أجرى الرئيس السوري بشار الأسد مباحثات مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تناولت الأوضاع التي يعيشها أهالي غزة في ظل العدوان الإسرائيلي على القطاع. وأكد الرئيسان على ضرورة الإسراع في تقديم كل المعونات الفورية بالتوازي مع ممارسة الدول العربية والإسلامية كل وسائل الضغط لإجبار الكيان الإسرائيلي على وقف مجازره وعدوانه.
كما أجرى الرئيس الأسد مباحثات مع الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني تركزت حول الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وسبل دعم ومساعدة أهالي قطاع غزة. وشدد الرئيس الأسد على ضرورة العمل لتأمين الحماية للشعب الفلسطيني ووقف الاجرام والمجازر بحق كل الفلسطينيين.
الرئيسان الأسد والسيسي يؤكدان على العمل المشترك لدعم صمود أهل غزة والوقوف ضد سياسة تهجير الشعب الفلسطيني
والتقى الرئيس بشار الأسد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الرياض على هامش أعمال القمة العربية الإسلامية الاستثنائية. وبحث الرئيسان الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما بحثا الوضع في سورية.
وأكد الرئيسان على العمل المشترك لدعم صمود أهل غزة، ووقوف سورية ومصر ضد سياسة تهجير الشعب الفلسطيني من غزة التي يعمل عليها الكيان الإسرائيلي.
واعتبر الرئيس الأسد أن العدوان على غزة هو محاولة إسرائيلية جديدة لتصفية القضية الفلسطينية.
من جهته أكد الرئيس السيسي رفض بلاده محاولات التهجير التي تطول أهلنا في غزة، كما جدد تأكيده وقوف مصر مع سورية في حربها ضد الإرهاب وتمسكها بوحدة سورية وسيادتها على كامل أراضيها.
الرئيس الأسد يبحث مع الرئيس العراقي الدور العربي المطلوب لوقف العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني
والتقى الرئيس الأسد مع الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد في مقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض، وبحث معه الدور العربي المطلوب لوقف العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وشدد الرئيس الأسد على أن ما يشجع آلة القتل الإسرائيلية هو التواطؤ الغربي الذي يبرر كل أشكال الإجرام والتدمير في قطاع غزة، فالولايات المتحدة والغرب يقدمون أدوات الدعم التي تساعد على ارتكاب المجازر، كما يقدمون الغطاء السياسي لهذه المجازر التي تطال يومياً النساء والأطفال والشيوخ، والتي ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
وأضاف الرئيس الأسد “ان اغتصاب الكيان الإسرائيلي لحق الفلسطينيين في أرضهم ودولتهم، واحتلاله أراضي سورية ولبنانية هو السبب الرئيسي والدائم لكل مشاكل المنطقة”.
من جانبه عبّر الرئيس العراقي عن تطابق وجهات النظر إزاء حرب الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة وباقي الأراضي الفلسطينية، مؤكداً ضرورة وقفها وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
كما استعرض الرئيسان العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وتم الاتفاق على القيام بكل ما من شأنه من أجل تطويرها في المجالات كافة بما يستجيب لتطلعات ومصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وزار الرئيس السوري بشار الأسد العاصمة السعودية الرياض للمشاركة في أعمال القمة العربية الطارئة لبحث آخر التطورات في فلسطين. وكان في استقباله عقب وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي، نائب أمير منطقة الرياض محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز آل سعود وأمين منطقة الرياض فيصل بن عبد العزيز بن عياف ومدير شرطة منطقة الرياض اللواء فهد المطيري.
الرئيس الأسد: غزة لم تكن يوماً قضية وفلسطين هي القضية وغزة تجسيد لجوهرها
وأكد الرئيس بشار الأسد أنه لا يمكن البحث في العدوان على غزة بمعزل عن سياق المجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين سابقاً، لافتاً إلى أن استمرارنا في التعامل مع العدوان اليوم بنفس المنهجية يعني تمهيد الطريق من قبلنا لإكمال المذابح حتى إفناء الشعب وموت القضية.
وأشار الرئيس الأسد خلال كلمته في القمة العربية الإسلامية الاستثنائية التي عقدت في الرياض اليوم إلى أن الطارئ في قمتنا اليوم ليس العدوان ولا القتل، فكلاهما مستمر وكلاهما ملازم للكيان وسمة له، لكن الطارئ هو تفوق الصهيونية على نفسها في الهمجية.
وشدد الرئيس الأسد على أن الحد الأدنى الذي نمتلكه هو الأدوات السياسية الفعلية لا البيانية، وفي مقدمتها إيقاف أي مسار سياسي مع الكيان الصهيوني لتكون عودته مشروطة بالتزام الكيان بالوقف الفوري المديد لا المؤقت للإجرام بحق كل الفلسطينيين في كل فلسطين، مع السماح بإدخال المساعدات الفورية إلى غزة.
وفيما يلي النص الكامل للكلمة:
غزة، لم تكن يوماً قضية، فلسطين هي القضية وغزة تجسيد لجوهرها وتعبير صارخ عن معاناة شعبها.
والحديث عنها بشكل منفرد يضيع البوصلة، فهي جزء من كل وهي محطة في سياق، والعدوان الأخير عليها هو مجرد حدث في سياق طويل يعود إلى خمسة وسبعين عاماً من الإجرام الصهيوني، مع اثنين وثلاثين عاماً من سلام فاشل، نتيجته الوحيدة المطلقة غير القابلة للنقض أو التفنيد هي أن الكيان ازداد عدوانية والوضع الفلسطيني ازداد ظلماً وقهراً وبؤساً.
فلا الأرض عادت ولا الحق رجع لا في فلسطين ولا في الجولان، هذه الحالة أنتجت معادلة سياسية مفادها بأن المزيد من الوداعة العربية معهم تساوي المزيد من الشراسة الصهيونية تجاهنا وأن المزيد من اليد الممدودة من قبلنا تعادل المزيد من المجازر بحقنا.
في ظل هذه المعادلة الواضحة جداً لا يمكن البحث في العدوان على غزة بمعزل عن سياق المجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين سابقاً، واستمرار هذا السياق – من دون أدنى شك- لاحقاً.
في ظل هذه المعادلة الواضحة جداً لا يمكن أن نعزل هذا الإجرام المستمر عن طريق تعاطينا “كدول عربية وإسلامية” مع الأحداث المتكررة بشكل مجزأ ومجتزأ من القضية الفلسطينية، وإن استمرارنا في التعامل مع العدوان على غزة اليوم بنفس المنهجية يعني تمهيد الطريق من قبلنا لإكمال المذابح حتى إفناء الشعب وموت القضية.
إن الطارئ في قمتنا اليوم ليس العدوان ولا القتل، فكلاهما مستمر وكلاهما ملازم للكيان وسمة له، لكن الطارئ هو تفوق الصهيونية على نفسها في الهمجية، ما يضعنا أمام مسؤوليات غير مسبوقة في جسامتها إنسانياً وسياسياً بالحد الأدنى هذا إن وضعنا جانباً الأمن الوطني لمنطقتنا.
فمن الناحية الإنسانية لا خلاف حول واجبنا في تحمل قسط كبير من إعادة متطلبات الحياة بحدها الأدنى سواء عبر المعونات الفورية أو إعمار البنية التحتية الضرورية لاحقاً، لكن هل نستمر في الدوران في حلقة مفرغة من القتل والمعونات، ثم مجازر فمساعدات واعتداءات فبيانات؟ والسؤال الأهم ما الذي يحتاجه الفلسطيني منا؟ هل يحتاج منا المعونات الإنسانية أولاً أم يحتاج منا الحماية قبلاً مما هو قادم من إبادة لحقه؟ هنا يكمن دورنا، وهنا يكمن عملنا السياسي، ولكن إن لم نمتلك أدوات حقيقية للضغط فلا معنى لأي خطوة نقوم بها أو خطاب نلقيه. والحد الأدنى الذي نمتلكه هو الأدوات السياسية الفعلية لا البيانية، وفي مقدمتها إيقاف أي مسار سياسي مع الكيان الصهيوني بكل ما يشمله المسار السياسي من عناوين اقتصادية أو غيرها لتكون عودته مشروطة بالتزام الكيان بالوقف الفوري المديد لا المؤقت للإجرام بحق كل الفلسطينيين في كل فلسطين، مع السماح بإدخال المساعدات الفورية إلى غزة.
أما الحديث عن الدولتين وإطلاق عملية السلام وغيرها من التفاصيل والحقوق فهو على أهميته ليس الأولوية في هذه اللحظة الطارئة، مع معرفتنا أن الحديث فيها وعنها لن يثمر ولن يجدي، لأنه لا وجود لشريك ولا لراع ولا لمرجعية، ولا لقانون، ولأنه لا يمكن استعادة حق، والمجرم أصبح قاضياً، واللص حكماً وهذا هو حال الغرب اليوم.
بإرادتنا فقط، أيها الإخوة، بعيداً عن مطالباتنا للدول الغربية وللمؤسسات الدولية وغيرها بتحمل مسؤولياتها فهي لا تحمل سوى مسؤوليات استعمارية تاريخية قائمة على قمع ونهب الشعوب، بإرادتنا فقط، بالرأي العام الشعبي الجارف في بلداننا بما فرضته المقاومة الفلسطينية من واقع جديد في منطقتنا امتلكنا تلك الأدوات، فلنستخدمها، ولنستغل التحول العالمي الذي فتح لنا أبواباً سياسية أغلقت لعقود لندخل منها ونغير المعادلات، ولتكون الأرواح الغالية التي ارتقت في فلسطين ثمناً مجزياً لتحقيق ما عجزنا عنه ماضياً وما علينا إنجازه حاضراً ومستقبلاً.
المصدر: وكالة سانا