات الإسعاف.
وفي مخيم بلاطة، وبعد يوم دام استشهد فيه 5 مقاومين بغارة إسرائيلية، اقتحمت قوات الاحتلال أكثر من 70 منزلاً في المخيم، واعتقلت عشرات الشبان. وقامت قوات الاحتلال بعد ذلك بتفجير منزل الشهيد عبد الله أبو حمدان، الذي ارتقى في أيار/ مايو الماضي.
من جهة ثانية، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر وصباح الأحد حملة اعتقالات طالت عشرات المواطنين بينهم أسرى محررين وصحفيين.
ففي جنين، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة كفردان، غرب جنين، واعتقلت الأشقاء محرم وعهد ومجد فؤاد كممجي، بعد أن داهمت منازلهم وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، وهم أشقاء الأسير أيهم كممجي، أحد الأسرى الستة الذين تمكنوا من انتزاع حريتهم من سجن جلبوع في السادس من أيلول/سبتمبر 2021.
واعتقل الاحتلال الجريح عبد الله قبلاوي نجل الأسير راجح قبلاوي عقب محاصرة منزله في برقين غرب جنين. وشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في مدينة جنين ومخيمها عرف منهم الأشقاء أحمد ومحمود ورائد وخليل وحمزة وإسماعيل عويس، والشاب نمر مرعي وإسلام وطيب جرادات، وأحمد محمد مناصرة، وجمال ومحمود كفريني.
واحتجز الاحتلال المواطنة أم نضال كعكبان لساعات وهي من حي السيباط في المدينة قبل أن يفرج عنها، فيما تواصل قوات الاحتلال حملتها العسكرية الواسعة على أحياء المدينة ومخيمها، وقرى وبلدات جنين المحيطة بالمدينة.
أما في طولكرم، فقد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الشاب طلال عبد الله كامل منضاحية ذنابة، أثناء مروره على حاجز عناب العسكري شرق طولكرم.
وفي طوباس، اعتقلت قوات الاحتلال الشبان عبد الله هزاع بني عودة، أحمد أمجد بشارات، وسيم سليمان بني عودة، وعاطف زايد بني عودة، خلال اقتحام بلدة طمون جنوبي شرق طوباس، وتخللها اندلاع مواجهات واشتباكات مسلحة تصدت خلالها المقاومة لاقتحام قوات الاحتلال ما أدى لإصابة شابين.
وفي نابلس، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واقتحامات واسعة في مخيم بلاطة استمرت لأكثر من 7 ساعات، واعتقلت خلالها المواطن صلاح أبو زيتون من أجل تسليم ابنه مهدي، وعبد عرب لتسليم ابنه، وجهاد عزام الطيراوي تم ضربه وإخلاء سبيله لاحقا ، وأسامة طلعت علي صالح، ولطفي أبو مسلم، وعبد الحفيظ أبو مسلم، وعبد الجبار أبو مسلم، وجميل الطيراوي، وماهر الطيراوي، وعمران مشة، وسمير قرعان ونجله وئام، ويوسف ابو حمدان، وهاني ابو حمدان، وتوفيق ابو حمادة، ومراد أبو مسلم، ومحمد أبو حجر، وفرج ابو ليل، ووالد الشهيد أحمد أبو جنيد.
وفي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أيمن أبو عرام (34 عاما)، وتوفيق عمر أبو عرقوب (30 عاما)، ومهند نجيب حسن (25 عاما)، من بيرزيت شمال رام الله، والصحفي طارق الشريف من مدينة البيرة، بعد أن داهمت منازلهم، وفتشتها. وفي بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال الشابين محمد ياسر دراويش وثائر خليل سالم، خلال اقتحام مخيم الدهيشة للاجئين جنوبي شرق مدينة بيت لحم.
في الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل وأغلقت مداخلها، واعتقلت المواطنين هيثم عصام الجعبري، والصحفي فتحي باسم ادكيدك، بعد أن داهمت منزليهما، وفتشتهما. واعتقلت قوات الاحتلال أربعة عمال من قطاع غزة بعد اقتحام منزل المواطن خليل الرجوب في قرية الكوم جنوب الخليل.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة دورا جنوب الخليل واعتقلت الشابين عمرو توفيق أبو خليل وثروت يونس السيد أحمد.
في القدس المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي قرية النبي صموئيل، شمال غرب القدس، واعتقلت الشاب عايد بركات بعد أن داهمت منزله وفتشته. واعتقلت مخابرات الاحتلال المحرر محمد الفيراوي من منطقة باب العامود بالقدس وهو من سكان البلدة القديمة في المدينة المقدسة.
وفي الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 اعتقل الاحتلال 4 طالبات جامعيات وشاب بزعم “التحريض على الإرهاب” من مناطق الناصرة ويافة الناصرة وإكسال والعزيز في الداخل المحتل.
المصدر: وكالة شهاب