لم يكتفِ العدو الاسرائيلي، بجرائم الابادة الجماعية التي يشنّها على قطاع غزّة، قتلاً وتجويعاً، إنّما يواصل خطّته التهجيرية، الهادفة لفصل شمال القطاع عن جنوبه، بهدف تحقيق نصر عسكري، يستعيد من خلاله بعضاً من هيبة جيشه، التي سقطت في السابع من تشرين الأوّل/اكتوبر، على ايدي المقاومة الفلسطينية.
العدو الذي فشل في مشروعه لتهجير أهالي القطاع الى صحراء سيناء المصرية، بسبب صمود الشعب الفلسطني، الذي يرفض السير بخطة تهجير ثانية، ومؤكداً ثباته في قطاع غزّة، صبّ جام حقده على المدنيين، لاسيما في شمالي القطاع، في عملية تدمير ممنهج لكل مقومات الحياة، لدفع الفلسطينيين لترك منازلهم المدمّرة.
فجيش الاحتلال الذي يتلقّى ضربات موجعة على تخوم قطاع غزّة، أمعن في تدمير مربعات سكنية بأكملها، في بيت لاهيا وجباليا والشاطئ، اضافة الى استهداف مدارس الاونروا ودور العبادة والمستشفيات وكل مقومات الحياة في شمال القطاع المحاصر، لم تبقِ للأهالي الصامدين منذ 34 يوماً سوى التوجّه جنوباً، بعد ان فقدوا أبسط مقومات الحياة، وسقط آلاف الآلاف الشهداء والجرحى، بلىلحة الحقد الاسرائيلية.
خيار النزوح قد لا يقلّ سؤاً عن البقاء شمالاً، لاسيّما انّ الاحتلال لم يتوانَ سابقاً عن قصف المدنيين، على طريق ما سمّاه بالممر الآمن نحو الجنوب، كما انّ مخيمات الجنوب، في خانيونس ورفح وغيرها، تشهد بدورها مجازر يومية ، تلاحق حتى النازحين منهم، والذين سقط العشرات منهم بين شهيد وجريح.
جرائم حرب موصوفة بنظر القانون الدولي، والقانون الانساني الدولي، بحق 2.3 مليون نسمة، بات أكثر مليون ونص مليون منهم نازحين داخل القطاع المحاصر، فضلاً عن ما يقارب الأربعين الفاً بين شهيد ومصاب، يقابلها اهالي غزّة بمشاهد صمود قلَّ نظيرها، لكنها لا يمكن أن تخفي كارثة انسانية، عبّر عنها كبار مسؤولي الأمم المتحدة، حيث أصبحت غزّة مقبرة للاطفال، و “كابوساً يختنق في ظله الناس تحت القصف المتواصل”، وفق ما أعلن مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان “فولكر تورك”.
المصدر: يونيوز