عقد وزير الخارجية جبران باسيل جلسة محادثات مع نظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير والوفد المرافق، اعقبها مؤتمر صحافي استهله باسيل بالقول:”نشكر الوزير شتاينماير على زيارته الثالثة الى بيروت ونشكره على تهنئته بانتخاب الرئيس ميشال عون. ان بين لبنان وألمانيا علاقات قوية ومتعددة الاوجه وهي انما تبين عمق علاقات الصداقة بيننا. ان المانيا تشارك في قوات “اليونيفيل” مما يساهم في استقرار الجنوب اللبناني رغم الاعتداءات الاسرائيلية اليومية لسيادتنا، كما انها تقدم المساعدات الانسانية للتخفيف من تبعات الازمة السورية في لبنان. في الواقع ان بلدينا يواجهان تحديات مماثلة، اولا كلانا متحدان في موضوع محاربة الارهاب، ومكافحة المنظمات الإرهابية من خلال وقف منابع تمويلها ومنع ايديولوجيتها من الانتشار. كذلك نحن عازمون على إيجاد الحلول لاسباب التدفق الهائل للنازحين السوريين الى الدول المجاورة لسوريا. وألمانيا تدرك جيدا الحالة الخاصة للبنان الذي يعاني من ندرة الموارد وهو ايضا يستقبل اكبر عدد من النازحين بالنسبة لعدد سكانه ولمساحته، وهذا امر لا سابقة له في التاريخ، وهذا ما يجعل الوضع في لبنان حالة خاصة”.
واضاف “كما تعرفون ان لبنان قام بشكل طوعي بالالتزام ببنود اتفاقية فيينا للاجئين التي وقعت في العام 1951 والتي لم يوقع عليها، وبرهن عن حسن الضيافة للنازحين السوريين وهو يتوقع بالتالي مساعدة مباشرة ودعما كبيرا لا سيما لمؤسسات الدولة كي تتمكن من معالجة هذه الازمة. لقد حظينا بالدعم والاهتمام الكبيرين من قبل المانيا، اذ قامت بإعداد مؤتمرات دولية ومحلية من اجل إيجاد حل لهذه الازمة، وسعت ايضا الى تحقيق مخرجات هذه المؤتمرات”.
وشدد باسيل على ان “لبنان يؤكد ان الحل السياسي في سوريا هو الحل الوحيد الناجح والأمثل، وعودة النازحين السوريين الآمنة الى بلادهم”. وقال:” تدركون جيدا بأننا وقعنا مع الاتحاد الاوروبي أولويات الشراكة وستقوم المانيا بلعب دور قيادي في وضع هذه الاولويات قيد التنفيذ. كذلك وقعنا ورقة عمل تبين اهمية الحفاظ على وحدة سوريا، سوريا معروفة الحدود، والمحافظة على سيادتها وسيادة اراضيها، وإعطاء الحرية للشعب حيث يعبر عن رأيه ويحدد مصيره”.
واشار الى ان “هذه المقاربة يجب ان يتم اعتمادها لحل اي مشكلة في المنطقة، وتضطلع المانيا بدور رئيسي في هذا الاطار. ان الاستقرار والامن مهمان جدا في تلك المنطقة، ولكن لا يمكن تحقيقهما بوجود الارهاب. فلا بد من مكافحته”.
شتانماير
من جهته قال شتانماير “اذكر انه في العام 2006 و2007 زرت لبنان في اوقات صعبة وكذلك جئت الى هنا السنة الماضية وكان لبنان ما يزال يعاني من الفراغ الرئاسي، ونرى اليوم انه قد تم بنجاح انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، وقد نقلت التهنئة للرئيس عون. وبالنسبة للاوروبيين ولنا في المانيا، نرى ان انتخابه خطوة مهمة جدا لتحقيق الاستقرار في لبنان. ودليل على ان لبنان بإمكانه التغلب بقوته الذاتية على الجمود السياسي الداخلي الطويل وهو دليل على امكانية التعايش السلمي بين مكونات الشعب اللبناني بكل فئاته بمختلف اثنيا وتخطي المصالح السياسية للعمل المشترك من اجل مصلحة لبنان. ان الوضع الحالي يشير الى فرصة تشكيل حكومة جديدة بسرعة”.
واضاف “نتفهم مشكلة اللاجئين التي يعيشها لبنان، لأننا استضفنا هذا العام مليون لاجئ، شكل السوريون 60 بالمئة منهم الا ان العدد الموجود لديكم عدد اكبر بكثير مقارنة مع عدد السكان. ونحن نقدر الجهود اللبنانية، واود ان اعبر عن شكري الجزيل لاستضافة لبنان للاجئين السوريين.
وتابع “كذلك تناول الوزير باسيل العبء الخاص الذي يتكبده لبنان في مجال التربية والتعليم، والمانيا تقدم للبنان المساعدات المالية التي يتمكن بها من تقديم التعليم للاطفال السوريين”.
وختم بالقول: “اؤكد لكم مواصلة الدعم الالماني لبلدكم عبر مساعدات اضافية. واود ان اقول بصراحة اني عندما ازور بيروت لا نتحدث فقط عن سوريا وعن ازمة اللاجئين بل نركز ايضا على لبنان حيث تجمعنا علاقات طويلة ومستقرة في المجال السياسي والمجالات الاخرى لأن لبنان حاجة ماسة للاستقرار في المنطقة لذا يجب ان نتواصل لدعم تعزيز علاقاتنا”.