كلُّ مخابزِ غزةَ قد توقفت ولم يبقَ سوى مخبزٍ واحدٍ بحسَبِ برنامجِ الاغذيةِ العالمي، هو لا يكفي لتأمينِ حاجةِ أهلِ القطاع، لكنْ في القطاعِ مخابزُ لا يَنضبُ خيرُها كافيةٌ لتأمينِ حاجةِ الامةِ كلِها من عجينِ الشرفِ وخبزِ البطولة، واجودِ انواعِ الرجولة..
هنا غزةُ المزروعةُ غاراتٍ صهيونيةً بصواريخَ اميركية، ليس لديها ما يكفي من الخبزِ والماءِ واِن كانَ ترابُها قد شَرِبَ كلَّ ماءِ وجوهِ الزعاماتِ العربية، وليس لديها ما يكفي من وقودٍ ودواء، وان كانت تَشفي صدورَ اهلِ الحَميّة..
غزةُ المحاصرةُ تحاصرُ عدوَّها، تَكسِرُ خِياراتِه، تصطادُ جنودَه ودباباتِه، تَعجِنُ حديدَها وتَصهُرُها بنارِ غضبِها، وتُطعمُ راكبيها مُرَّ المذلة، واِن تقدمت تلك الآلياتُ في منافذَ مدمرة، فانَ مكامنَ الرجالِ قد كبدتها خسائرَ فادحةً يتحدثُ عنها الاعلامُ العبريُ واِن اخفاها الجانبُ العسكريُ والسياسي ..
هي غزة، بأهلِها الاَعِزّة، صامدةٌ على ارتفاعِ اكثرَ من عشَرةِ آلافِ شهيد، وفوقَ الدمارِ العظيم، وستَزحفُ بالامةِ حتى الجدارِ الاخير، حتى النصرِ الاكيد ..
ارادَها الاحتلالُ مقبرةً للاطفالِ كما قالَ الامينُ العامّ للاممِ المتحدة انطونيو غوتيريش، وسيُحيلُها المقاومونَ الى مقبرةٍ لاوهامِ العدوِ وسيدِه الاميركي واتباعِه من الانظمةِ العربيةِ المطبّعة، التي طَبَعت على وجهِ الامةِ ابشعَ صورةٍ للتحللِ من النخوةِ العربية..
وعلى طريقِ غزةَ نحوَ القدس، يمشي الجنوبيون في لبنان، صامدينَ ومجاهدين، حتى اكتمالِ آياتِ النصر.. وبآياتِ العزِّ رفعوا اليومَ قرابينَهم نحوَ السماءِ شاباتٍ ثلاثاً وجدَّتَهم زُرِعْنَ عندَ الحدودِ ليُزهِرْنَ عما قريبٍ رياحينَ على طريقِ القدس، فكانَ تشييعُ الشهيداتِ اليومَ تأكيداً على الصمودِ ومقارعةِ المحتلِّ وآلةِ قتلِه، ولتأديبِه كانَ من المقاومينَ بعضُ القِصاص، صواريخُ دَكَّت مواقعَه وطالت مرابضَه في الاراضي المحتلة..
وعلى الاراضي اللبنانيةِ حطَّ عاموس هوكشتاين موفداً رئاسياً اميركياً، جالَ على المسؤولين اللبنانيين، زاعماً انَ بلادَه لا تريدُ لما يَحصُلُ في غزّةَ أن يتصاعد، ولا تريدُ له أن يتمددَ الى لبنانَ كما قال . اما القولُ الثابتُ الذي يعرفُه الجميعُ اِن من لا يريدُ للصراعِ ان يتمددَ عليه ان يَلجِمَ الصهاينةَ عن غزة..
المصدر: قناة المنار