اختتمت أعمال القمة العربية – الإسلامية المشتركة غير الاعتيادية في العاصمة السعودية الرياض لبحث العدوان الصهيوني على قطاع غزة المتواصل لليوم الـ36 على التوالي.
وفي وقت تشهد فيه الحرب الوحشية على القطاع تطورات خطيرة كان أبرزها استهداف عدد كبير من المستشفيات والمرافق الصحية في القطاع على رأسها مجمع الشفاء الطبي (الأكبر في القطاع والذي يؤوي أكثر من خمسين ألف نازح)، مما ادّى إلى مجزرة غير مسبوقة بحق المرضى والجرحى، إضافة إلى ممارسة الاحتلال المزيد من الضغط على الفلسطينيين لدفعهم باتجاه النزوح جنوباً واضعاً اياهم أمام خيارين إما الموت أو التهجير، وذلك في ظل خسائر ضخمة يتكبدها في الميدان أمام المقاومة، في ظل ذلك كله، تحدث العديد من الزعماء في العالم العربي والإسلامي عن ضرورة وقف فوري لإطلاق النار، لوضع حد للإبادة وللحد من الخطر المتعاظم لاندلاع حرب شاملة.
وكان من اللافت في كلمات العديد من الرؤساء، غياب التلويح بأي خطوات فعلية قد يتم اتخاذها في حال استمرار الجريمة بحق أهل غزة، مقابل الاكتفاء بلغة المطالبة والاستنكار.
ودعا البيان الختامي للقمة الاستثنائية الإسلامية العربية جميع الدول لوقف تصدير الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل، على خلفية الحرب في غزة. وأكدت القمة العربية الإسلامية المشتركة مركزية القضية الفلسطينية ووقوفها بكل إمكاناتها بجانب الشعب الفلسطيني.
ودعت القمة العربية الإسلامية المشتركة الى كسر الحصار على غزة وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية وعربية وإسلامية ودولية. ودان البيان الختامي للقمة، التي عقدت السبت في الرياض، “العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجرائم الحرب والمجازر الهمجية الوحشية واللاإنسانية التي ترتكبها” إسرائيل.
وجاء في البيان الختامي المشترك أنّ القمة “تطالب مجلس الأمن باتخاذ قرار حاسم ملزم يفرض وقف العدوان ويكبح جماح سلطة الاحتلال الاستعماري التي تنتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية”.
ورفض البيان توصيف “هذه الحرب الانتقامية دفاعا عن النفس أو تبريرها تحت أي ذريعة”. ودعا البيان إلى “كسر الحصار على غزة وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية”.
الرئيس الايراني: يجب اتخاذ قرار تاريخي وحاسم
أكد الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي على ضرورة “اتخاذ قرار تاريخي وحاسم بشأن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية”.
وفي كلمة له، خلال أعمال القمة العربية – الإسلامية المشتركة غير الاعتيادية في العاصمة السعودية الرياض، قال السيد رئيسي إنه “من شأن منظمة التعاون الإسلامي أداء دور صحيح يجسد معاني الوحدة والانسجام”. وتابع “نجتمع اليوم بالنيابة عن الأمة الإسلامية لنجدة الشعب الفلسطيني”، موضحاً أن “التظاهرات المليونية في مختلف أنحاء العالم تؤكد أن الدفاع عن فلسطين في ضمير الشعوب”.
ولفت السيد إلى أن “غزة باتت أكبر سجن في العالم بسبب الحصار الذي تتعرض له”، وأن “الكيان الصهيوني ينتهك قواعد الحقوق الدولية بهجومه الشامل على غزة”، مشيراً إلى “قتل المدنيين وقصف المستشفيات من مظاهر الجرائم الإسرائيلية في غزة”.
وفي السياق، أكد رئيسي أنه “لدينا مسؤولية أمام الله تجاه ما يحدث في غزة”، مضيفاً أن “على الجميع اليوم أن يحددوا في أي صف يقفون.”. وتابع “الولايات المتحدة شريكة لإسرائيل في جرائمها، والولايات المتحدة تفضل الكيان الصهيوني على حياة آلاف المظلومين، والولايات المتحدة دخلت الحرب عملياً لصالح إسرائيل”.
وأضاف “الولايات المتحدة ترسل شحنات سلاح كبيرة لإسرائيل بشكل يومي، وتبطل مفعول جميع المنظمات الدولية”. وقال “قيام الكيان القاتل في العالم الإسلامي يهدف لتعزيز سيطرة الدول المستبدة على المنطقة”.
هذا وأشار الرئيس الايرني إلى أنه “الحل المستدام هو إقامة دولة فلسطينية من البحر إلى النهر”، معلناً أنه “إذا لم يسفر اجتماعنا اليوم عن اتخاذ خطوات سيؤدي ذلك إلى خيبة أمل لدى الشعوب الإسلامية”.
الرئيس الأسد: ما فرضته المقاومة يمكّننا من تغيير المعادلات
بدوره شدّد الرئيس السوري بشار الأسد، في القمة العربية الإسلامية المشتركة في الرياض، على أنّ “السلام الفاشل نتيجته الوحيدة أن الكيان الإسرائيلي ازداد عدوانية والوضع الفلسطيني ازداد بؤسًا”. ولفت إلى أنّ “المزيد من الوداعة العربية تساوي المزيد من الشراسة الصهيونية والمجازر بحقنا”.
وأوضح الرئيس الأسد أنّه “لا يمكن عزل الإجرام المستمر عن طريقة تعاطينا كدول عربية وإسلامية مع الأحداث المتكررة بشكل مجتزأ من القضية الفلسطينية”، مشددًا على أنّ “الطارئ في قمتنا ليس القتل وإنما تفوق الصهيونية على نفسها في الهمجية ما يضعنا أمام مسؤوليات غير مسبوقة”.
وسأل الرئيس السوري “هل يحتاج الفلسطيني منا المعونات الإنسانية أولاً أم يحتاج إلى الحماية مما هو قادم من إبادة بحقه؟”، معتبرًا أنّ “الحد الأدنى الذي نمتلكه هو الأدوات السياسية الفعلية لا البيانية وفي مقدمتها إيقاف أي مسار سياسي مع الكيان الصهيوني”.
ورأى الرئيس الأسد أنّ “الحديث عن حل الدولتين وإطلاق عملية السلام وتفاصيل أخرى هو ليس الأولوية في هذه اللحظة الطارئة”.
وذكر أنّ “لا وجود اليوم لراعٍ أو مرجعية أو قانون لدى الحديث عن عملية السلام”، مشيرًا إلى أنّ “بما فرضته المقاومة الفلسطينية الباسلة من واقع جديد في منطقتنا امتلكنا الأدوات السياسية التي تمكننا من تغيير المعادلات”.
وقال إن “غزة لم تكن يوما قضية، فلسطين هي القضية وغزة تجسيد لجوهرها وتعبير صارخ عن معاناة شعبها”، معتبرا أنه “إذا لم نمتلك أدوات حقيقية للضغط، فلا معنى لأي خطوة نقوم بها أو خطاب نلقيه”.
وأكد الرئيس الأسد أن “المزيد من الوداعة العربية تساوي المزيد من الشراسة الصهيونية والمجازر بحقنا، ولا يمكن عزل الإجرام المستمر عن طريقة تعاطينا كدول عربية وإسلامية مع الأحداث المتكررة بشكل مجتزأ من القضية الفلسطينية”.
أمير قطر: المجتمع الدولي فشل في اتخاذ ما من شأنه وقف المجازر
من جهته، أعلن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن “المجتمع الدولي فشل في اتخاذ ما من شأنه وقف المجازر ووضع حد لهذه الحرب العدوانية”. وتابع “ما يحدث في غزة يشكل خطراً على كافة المستويات”، متسائلاً “إلى متى يظل المجتمع الدولي يعامل إسرائيل وكأنها فوق القانون الدولي؟”.
وقال “لاحظنا قبل الحرب ارتفاع مناعة بعض الدول تجاه قتل المدنيين وقصف المستشفيات والملاجئ”، مضيفاً “من كان يتخيل أن المستشفيات ستقصف علناً في القرن الـ21”.
وفي هذا السياق، لفت أمير قطر إلى أن “النظام الدولي يخذل نفسه قبل أن يخذلنا بالسماح بقصف المستشفيات والأحياء والمخيمات”، مؤكداً أن “موقفنا ثابت في دعم صمود الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته العادلة”.
وطالب تميم بن حمد آل ثاني “بفتح المعابر الإنسانية الآمنة بشكل دائم لإيصال المساعدات دون عوائق أو شروط”، معرباً عن أمله “التوصل إلى هدنة إنسانية في القريب العاجل”. وقال “ماضون في دعم كل الجهود الدبلوماسية لخفض التصعيد وحقن الدماء وحماية المدنيين”، مطالباً “الأمم المتحدة بإيفاد فريق تحقيق دولي في قصف المستشفيات”.
وأكد أنه “لا يجب أن نبقى عند حدود الشجب والإنكار، بل علينا اتخاذ خطوات رادعة لوقف العدوان، متسائلاً “إلى متى سيسمح لـ “إسرائيل” بضرب القوانين الدولية بحربها الشعواء التي لا تنتهي على سكان البلاد الأصليين”.
ورأى أن “الحل الوحيد والمستدام لهذه القضية هو الذي يرسي أسس السلام وفقا للقرارات الدولية”، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن “إسرائيل ترفض الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني ولا تفكر إلا بالترتيبات الأمنية”.
ولي العهد الكويتي: “إسرائيل” تمارس عقاباً جماعياً
ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح من جهته، حذر من أن “جرائم “إسرائيل” في غزة تنذر بتداعيات سلبية على أمن واستقرار المنطقة والعالم أجمع”. وقال إن “”إسرائيل” تمارس عقاباً جماعياً لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال”، موضحاً أن “هذه المأساة نتيجة لعدم سعي المجتمع الدولي لإيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية”.
وتابع في هذا السياق أن “أولى خطوات إحلال السلام في المنطقة هو حل القضية الفلسطينية حلاً شاملاً ونهائياً”، مطالباً على حد تعبيره “بدولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”، ومعلناً أن “القضية الفلسطينية تتصدر أجندة سياسة الكويت الخارجية”.
اندونيسيا: للدفع باتجاه حوار لاستئناف محادثات السلام
الرئيس الإندونيسي طالب بدخول لجان تحقيق إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، مضيفاً “على منظمة التعاون الإسلامي الاستمرار بالدفع باتجاه حوار لاستئناف محادثات السلام”.
الرئيس التركي: لمحاسبة “إسرائيل” على جرائمها
من جهته، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن “الكلمات عاجزة عن وصف ما يجري في غزة واستهداف المستشفيات ودور العبادة والمدارس بشكل وحشي”.
وتابع أدروغان “إسرائيل تحاول أن تنتقم لأحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بقتل الأبرياء والأطفال والنساء”، لافتاً إلى أن “73% ممن فقدوا أرواحهم في غزة والضفة من النساء والأطفال، وحالة الجنون هذه لا يمكن تفهمها”.
وقال الرئيس التركي إن “الدول الغربية لم تدعُ حتى لوقف إطلاق النار”، لافتاً إلى أن “من يسكت على الظلم شريك فيه على قدر المساواة”. وفي السياق، قال “الولايات المتحدة والغرب يدّعيان حقوق الإنسان، لكنهما للأسف نسيا ذلك أمام ممارسات “إسرائيل””.
هذا ودعا أردوغان إلى ضرورة استمرار المساعدات الإنسانية دون توقف، وأن يتم إيصال الوقود إلى المستشفيات، قائلاً إن غزة التي حرمت من المساعدات الإنسانية تشبه جهنم، ويجب أن نبذل جهودا لمحاسبة إسرائيل على جرائمها”، مضيفاً أنه “يجب على وكالة الطاقة الذرية الكشف عن أسلحة “إسرائيل” النووية، ولا يمكن المرور على الأمر مرور الكرام”.
الرئيس المصري: لوقف اطلاق النار ومنع تهجير الفلسطينيين
كذلك، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن “أهالي غزة يتعرضون للقتل والحصار وممارسات لا إنسانية تستوجب وقفة جادة من المجتمع الدولي”، معرباً عن إدانته “قتل المدنيين، وأن سياسة العقاب الجماعي لأهالي غزة غير مقبولة”.
السيسي طالب “بوقف فوري لإطلاق النار بلا قيد أو شرط، ويجب منع تهجير الفلسطينيين إلى خارج أرضهم”، إضافة إلى مطالبته “بصيغة لتسوية الصراع بناءً على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967”.
كما حذر الرئيس المصري من أن “التخاذل عن وقف الحرب في غزة ينذر بتوسعها في المنطقة”، مشيراً إلى وجوب “إجراء تحقيق دولي في انتهاكات قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين في غزة”.
ملك الأردن: أهل غزة يتعرضون لحرب بشعة يجب أن تتوقف فوراً
الملك الأردني عبد الله الثاني قال في كلمة له خلال القمة إن “أهل غزة يتعرضون لحرب بشعة يجب أن تتوقف فوراً”، موضحاً أن “الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون لم يبدأ في 7 تشرين الأول/أكتوبر، بل بدأ منذ 7 عقود”. وتابع “قوات الاحتلال تقتل الأطباء وفرق الإغاثة والأطفال والنساء وحتى الشيوخ في غزة”.
ورأى الملك الأردني أن “حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وحل الأزمة المستمرة منذ عقود”. واشار إلى أنه “لا يمكن السكوت على ما يواجه قطاع غزة من أوضاع كارثية تخنق الحياة”، مؤكداً أنه “يجب أن تبقى الممرات الإنسانية في غزة آمنة ومفتوحة لإيصال المساعدات بشكل دائم”، لافتاً إلى أن “منع “إسرائيل” دخول الماء والغذاء إلى سكان غزة جريمة حرب”. وقال “العالم سيدفع ثمن الفشل في حل القضية الفلسطينية”.
ميقاتي في القمة العربية: لوقف عدوان اسرائيل على لبنان وغزّة
وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اننا “كنا في لبنان ولا نزال مع فلسطين ودفعنا وما زِلْنا ثمنَ العدوان الإسرائيلي. وما الوهنُ البادي على بنية دولتنا إلا بسبب وقوعِها على هذا الفالق الزلزالي الذي أدّى بها إلى الإيغالِ في الفراغ والتفريغ”.
كلام ميقاتي جاء في خلال مشاركته بفعاليات القمة العربية والإسلامية الطارئة التي عقدت في عاصمة المملكة العربية السعودية للبحث في تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
وخلال كلمته في القمة أشار ميقاتي إلى أنّ الجميع مدعو “للتضامن والعمل المشترك لانقاذ فلسطين وغزة، وأن نطلق صرخة إنسانية واحدة كما العمل معًا لوقف فوري غير مشروط لاطلاق النار وإدخال المساعدات والدفع نحو حل شامل للقضية الفلسطينية”. ولفت إلى أنّ “ما يشهده جنوب لبنان حاليًّا من أحداث وإن اعتُبِرَتْ في العمق صدىً للمآسي في قطاع غزة ليست في حقيقتِها سوى نتيجةٍ لتفاقم اعتداءات إسرائيل على السيادة الوطنية وخرقها المستمر والمتمادي للقرار الدولي رقم 1701”.
وأوضح ميقاتي، أنّه بادر “شخصيًّا منذ اندلاع أحداث غزة إلى إطلاق النداءات العلنية للحفاظ على الهدوء ولضبط النفس على الحدود الجنوبية ووجَّهْتُ التحذيراتِ من تمدد الحرب التدميرية في غزة إلى جنوب لبنان ومنه إلى المنطقة”. ولفت إلى أنّ “خيارنا في لبنان كان ولا يزال هو السلام وثقافتنا هي ثقافة سلام مبنيةٌ على الحق والعدالة وعلى القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية”، مشيرًا إلى أنّ “شعبنا هو شعب ما رَضِي ولن يرضى بالاعتداءات على سيادته وعلى كرامته الوطنية وسلامة أراضيه وعلى المدنيين من أبنائه وبخاصة الأطفال والنساء”.
وجدّد ميقاتي “التزام لبنان الشرعية الدولية لا سيما القرار 1701، و”نُشدّد على ضرورة الضغط على إسرائيل لتنفيذ كافة مندرجاته وإلزامها بوقف استفزازاتها وعدوانها على وطننا”. قائلاً: “كنا في لبنان ولا نزال مع فلسطين ودفعنا وما زِلْنا ثمنَ العدوان الإسرائيلي”، مشيرًا إلى انّ “ما الوهنُ البادي على بنية دولتنا إلا بسبب وقوعِها على هذا الفالق الزلزالي الذي أدّى بها إلى الإيغالِ في الفراغ والتفريغ”. وختم ميقاتي: “تعوَّدْنا منكُم النجدة وأنتم أهلها ولست بحاجة إلى التأكيد على أن جميع اللبنانيين من دون استثناء يقفون إلى جانب غزة وفلسطين وهم يأملون أن يكون لهم جميع العرب حضنًا وحصناً من الانهيار”.
عباس: إنها حرب إبادة لا مثيل لها
الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبالرغم من قيام السلطة الفلسطينية بقمع التظاهرات في الضفة الغربية المحتلة المنددة بالعدوان الاسرائيلي على غزة، إضافة إلى عمل شرطة السلطة على كبح جماح المقاومة هناك، بالرغم من ذلك أكد في كلمته خلال القمة أن “أبناء شعبنا في الضفة يتعرضون لهجمات إرهابية على يد قوات الاحتلال ومستوطنين إرهابيين”.
وتابع “قوات الاحتلال قتلت وجرحت أكثر من 40 ألفا من أبناء شعبنا في غزة، معظمهم أطفال ونساء”، وأن “قوات الاحتلال بدأت حرب إبادة لا مثيل لها بحق شعبنا وتخطت كل الخطوط الحمراء”. عباس أشار حمّل “سلطات الاحتلال ومن يساندها المسؤولية عن قتل كل طفل وامرأة في هذه الحرب الظالمة”.
وأعلن أنه “نحن أمام لحظة تاريخية، وعلى الجميع تحمّل مسؤولياتهم لإرساء السلام”، مضيفاً “نرفض قطعيا أي مساع لتهجير أبناء شعبنا من غزة أو الضفة الغربية”، حسب زعمه. وأكد أن “قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، ويجب أن يكون الحل السياسي شاملاً”، مطالباً “مجلس الأمن بإقرار حصول دولة فلسطين على عضويتها الكاملة”.
قمة عربية طارئة
وقبل أيام، دعت فلسطين والسعودية لعقد قمة عربية طارئة على مستوى القادة بشأن غزة، وتلتها دعوة من المملكة لمنظمة التعاون الإسلامي لعقد اجتماع مماثل، كونها تترأس الدورة الحالية أيضاً.
وكانت أعلنت وزارة الخارجية السعودية دمج القمتين العربية والإسلامية في قمة واحدة مشتركة تعقد اليوم السبت في الرياض. وفي بيان للوزارة قبل ساعات من عقد القمة العربية، أفادت الخارجية السعودية، التي تتولى الرئاسة الدورية للقمتين، أمس الجمعة، أنه “تقرّر عقد قمة عربية إسلامية مشتركة غير عادية، بشكل استثنائي في الرياض اليوم السبت”. وأشارت إلى أن القمة ستكون عوضا عن “القمة العربية غير العادية”، و”القمة الإسلامية الاستثنائية” اللتين كان من المُقرر أن تُعقدا في التاريخ نفسه.
وأوضحت أن توحيد القمتين “استجابة للظروف الاستثنائية التي تشهدها غزة، وبعد تشاور المملكة العربية السعودية مع جامعة الدولة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي”.
ووفق البيان، يأتي هذا الدمج “استشعارا من قادة جميع الدول لأهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موّحد يُعبّر عن الإرادة العربية الإسلامية المُشتركة بشأن ما تشهده غزة والأراضي الفلسطينية من تطورات خطيرة وغير مسبوقة تستوجب وحدة الصف العربي والإسلامي في مواجهتها واحتواء تداعياتها”.
ولليوم الـ36 على التوالي، يتواصل العدوان الصهيوني على قطاع غزة، الذي أدى الى استشهاد 11078 فلسطينيا، بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسنا، وأصاب 27 ألفا و490 بجروح مختلفة، مخلفا دمارا كبيرا في كل مناحي الحياة في القطاع المحاصر.
المصدر: وكالات