تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاربعاء 25-10-2023 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
أميركا تلعب بالنار: فلْتستمرّ المجزرة
صاحب الدار جُنّ [1]: كيف لأميركا إنقاذ إسرائيل؟
ابراهيم الأمين
صدمة كبيرة أصابت مسؤولاً أميركياً كان في عداد فريق وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي وصل على عجل إلى إسرائيل، وعندما سأله زملاء عن الوضع، قال «صاحب الدار جُنّ».
كل عبارات التضامن لا تحجب استنتاج الوصيّ الأميركي بأن عليه ممارسة دور مختلف في هذه اللحظة. صار على أميركا التصرّف كـ«أبٍ» وليس كـ«أخٍ أكبر». المؤرّخون والمعلّقون وقدامى المحاربين في كيان الاحتلال تحدثوا عن لحظة خاصة لا تشبه ما مرّ معهم منذ 75 سنة. تهدئة المجنون تطلّبت تركه يصرخ ويضرب في المكان. لم يكن أحد في العالم يفكر في مناقشة إسرائيل حول ردة فعلها الأولى على ما حصل. كان الجميع يشاهد قادة العدو يسيرون على غير هدى في الأروقة والردهات، ويسمعون المسؤولين العسكريين يطلبون الفتك بأيّ عربي. أما العقلاء، على قلّتهم، فكانوا ينقلون تحذيرات الى الأميركيين، وإلى المؤسّسين في أوروبا، يطلبون منهم العون، والقدوم سريعاً للتدخل، ليس فقط لحماية إسرائيل من أعدائها، بل لمساعدتها في اتخاذ القرارات الصائبة.
على المقلب الآخر، كان الفلسطينيون يعيشون لحظة تحلّل من كل التزام. عكسوا في ساعات قليلة حال «الرجل الذي ذُلّ حتى نفد صبره». لكن عائلته الكبيرة سارعت الى مساعدته على الهدوء قليلاً، وهضم صيده الكبير، والاستعداد لليوم التالي. وبخلاف الهذيان الغربي الذي فاق جنون أبناء الكيان أنفسهم، تصرّف قادة محور المقاومة بعقل بارد. لم يُخفِ أحد منهم دموع فرحه بإنجاز ما لم يكن متخيّلاً، لكن أحداً من هؤلاء لم تأخذه النشوة، وجلّهم بدأوا يفكرون في كيفية حماية هذا الإنجاز، وفي جعل ثمنه أقل قساوة على أهل فلسطين.
خلال 18 يوماً، يمكن القول إن الارتجال كان القاسم المشترك في كل ردود الفعل من جانب العدوّ وحلفائه: برامج وأهداف وتصوّرات يجري تبديلها كحال البورصة. رهانات فوضوية لا تستند الى وقائع صلبة. وفي هذه الأثناء، لم يجد الغرب إلا أن يترك «صاحب الدار» يواصل انتقامه العشوائي، والضرب بجنون دموي لا سقف له.
لكن المشكلة أن العدوّ نفسه، ومعه حلفاؤه، لا يجدون سبيلاً لحصاد ممكن لهذا الجنون. وليس هناك ما يمكن صرفه على شكل انتصار لردّ الاعتبار أو استعادة الردع. سادت الفوضى مكاتب الديبلوماسية الغربية. ونُقل عن مسؤول تركي أن مصر والسعودية والأردن لمست حجم الارتباك الأميركي، ما سمح لها برفع سقف اعتراضها على السير بمقترحات مجنونة لإرضاء إسرائيل. لم يقصد المسؤول التركي أن الغرب انهار كما حال إسرائيل. وهو لن يمنح قادة السعودية ومصر والأردن قلادة الشجاعة.،بل ما قصده أن الكلّ لمس حجم الارتباك في المواكبة الغربية الداعمة لإسرائيل.
بايدن لقادة العدوّ: ضعوا أهدافاً يمكن تحقيقها وخططاً قابلة للتنفيذ
خلال أسبوعين، طرحت أفكار يمكن استعادتها الآن لفهم حركة القوس السياسي والعسكري للعدوّ وحلفائه: بدأ الأميركيون بترك إسرائيل تنتقم من دون سؤال. ومن سألهم التعاون، طلبوا منه التفكير في خطوة تمنح العدو نصراً واضحاً. عندها، سُحبت من الأدراج فكرة تهجير أهل غزة الى سيناء قبل أن يتمّ التراجع عنها، ليُطرح التهجير الداخلي بقوة النار والحصار، مع تشديد على عدم فتح أيّ نقاش حول وقف إطلاق النار أو إدخال مساعدات إنسانية، مع تزويد إسرائيل بكل أشكال الدعم الأميركي، المالي والأمني وكميات كبيرة من الذخائر وحشود عسكرية في البحر. وصار الجميع يتحدث عن حق إسرائيل في الهجوم على غزة وتدمير حماس دون هوادة. لكن الأميركيين، كبقية الحلفاء، يعرفون أن الانتقام لن يعيد الأمور الى ما كانت عليه قبل 7 أكتوبر. ولم يعد بيد الجميع سوى البحث في الغزو البري، علّه يمنح العدو انتصاراً ينزله عن الشجرة.
لكن حال جيش الاحتلال من حال مؤسساته الأخرى. اهتراء أوجب تدخل أميركا بطريقة مختلفة. تجاهلت إدارة الرئيس بايدن كل نظرتها السيئة الى بنيامين نتنياهو وحكومته، وقرر «الأب» أن يحضر بنفسه. جمع كل الأولاد من حوله، نظر إليهم بعطف وغضب. لكنه قال لهم، بوضوح، إنهم ليسوا في وضع يسمح لهم باتخاذ القرار بمفردهم. طلب منهم إعادة تشكيل مجلس القرارات الكبرى، وأدخل من يثق به الى قلب مجلس الحرب، وأمعن في تقريع القادة العسكريين. ولم يكن بوسع أحد معاندته، وهم يعرفون أن في جيبه إحاطة استخبارية وعسكرية، أعدّها فريق مشترك من وزارة الدفاع والاستخبارات المركزية، وبين من كتبوها بعض من شاركوا في مناورات عسكرية مع العدو. وهي إحاطة أوصت رئيس الولايات المتحدة بضرورة الانتباه الى أن جيش إسرائيل غير جاهز لحرب كبيرة، ولا لتحقيق انتصارات مدوّية. كل ذلك دفع بايدن الى مخاطبة قادة إسرائيل، محدداً السقوف بوضوح: ستأخذون فرصة إضافية لتنفّسوا أكثر عن غضبكم بالمدنيّين في غزة من دون تدخل من أحد. لكن تصرّفوا بطريقة ذكية. وفي الوقت نفسه، أعطوني لائحة أهداف قابلة للتحقّق، وخططاً قابلة للتنفيذ، واستعدّوا للإجابة عن سؤال اليوم التالي، وتذكّروا أن الخراب الذي حصل لا يمكن تجاوزه في أيّ مقاربة سياسية للأزمة لاحقاً، من دون تنازل ما!
المكارثية الصهيونية تطارد جوزيف مسعد
يصرّح جوزيف مسعد بشجاعة أنّ الأوروبيين بنوا حضاراتهم من استعمار البلاد العربية والأفريقية، وأنّ الصهاينة فعلوا مثل ذلك
يتعرّض الأكاديمي الفلسطيني اليوم لحملة تهديدٍ ومحاولة قمع كلمته ورأيه والضغط لطرده من «جامعة كولومبيا». بعد مقاله «مجرّد معركة أخرى أو حرب التّحرير الفلسطينية؟» عن عملية «طوفان الأقصى»، أنشأت تلميذة عملت سابقاً صانعة محتوى لدى «جيش» الاحتلال الإسرائيلي تُدعى مايا بلاتيك، عريضةً بهدف الضغط على إدارة الجامعة لطرده
ليست هي المرّة الأولى التي يتعرّض فيها الأكاديمي الفلسطيني جوزيف مسعد (1963) إلى التهديد ومحاولة قمع كلمته ورأيه، وعلى الأغلب لن تكون الأخيرة. مع أحداث أيلول 2001 التي هزّت الغرب ومنحته الذريعة لتفاقم عنصريته تجاه العرب والمسلمين، كان الأستاذ المساعد في السياسة والفكر العربي في «جامعة كولومبيا» آنذاك ينتظر فرصة تثبيته، فجاء الضغط على إدارة الجامعة من قِبل مجموعات اللوبي الصهيوني للعدول عن ذلك، لكنّها لم تُحقّق مبتغاها. وفي عام 2004، أي بعد وفاة المفكّر الفلسطيني الأبرز إدوارد سعيد صاحب نظرية الاستشراق الذي كان أستاذ مسعد ثم زميله في الجامعة، قام عددٌ من الطلّاب الأجانب بالادّعاء أنّ الدكتور في العلوم السياسية يضغط عليهم لموقفهم المؤيّد للكيان الصهيوني. لم يتوقّف الأمر عند ذلك، بل اتّهموه أيضاً بمعاداة للسامية، ما أغرقه أكثر في دوّامة الأخطاء المحرّمة في الغرب، وكان الهدف أن لا يولد أكاديميّ فلسطيني مؤثر في القضية الفلسطينية على خطى سعيد. لكنه تثبّت وبقي أستاذاً فيها بعدما جاء تحقيق لجنة الجامعة بتبرئته من تلك التهمة.
يُعرف مسعد ابن مدينة يافا المولود في الأردن، الذي درس في أميركا اللاتينية قبل أن ينال الدكتوراه من إحدى أقدم الجامعات الأميركية التي تُعد صانعة قادة الرأي في العالم من سياسيين (أمثال الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما) وعلماء متميّزين (بينهم الكيميائي لويس إي بروز الحائز جائزة نوبل، وإيميليا إيرهارت أوّل رائدة في الطيران الأميركي)، بأنّه شخصية «إشكالية». والإشكالية هنا لا تأتي بمعناها اللغوي المجرّد: وجود اشتباه أو التباس في شيء أو أمر أو شخص، إنّما بمثابة صفة يطلقها الغرب على الشخصيات ذات النتاج المعرفي التي تقدم طروحات لا يستطيع «الأبيض» في الغرب «هضمها» (digest)، إذ إنّها هامة ومتقدّمة لكنها في الوقت نفسه لا تخدم مصالحه. يرى مسعد أنّ مصطلح معاداة السامية (antisemitism) الذي يعرّفه الغرب على أنّه العداء لليهود والتحيّز ضدهم، لا يقتصر على اليهود فقط، بل يشمل التنميط السلبي للعرب والمسلمين والتحيّز ضدّهم. وبالتالي، فإنّ اليهود أنفسهم قد يكونون يمارسون العداء للسامية في تعاملهم مع الفلسطينيين والعرب. وبالفعل إن نظرنا إلى السامية على أنها تعود في أصلها إلى العرق السامي ولغاته المتعددة من بينها البابلية والآشورية والكنعانية والعربية والعبرية، وتتبعنا أولى استخدامات المصطلح من قبل الببليوغرافر وأحد مؤسسي اليهودية (غير المؤيدين للصهيونية) موريتز ستاينشنايدر (1816-1907)، فهو كان يطرح نقداً لنظرية تراتبية وطبقية الأعراق عند المؤرخ الفرنسي إرنست رينان، رافضاً فكرة أنّ العرق الآري يتفوّق على نظيره السامي من حيث الفهم والثقافة والمعرفة. أما استخدام الغرب للمصطلح منذ الهولوكوست، فقد انحصر في اضطهاد اليهود ومعاداتهم، ووظِّف كسلاح مخيف تجاه كل من يحاول الإشارة إلى جرائم الصهيونية بحقّ الفلسطينيين أو حتى نقد سياسات الكيان العبري وأفراده. كما يرفض صاحب كتاب «ديمومة المسألة الفلسطينية: مقالات بحثية حول الصهيونية والفلسطينيين» (2006)، فكرة أنّ العرب متخلّفون وأنّ الأوروبيين هم المثقفون والمتحضّرون، ويصرّح بشجاعة أنّ الأوروبيين بنوا حضاراتهم من استعمار البلاد العربية والأفريقية، وأنّ الصهاينة فعلوا مثل ذلك واستطاعوا أن يتحوّلوا ديموغرافياً إلى أكثرية يهودية في فلسطين عبر التطهير العرقي والاحتلال.
قبل أن يتعرّف المتخصّص في دراسات الشرق الأوسط جوزيف مسعد إلى إدوارد سعيد، قرأ كتابه «الاستشراق» (1978) فوجده صعباً ومعقّداً، لكنه حين درس تحت إشراف سعيد أصبح يقضي حوارات طويلة معه واستمر على ذلك حين أصبح زميله في التعليم. ويمكن القول إنّ ما يحدث اليوم مع أستاذ الفكر العربي من ضغط صهيوني لطرده من الجامعة على إثر مقال نشره بعنوان «مجرّد معركة أخرى أم حرب التحرير الفلسطينية؟» (باللغة الإنكليزية) عن عملية «طوفان الأقصى»، ليس بالجديد أو المفاجئ. في عام 2000، تعرّض سعيد لحملات تشويه بوصفه «أستاذ الإرهاب»، وضغط الصهاينة على الأوروبيين مطالبين بطرده من «جامعة كولومبيا» بسبب انتشار صورة له وهو «يرمي حجراً على موقع إسرائيلي». في الحقيقة، كانت الصورة تلك تظهر سعيد وهو يرمي الحجر من دون إظهار وجهته، يرافقه المؤرخ اللبناني والأستاذ في الجامعة الأميركية في بيروت فوّاز طرابلسي الذي وضّح أكثر من مرّة، زمان ومكان الصورة. كان الاثنان في زيارة إلى جنوب لبنان بعد تحريره من الاحتلال الصهيوني الذي استمرّ ثمانية عشر عاماً. يومها شاركا في رمي الحجارة على برج مراقبة كان تابعاً للجنود الصهاينة على مقربة من بوابة فاطمة، والتقط الصورة مصوّر في «وكالة الأنباء الفرنسية» ثم نشرتها «يونايتد برس» لتبدأ حملة مطالبة باستبعاد سعيد عن الجامعة والندوات والمؤتمرات التي كانت مقررة مسبقاً مع مؤسسات أكاديمية أخرى. الأمر ذاته يحدث مع جوزيف مسعد منذ أن نشر مقاله في اليوم التالي لإعلان عملية «طوفان الأقصى»، مرفقاً إياه بصورٍ لمقاومي كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة «حماس») خلال تنفيذهم للعملية. «ما الذي يمكن أن تفعله الطائرات الشراعية الآلية في وجه أقوى الجيوش في العالم؟ يبدو أنّ الكثير في أيدي المقاومة الفلسطينية المبتكرة، التي شنّت في وقتٍ باكر من صباح يوم السبت هجوماً مفاجئاً على إسرائيل جواً وبراً وبحراً. وفي الواقع، كما تُظهر مقاطع الفيديو المذهلة، أصبحت هذه الطائرات الشراعية هي القوة الجوية للمقاومة الفلسطينية». كتب مسعد على موقع «إلكترونيك انتفاضة» بكلامٍ مباشر يصف العملية بـ«المذهلة» (stunning). الموقف لم يتحمّله الأوروبيون الصهاينة مطلقاً، وشنّوا عليه حملات ضغط تطالب بطرده وتضييق الفرص عليه، بدءاً من التوقيع على عريضة أنشأتها في 13 تشرين الأول (أكتوبر) تلميذة عملت سابقاً صانعة محتوى مع «جيش» الاحتلال الإسرائيلي تُدعى مايا بلاتيك التي تقول حسب موقع «ميدل إيست آي»: «يشعر الكثير من الطلاب أنهم غير آمنين في وجود أستاذ يدعم قتل المدنيين..» في المقابل، انقسمت المواقف في الجامعات الأميركية بين مؤيّد ومبرّر وداعمٍ للإبادة التي يقوم بها العدو الصهيوني في غزة، وبين معارضٍ للمحرقة الجديدة؛ أو النكبة الثانية.
بعد يومين من انتشار العريضة على وسائل الإعلام الرئيسية مثل «فوكس نيوز»، صدرت رسالة مفتوحة مضادّة باسم طلاب وخرّيجي وأساتذة «جامعة كولومبيا» وجامعات أخرى، تتضامن مع مسعد وتطالب بشجب العريضة لأنّها عمدت إلى النيل من سمعة الأستاذ الجامعي والتشهير به، كما أنه تعرّض إلى تهديدات بالقتل. وجاء فيها: «نشعر بقلقٍ بالغ إزاء التهديدات العديدة الصادرة ضد حياة البروفيسور مسعد وحريته في التعبير الأكاديمي. نحن نعتبر أنّ هذه محاولات للحد من البحث الفكري وخنقه بشأن مسألة ذات أهمية أخلاقية وسياسية وفكرية هائلة لقسمنا وخارجه. إنّ الفشل في إدانة هذه الهجمات هو بمثابة التغاضي عن الكراهية والمضايقات التي نعارضها بشدة».
الجدير بالذكر أنّ التضييق على الأكاديميين المناصرين للقضية الفلسطينية أو أولئك الذين يقفون في صفّ الفلسطينيين بعد رؤيتهم للمجازر التي يرتكبها الاحتلال بحقّ أهل غزة منذ أسبوعين، يتمدّد بين الدول الغربية ويطال أيضاً الطلاب بحيث تعرّض طلاب «جامعة هارفارد» الذين وقّعوا على رسالة تحمّل مسؤولية الحرب والجرائم للكيان الصهيوني، إلى فضح معلوماتهم الشخصية وصورهم وأماكن إقامتهم. هذا المناخ السائد في الغرب تجاه الحرب دفع باتحاد أساتذة «الجامعة الأميركية» في بيروت إلى إصدار بيان بصفتهم تجمّعاً مستقلاً في الجامعة، أعربوا فيه عن «تضامنهم الكامل وغير المشروط مع الشعب الفلسطيني على خلفية الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني الآن في غزة من دون خوفٍ من أي محاسبة». وختم البيان بوقوفهم إلى جانب زملائهم من الأساتذة والطلاب في الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في الغرب وفي فلسطين المحتلة «الذين يواجهون اعتداءات ومحاولات لتكميم أفواههم عبر اتهامهم بمعاداة السامية أو بنشر خطاب الكراهية لدى التعبير عن دعمهم للقضية الفلسطينية».
ما الذي يمكن أن تفعله الطائرات الشراعية الآلية في وجه أقوى الجيوش في العالم؟ يبدو أنّ هناك الكثير في أيدي المقاومة
يستعمل الغرب -الصهيوني الهوى- مصطلح معاداة السامية بكثرة لإخافة الفلسطينيين والعرب وغيرهم من الناشطين والصحافيين والأكاديميين حتى الغربيين منهم، فهي تهمة لا يستطيع الفرد التخلّص منها بسهولة وتُعد بمثابة إعلان لسحب الامتيازات الإنسانية والأكاديمية الممنوحة من قبل الأميركيين والأوروبيين للمستفيدين منها. هذا الأمر يأخذنا إلى نقد الفجوة بين النظرية والتطبيق، بين ادعاء الحرية والديمقراطية في الغرب وتطبيقها على أراضيهم ومواطنيهم قبل أي شعب آخر. يمكن مقاربة الفكرة لما فعلته دكتورة العلوم السياسية الأميركية سوزان باك-موريس حين كتبت مقالها «هيغل وهايتي» (2000) ثم كتاب «هيغل وهايتي والتاريخ العالمي» (2009) في نقد فكر فيلسوف المثالية الألمانية هيغل الذي يُعد أحد أهم الفلاسفة الألمان. حينها رأت سوزان في كتابها أن التناقض واضح بين الفكر والتطبيق لدى هيغل والغرب عموماً، فهو الذي نظّر لمبدأ الحرية وجذورها في حقبة التنوير في أوروبا في القرنين السابع والثامن عشر، وجاءت أفكاره ونظرياته عن السيد والعبد والحرية نتيجة إلمامه بثورة هايتي (1791) التي لم تكن ثورة خفية أو بعيدة عن التغطية الصحافية، لكنه تجاهلها بالكامل فبقيت نظرياته وفلسفته عن الحرية محصورة في إطار أوروبي عنصري، وخصوصاً في ظلّ المناهج الجامعية في العلوم الاجتماعية التي تدرّس فلسفة هيغل التي تتجنب أو تستثني التطرّق إلى تأثير ثورة هايتي ضد الرق والاستعمار. إذاً هذا هو الغرب، نظرياته وأفكاره قابلة للتطبيق إذا ما مورست وفقاً لشروطه وبناءً على مصالحه السياسية والاقتصادية، أما أن يحاول الفرد تطبيقها وفقاً للمنطق وحسب الحقائق الواقعية، فذلك أمر محرّمٌ، ولربما كفر بأصحاب الحضارة والعرق الأسمى.
عريضة مضادّة: الحرية الأكاديمية مقدّسة
رداً على عريضة 13 أكتوبر، انطلقت عريضة مضادّة بعنوان «رسالة تضامنية مع حقّ البروفسور جوزيف مسعد بالحرية الأكاديمية» تدين الحملة على مسعد وتطالب رئيسة «جامعة كولومبيا» نعمت شفيق بـ «ضمان أمنه الجسدي وحريته الأكاديمية». ومن الموقعين عليها: جوديث باتلر، نعوم تشوكمسكي، ووائل حلاق. هنا نصّها: «في ضوء التهديدات والهجمات المستمرة بالقتل التي يتلقاها البروفيسور جوزيف مسعد بسبب مقالته «مجرد معركة أخرى أو حرب التحرير الفلسطينية»، نحن، الموقّعون أدناه، طلاب وخريجو «جامعة كولومبيا»، وأعضاء هيئة التدريس والمنتسبون والباحثون من خارج «جامعة كولومبيا»، نعبّر عن تضامننا الثابت مع البروفيسور مسعد، الذي أكسبه تعليمه وأبحاثه حول فلسطين والشرق الأوسط والجنوب العالمي على نطاق أوسع لأكثر من عقدين من الزمن، إعجابنا الثابت. نطلب من أعضاء هيئة التدريس الانضمام إلينا في مطالبة الرئيسة شفيق بضمان سلامته الجسدية وحريته الأكاديمية بشكل لا لبس فيه، وكذلك سلامة أعضاء هيئة التدريس والطلاب في جامعتنا على نطاق أوسع. ندين العريضة التحريضية والتشهيرية التي وُزّعت في 13 أكتوبر 2023 من قبل طالبة من «جامعة كولومبيا» ومنتسبة سابقة لـ «جيش الدفاع الإسرائيلي» تدعو إلى عزل البروفيسور مسعد من «جامعة كولومبيا» بسبب ممارسة حقّه في الحرية الأكاديمية. وقد عُمّمت هذه العريضة في سياق نشرت فيه وسائل الإعلام المهيمنة مثل «فوكس نيوز» و«جيروزاليم بوست» مقالات تحرّف آراء البروفيسور مسعد على أنها «تتغاضى عن الإرهاب وتدعمه»، ما أدى إلى زيادة الهجمات ضدّ حريته الأكاديمية وسلامته الشخصية. كما نشعر بقلقٍ بالغ إزاء التهديدات العديدة بحقّ البروفيسور مسعد وحريته في التعبير الأكاديمي. نحن نعتبر هذه محاولات للحدّ من البحث الفكري وخنقه بشأن مسألة ذات أهمية أخلاقية وسياسية وفكرية هائلة لقسمنا وخارجه. إن الفشل في إدانة هذه الهجمات هو بمثابة التغاضي عن الكراهية والمضايقات، التي نعارضها بشدة. هذا هو الوقت الذي أصدرت فيه الجامعة دعوات لحماية حرية التعبير في الحرم الجامعي، كما هي الحال في رسالة إلكترونية بعثها العميد المؤقت دينيس ميتشل إلى مجتمع الحرم الجامعي في 12 أكتوبر 2023 مؤكداً فيها أنّ جامعتنا كانت دوماً منارة لحرية التعبير والحوار المفتوح، وتعزيز مجتمع متنوع وشامل حيث يمكن تبادل الأفكار والآراء بحرية. حرية التعبير قيمة أساسية نعتزّ بها، تعزّز النمو الفكري والتفكير النقدي واستكشاف وجهات نظر مختلفة. نأسف لفشل الرئيسة شفيق في التواصل مع مجتمع كولومبيا المتنوّع بأكمله في بيانها العام الذي خلق مناخاً في الحرم الجامعي سمح لهذه التهديدات بالتكاثر، ما هدّد سلامة وأمن ورفاهية أعضاء هيئة التدريس والطلاب الذين أسهموا في ترسيخ سمعة الجامعة في دراسات الشرق الأوسط. إنّ الفشل في إظهار الاهتمام والالتزام تجاه مجتمع كولومبيا المتنوّع برمّته ــــ وهو مجتمع يضم العرب والمسلمين واليهود المناهضين للصهيونية ومنتقدي السياسات الإسرائيلية التي تقمع الحرية الفلسطينية ــــ لا يليق بمؤسسة رائدة في التعليم العالي. إننا ندين الرئيسة شفيق لإهمالها الواجب الأساسي الذي تدين به الجامعة لأعضاء هيئة التدريس والطلاب في جامعة كولومبيا. نحن ننظر إلى إخفاقات الرئيسة شفيق كجزء لا يتجزأ من سجل الجامعة الحافل بإهمال حماية الحرية الأكاديمية في الحرم الجامعي، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بقسمنا الخاص بدراسات الشرق الأوسط. في عام 2004، كان الأساتذة جوزيف مسعد، وجورج صليبا وحميد دباشي موضوع فيلم وثائقيّ تشهيري بعنوان Columbia Unbecoming الذي كاد أن يكلف البروفيسور مسعد عمله في الجامعة وغرس ثقافة الخوف والانتقام في فصولنا الدراسية. نحن نعتقد أنّ إهمال جامعة كولومبيا هدّد المهمة الفكرية لقسمنا عبر تعزيز تزعزع البحث الأكاديمي والتعبير. إن الهجمات الحالية ضد البروفيسور مسعد هي استمرار لهذه المحاولات المستمرة منذ عقود لفرض الرقابة عليه وترهيبه بسبب أبحاثه الدقيقة حول فلسطين. يجب أيضاً وضع هذه الهجمات في السياق الأوسع للعنصرية الراسخة المتمثلة في كراهية الإسلام والعرب والفلسطينيين التي لا يزال قسمنا هدفاً لها، وقد فشلت الجامعة في إدانتها، ولا سيّما في ضوء الهجمات اللفظية والجسدية المستمرة ضد البالغين والأطفال الفلسطينيين والمسلمين والعرب في حرمنا الجامعي وفي جميع أنحاء العالم. ندعو «جامعة كولومبيا» والرئيسة شفيق للدفاع عن مجتمع كولومبيا من الهجمات المستمرة والمستقبلية على المهمة الفكرية لجامعتنا وإلى:
1. تحديد ومحاسبة الفرد (الأفراد) المسؤولين عن وضع التهديد بالقتل تحت باب مكتب البروفيسور مسعد. نطالب بمحاسبة الفرد (الأفراد) المسؤولين عن التحريض على العنف علناً، وإذا تم تحديده على أنه تابع لكولومبيا، فسيتم إنهاء عمله على الفور أو حظره من الحرم الجامعي.
2. فتح تحقيق شفّاف مع الأفراد الذين وجهوا تهديدات بالقتل إلى أرقام الهواتف الشخصية والعملية وعناوين البريد الإلكتروني للبروفيسور مسعد.
3. إصدار بيان على مستوى الجامعة يدعم بشكلٍ لا لبس فيه حقّ البروفيسور مسعد في الحرية الأكاديمية على النحو المبيّن في بيان مهمة الجامعة، وضمان حماية أعضاء هيئة التدريس غير الدائمين في «جامعة كولومبيا» من الانتقام بسبب تعبيرهم عن دعمهم لتحرير الفلسطينيين و/ أو إدانتهم لهجمات الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة؛ الاعتراف وإدانة أعمال العنف والخطابات المناهضة للعرب والفلسطينيين والمعادية للإسلام في الحرم الجامعي وإدانتها بشكلٍ لا لبس فيه؛ وتأكيد التزام الجامعة تجاه طلبتها وأعضاء هيئة التدريس الفلسطينيين والعرب والمسلمين.
المراوحة الميدانية تحرج العدوّ: واشنطن تواصل التحشيد… والمقاومة لا تفقد المبادرة
يتدرّج التصعيد في المنطقة بشكل ملحوظ، انطلاقاً من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وربطاً بإشارات الاستعداد للتحرّك، الصادرة عن ساحات عدة نصرةً للقطاع. وفيما النقاش دائر في إسرائيل حول التدخل البرّي في غزة وشكله ومستواه، يبدو أن الولايات المتحدة اختارت إرسال مزيد من رسائل «الردع»، على شكل تعزيز مطّرد لوجودها في المنطقة، إلى إيران وقوى المقاومة وفصائلها. وعلى رغم كمّ المجازر التي ارتكبها العدو، أثبتت المقاومة في غزة حُسن إدارتها للمعركة وتحكّمها في مفاصل أساسية فيها، إن كان عبر الرشقات الصاروخية غير المنقطعة عن المدن والمستوطنات على مديات متعدّدة، أو عبر العمليات المستمرّة على الأرض، وآخرها العملية النوعية التي نفّذتها قوة من الضفادع البشرية التابعة لـ«كتائب القسام»، عبر تمكّنها من التسلّل بحراً والنزول براً على شواطئ «زيكيم» جنوب عسقلان المحتلة، حيث خاضت اشتباكات مسلّحة مع جيش الاحتلال، الذي أقرّ متحدّث باسمه بالعملية، وقال إن عناصر الكوماندوس البحري الفلسطيني تسلّلوا عبر نفق إلى البحر ثمّ إلى شاطئ «زيكيم»، لتؤكد هذه الأحداث ما قاله المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية من أننا «في اليوم الـ 18 للحرب، ومن يقود الأمور ويحدّد وتيرة الأحداث هو حماس وليس نحن».
على أيّ حال، أتت هذه التطورات لتسعّر النقاش الإسرائيلي الدائر حول العملية البرّية المرتقبة، والتي تتعالى أصوات عبرية وغير عبرية بالتحذير منها، خصوصاً لناحية عدم جهوزية جيش الاحتلال لتحمّل تبعاتها الميدانية. وفي هذا الإطار، قال مفوّض شكاوى الجنود السابق في جيش العدو، يتسحاق، والذي قصده رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أكثر من مرة للوقوف عند رأيه حيال الهجوم البري: «أوصيت رئيس الحكومة بالتريث. الجيش الإسرائيلي ليس جاهزاً. ودخوله قد يدفع الأمور الى حرب إقليمية»، منبهاً إلى أن «قوات كبيرة ستقف في المستنقع الغزاوي وستتعرّض لنيران قاسية على مدى أشهر». كذلك، كان لافتاً ما نشرته قناة «كان» العبرية نقلاً عن صحيفة «نيويورك تايمز» التي نقلت بدورها عن مسؤولين رفيعي المستوى في الولايات المتحدة قولهم إنهم «قلقون لأنه ليست لدى إسرائيل خطة لهزيمة حماس، التي طوّرت الكثير من قدراتها عمّا كانت عليه عام 2008»، ما دفع صحيفة «معاريف»، من جهتها، إلى البناء على ذلك للقول إن «الدخول البرّي إلى غزة لن يكون نزهة».
وفي ظلّ الإرباك الذي غلب على المشهد الإسرائيلي، في حرب وصفها رئيس أركان الجيش، هرتسي هاليفي، بأنها جاءت في أعقاب حدث لم تشهد له الدولة مثيلاً منذ قيامها، بدا الرجل كمن يدافع عن موقفه أمام حملة التشكيك التي طاولت جيشه في الأيام الأخيرة، مؤكّداً «الجهوزية والاستعداد» لمواصلة هذه الحرب، ومسهباً في شرح مبرّرات التأخير، ما يشير إلى حالة الإرباك التي تسبّبها مراوحة الجيش مكانه في الميدان. مراوحةٌ عانت منها، في الواقع، كلّ حروب إسرائيل السابقة، لكن مع فروق، وهي أن كل مسؤول يفكّر من الآن بما سيكون عليه موقفه وما سيقوله لتبرئة نفسه، أمام لجان التحقيق التي ستنظر لاحقاً في أسباب الحرب ومجرياتها ونتائجها.
فشل جيش العدو في تكريس حالة من الردع في مواجهة «حزب الله» على الجبهة الشمالية
وتُثار، اليوم، أكثر من علامة استفهام، في إسرائيل قبل غيرها، حول القدرة الفعلية للجيش ومدى صدقية تأكيداته، فيما نتنياهو عاجز عن اتّخاذ القرارات، لأنه كما تسرّب إلى الإعلام العبري، لا يثق بما يرد إليه من
الجيش نفسه. على أن المؤكد إلى الآن، بعد أسبوع ونصف أسبوع على بدء الحرب، أن السقوف العالية جداً التي وضعتها إسرائيل لنفسها، ومنها «تغيير الشرق الأوسط»، بدأت تتراجع يوماً بعد يوم، لا بل بدا أيضاً، أن الدخول البرّي نفسه الذي لا يحقّق لإسرائيل أي أهداف إستراتيجية، هو محل أسئلة وتشكيك.
بالتوازي، قد يشرح التحشيد الأميركي الواضح في المنطقة، جزءاً من المشهد الإسرائيلي المرتبك حيال مصير «عملية الانتقام» من غزة، خصوصاً إذا لم تُتوّج بتحقيق وعد نتنياهو وقيادات عدة أخرى في جيش الاحتلال بـ«تغيير الأمر الواقع في القطاع»، من خلال احتلاله والقضاء على «حماس» فيه، إذ أعلن البنتاغون تعزيز انتشاره العسكري في المنطقة في مواجهة «التصعيد الأخير من جانب إيران وقواتها بالوكالة»، حيث أمر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، بنشر منظومة «ثاد» المضادة للصواريخ وبطاريات «باتريوت»، وأبلغ قوات إضافية بأنه قد يتم نشرها قريباً.
وفيما تضع واشنطن هذه التعزيزات في إطار «رسائل الردع»، إلا أنها خطوات عملانية متقدّمة لحماية قواتها في المنطقة. ويفسّر ذلك البيانات المتلاحقة الصادرة من واشنطن والمعبّرة عن القلق من تعرّض قواتها لهجمات في الشرق الأوسط. وتتعزّز المخاوف الأميركية تلك في ظل الحديث عن إطلاق صواريخ يمنية تارة، وعراقية على قواعد أميركية تارة أخرى، إذ قالت «القناة 14» العبرية إن الهجوم الصاروخي اليمني الذي كان في طريقه إلى إسرائيل واعترضه الأميركيون، كان من المفترض أن يتسبّب بإحداث أضرار ودمار في إيلات، وهو كان أكبر بكثير مما يتصوّره الناس، مشيرة إلى أن «الحوثيين أطلقوا من اليمن صواريخ برؤوس حربية يبلغ وزنها التراكمي 1.6 طن، وهي عبارة عن أربعة صواريخ زنة كل منها 410 كلغ كانت موجّهة نحو أهداف إسرائيلية محدّدة في إيلات». لكن ما يقلق إسرائيل حيال «أنصار الله» ليس فقط الصواريخ، بل أيضاً المُسيّرات؛ فقد كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أنه إضافة إلى الصواريخ، أطلقت «أنصار الله» 15 طائرة مُسيّرة تحمل كل منها 40 كلغ من المتفجّرات وصلت وسقطت في إسرائيل.
في الأثناء، فشل جيش العدو في تكريس حالة من الردع في مواجهة «حزب الله» على الجبهة الشمالية، إذ لا يمرّ يوم من دون أن يدكّ مقاتلو الحزب المواقع الإسرائيلية المنتشرة على الحدود اللبنانية – الفلسطينية بالصواريخ الموجّهة، فضلاً عن استهداف تحصينات تلك المواقع وتجهيزاتها التقنية والتكنولوجية، حتى أصبحت الهجمات التي ينفذها «حزب الله» على طول السياج حدثاً يومياً، فيما لا يزال الجيش الإسرائيلي يرد بشكل محسوب حتى لا تتدهور الأمور إلى حرب شاملة، بحسب صحيفة «ماكور ريشون» العبرية. وأعلن «حزب الله» أن مقاتليه هاجموا، أمس، موقع خربة المنارة بالأسلحة الصاروخية الموجّهة والقذائف المدفعية، كما هاجموا ثكنة برانيت بأسلحة مماثلة، وحقّقوا فيهما إصابات مباشرة. وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن 23 مستوطنة وموقعاً عسكرياً للجيش الإسرائيلي تعرّضت لعمليات إطلاق نار وقذائف من لبنان منذ بداية الحرب، فيما تحوّلت «كريات شمونة» إلى مدينة مهجورة، مشيرة إلى أن «عناصر الجيش الإسرائيلي مثل البطّ، يصطادهم حزب الله عند الحدود».
إلى ذلك، أعلن الحزب استشهاد كلّ من علي عدنان أرطيل من بلدة ميفدون، وإبراهيم محمد قشمر «حيدر» من بلدة ديركيفا، ومصطفى حسين نزها «مرتضى الحسيني» من بلدة النبي عثمان، ونجيب محمد علي زهر «جواد» من بلدة بيت ياحون، وحسن سعيد نعيم «علاء» من بلدة سلعا، وحسن بديع عاشور «السيد دماء» من بلدة شقرا، وأحمد حسن عبود «زين العابدين» من بلدة دير عامص، وكميل حسين سويدان «ساجد» من بلدة حانين، وحسين علي باجوق «شهيد» من بلدة عيتا الشعب، في الأيام الماضية.
تنبيه غربي للبنان من مسار طويل لحرب غزة
تتدرّج الرسائل الغربية التي تصل إلى لبنان، من محاولة فهم توجّه حزب الله، الى التنبيه من مخاطر حرب الاستنزاف الطويلة التي سيكون أمام لبنان، الواقع تحت سنوات من الانهيار، التأقلم معها
دامت حرب تموز عام 2006، نحو شهر وثلاثة أيام، شهد خلالها لبنان كل أنواع القصف والعمليات العسكرية والمفاوضات الدولية التي انتهت الى القرار الدولي 1701. ورغم المدة القصيرة للحرب، لم يتمكّن لبنان من الخروج من آثارها لسنوات بعدها.
اليوم، يعيش لبنان على وقع حرب بالمعنى الحقيقي، أعلنتها إسرائيل من جهتها. والمعارك وما يجري على طول الحدود الجنوبية هما حرب أيضاً، وإن بأساليب عسكرية مختلفة، ويعلن حزب الله يومياً عن سقوط شهداء له، في معارك مفتوحة على احتمالات مبهمة، وبدأ تدفق النازحين من الجنوب قبل أن يدخل لبنان «رسمياً» في الحرب، ومع ذلك لا يزال مسؤولوه ينتظرون ما إذا كانت الحرب ستصل إليه أو لا.
مع بدء العمليات في غزة قبل نحو أسبوعين، تمحورت الرسائل الغربية التي وصلت الى الحكومة وإلى الرئيس نبيه بري، وعبره الى حزب الله، حول نقطتين: الاستفسار عن مسار حزب الله وتحذير مشوب ببعض طمأنة عن رغبة الدول الغربية في حماية لبنان وتحييده.
مع بداية الأسبوع الثالث للحرب، تخطّى ناقلو الرسائل هذه النقطة، ووصل الى الدوائر المعنية أن مسار حرب غزة طويل، وعلى لبنان التأقلم والاستعداد لمواكبة ما يجري، سواء توسعت الحرب ميدانياً أو بقيت في مكانها غير المحصور في غزة. هذا الأمر لا يتعلق بممارسة ضغط وتهويل نفسي. فما بدأ ينكشف تبعاً لذلك، أن هناك أشهراً لا أسابيع فحسب، من ارتدادات عملية غزة وما تلاها، وأن من الصعب أن تنتهي ذيول المفاوضات التي لا تزال في بداياتها، حتى مع أي وقف للنار في وقت قريب، بعدما أصبح حجم الآثار التي خلّفتها عملية حماس والحرب الإسرائيلية على المنطقة كبيراً، الى جانب انعكاساتها على أوروبا والولايات المتحدة. وهذا مفاده أن الاستنزاف الذي أصبح عنواناً لحرب غزة، سينطبق على لبنان، بما لا ينحصر فقط بحدوده الجنوبية. فما واكب مثلاً مطار بيروت، لجهة خفض العمل فيه ووقف بعض الرحلات، حدث بعيد ميدانياً عن الجنوب والعمليات العسكرية، لكنه مسّ مباشرة بمصالح اللبنانيين وسيكون مقدمة لمسارات اقتصادية وتجارية واستشفائية مماثلة تدريجاً.
لا تملك الدوائر الغربية المعنية أجوبة واضحة حتى الآن ردّاً على استفسارات لبنانية في شأن تطور اتجاه الحرب. وهنا القصة معكوسة، لا انتظار لجواب حزب الله، لأن ذلك أصبح مرتبطاً في جزء أساسي بمفاوضات مع إيران، عبر الوسطاء الإقليميين، بل انتظار لانكشاف صورة شاملة للتحرك الغربي تجاه المنطقة الذي لم ينته بعد، والذي من الصعب التكهن بنتائجه في وقت قريب. فمشهد الحشد السياسي غير المسبوق نحو إسرائيل، ضمّ حتى الآن رؤساء ورؤساء حكومات أكثرية الدول الغربية النافذة، وعلى رأسهم الرئيس الأميركي، عزّزه تحرك عسكري وحشود عسكرية وكلام حول دور ما لحلف شمال الأطلسي. في المقابل، تحركت جبهات العراق واليمن وسوريا، وضُربت قواعد أميركية في العراق وسوريا، وشنت إسرائيل ضربات جوية على سوريا، واعترضت البحرية الأميركية مسيّرات وصواريخ يمنية، ووافق البنتاغون على إرسال أسلحة الى إسرائيل، في موازاة تحرّك لا يزال في بداياته للضفة الغربية، ومواجهات عسكرية ناشطة على الحدود الجنوبية اللبنانية، فيما حرب غزة تعنف يوماً بعد آخر من دون الهجوم البري. كل ذلك يقود الى مشهد شرق أوسطي جديد، لا يُنظر إليه كأنه موقت، بعدما بدأت شظاياه تطاول، قبل أن تندلع الحرب الكبرى، مصر والأردن والخلافات العربية التي ظهرت في قمة القاهرة للسلام، وانفجار متجدد للنظرة الغربية تجاه الجبهات الإسلامية.
في المقابل، وفي غمرة أصوات القصف وسقوط الضحايا، بدا كأنّ التطبيع العربي مع إسرائيل انتهى الى غير رجعة. لكن هذا ليس واقع الحال، لأن هذا الاتجاه قد يصبح أكثر جدية، في السعي لإعادة الاعتبار الى الصورة العربية الحديثة التي عملت هذه الدول على الترويج لها، وستكون اليوم أكثر حاجة لها بعد الحملات الإعلامية التي طاولتها نتيجة عمليات حماس، بعد أن تنتهي الإحاطة الإنسانية لسقوط الضحايا. هذا المسار سيترافق مع حرب استنزاف عسكرية قد تكون طويلة، ما يضع لبنان على مفترق بين مرحلتين، عسكرية وتفاوضية. وفي المرحلتين، سيكون الضغط عليه مضاعفاً في التعامل مع يومياته التي سيرزح تحتها، وستصبح أكثر صعوبة أمام الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والغذائية والاستشفائية بعد انهيارات متتالية في كل قطاعاته، منذ تظاهرات 17 تشرين الى انفجار المرفأ وانتشار وباء كورونا والانهيار المالي والاقتصادي. هذا كله في كفّة، وتوسّع العمليات العسكرية في كفّة أخرى، فكيف إذا كانت معركة طويلة وبآفاق مجهولة؟ حينها، سيكون هناك كلام آخر، يتعلق بمستقبل لبنان وموقعه على خريطة المفاوضات الإقليمية. لكن حتى الآن، ينحصر الكلام الغربي في التنبّه لليوميات لا أكثر ولا أقل، اعترافاً بأن لا كلمة مسموعة للبنان الرسمي في كل ما يجري.
اللواء:
القلق يتزايد من الجنوح للحرب.. وشهداء جدد في المواجهات المباشرة
بري يستعد لإستئناف برنامجه للحوار.. وباسيل في بنشعي والشمال اليوم
في ذروة الحرب على قطاع غزة، وعموم مناطق السلطة الفلسطينية، امتداداً إلى الحدود مع لبنان. دخلت الإجراءات السياسية والاحترازية والوقائية في سباق مع مخاوف جديّة من انضمام لبنان على نطاق واسع لجهة الحرب. أو فتح ما يسمى بالجبهة الثانية أو الجهة الشمالية (بتعبير اسرائيلي – أميركي – غربي).
ولم يغفل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من الإشارة، من تل ابيب، حيث انضم إلى جوقة الغرب الدولية المعادية لحماس والداعمة للبربرية الإسرائيلية ، الإشارة، بعد لقاء بنيامين نتانياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية، إلى أن بلاده بعثت «برسائل تحذير إلى حزب الله من مغبة التدخل في الحرب».
وافادت أوساط سياسية لـ «اللواء» أن المعارضة انطلقت في تحرك لا يختلف عما طرحته في مجلس النواب من خلال رفض جر لبنان إلى الحرب وتوقعت أن تتصاعد وتيرة هذه المطالبة في الأيام المقبلة كما أن ينضم إلى افرقاء المعارضة افرقاء آخرون يخشون من سيناريو أسوأ من حرب تموز العام ٢٠٠٦ .
وأوضحت هذه الأوساط أن الحديث عن مهلة نهاية الأسبوع الحالي لمعرفة كيفية تطور الأمور على جبهة الجنوب بالتحديد ليس دقيقا لاسيما أن هذه المسألة مرتبطة بما يستجد على جبهة الجنوب . إلى ذلك أشارت إلى أن الحركة الداخلية لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل متواصلة وهناك لقاءات يعمل على تثبيتها في وقت لاحق.
وطرحت جولة باسيل سلسلة من الأسئلة، في مقدمها: مراحل كسر الستاتيكو، وإعادة الوضع الداخلي إلى التلاحم، لو بالحد الأدنى.
وقالت مصادر قريبة من التيار الوطني الحر، أن لقاء باسيل مع بري في عين التينة، كسر المقاطعة، وفتح الباب أمام رئيس المجلس للتحضير إلى جلسات حوار إذا ما ارتأى من مصلحة وضرورة لذلك، للتفاهم على انتخاب رئيس للجمهورية يعزز الوحدة الوطنية بمواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه البلد.
ميقاتي في الجنوب : إلتزام القرارات الدولية
وسط ذلك، بدا الموقف اللبناني ثابتاً لجهة الإلتزام بالقرارات الدولية، وبدور قوات الامم المتحدة العاملة في الجنوب (اليونيفيل) شدد عليه الرئيس نجيب ميقاتي، الذي كانت له محطة في الجنوب من صور إلى مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة، وتفقد ميقاتي في مشاركة قائد الجيش العماد جوزاف عون منطقة القطاع الغربي، للاطلاع على الاوضاع أو مهام الجيش بالتنسيق مع اليونيفيل.
واستهل ميقاتي في جولته بزيارة مقر قيادة قطاع جنوب الليطاني في الجيش في ثكنة بنوا بركات».. ثم انتقل برفقة العماد عون إلى مقر قيادة اليونيفيل المؤقتة في الناقورة، واجتمع مع القائد العام للطوارئ الجنرال أرلدو لازاروساينز بحضور مقر قيادة لواء المشاة الخامس في البياضة.
وفي كلمته بعد انتهاء الجولة، خاطب ميقاتي العسكريين بالقول: أتينا إلى هنا كرسالة بأنكم الأسير في حماية الوطن، ولكم الفضل في الإبقاء على الدولة وشرعيتها ومؤسساتها وإليكم تشخص العيون في الداخل والخارج.
وأكد قائد الجيش أن المؤسسة العسكرية تحافظ على الجهوزية عند الحدود الجنوبية.
ويعقد الرئيس ميقاتي لقاء تشاورياً مع الوزاء للتطرق إلى الاوضاع الراهنة في ضوء الاتجاه لعودة وزراء تكتل لبنان القوي إلى الانتظام الحكومي.
جولة باسيل لانتخاب رئيس بالتفاهم
وفي اليوم الثالث لجولاته، يزور باسيل بنشعي، ويلتقي رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، للتشاور في سلسلة من الافكار يجري التكتم حولها، لكنها تتعلق، كما أشارت «اللواء» في عدد أمس أن الرئاسة الأولى في صلب المشاورات.
كما يزور باسيل كتلة الاعتدال الوطني وكتلة الوفاق والنائب فيصل كرامي.
وكان باسيل، في اليوم الثاني لجولته، زار رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة حيث تم عرض للاوضاع العامة والمستجدات السياسية والامنية في ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ولبنان فضلا عن الاستحقاق الرئاسي. بعد اللقاء قال باسيل: «العنوان الأساس اليوم هو الوحدة الوطنية وحماية لبنان وواجباتنا أن نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض لمجزرة إنسانيّة».
وأضاف: «لا أحد يُمكن أن يجرّنا إلى حرب، إلا إذا اعتدى علينا العدو الإسرائيلي عندها نكون مُجبرين على أن ندافع عن أنفسنا». واعتبر باسيل أن «اللبنانيين جميعاً متّفقون على أنّهم لا يريدون الحرب، ولكن هذا لا يعني أن نسمح بالهجوم علينا من دون ردّ.» وأشار إلى أن «الحرب ستطول وواجبنا أن نعمل لتأمين انتخاب رئيس للجمهوريّة وهذا يكون بالتفاهم لأنّ الوقت ليس للتحدّي».
ودعا تكتل لبنان القوي إلى بلورة موقف وطني، معتبراً أن من حق الفلسطيني المقاومة في أرضهم وأن حق اللبنانيين في حماية أمنهم واستقرارهم مقدس، رافضاً أي عمل من شأنه استدراج الحرب إلى لبنان، والتقيد بدعم المقاومة في حال اعتدت اسرائيل.
قلق جنبلاطي
وتخوف النائب السابق وليد جنبلاط من أن نُستدرج إلى حرب ، قد تكون أقسى من العام 2006، وكشف أنه لا بد من ترميم الحكومة، وإجراء تعيينات في المؤسسات الأمنية، لا سيما قيادة الجيش ورئاسة الأركان والتمديد لقائد الجيش الحالي العماد جوزاف عون.
وأشار إلى أن لديه «قلق كبير على لبنان» معتبراً أن الحزب ما يزال يمسك بزمام الامور في الجنوب».
وقال رئيس الحزب الاشتراكي السابق وليد جنبلاط بعد اجتماع الهيئة العامة للمجلس المذهبي الدرزي: ان العالم الغربي ضدّنا وبعض المعلّقين في لبنان يقولون إنّ ما يحصل في غزّة مؤامرة إيرانية وطهران استفادت ولكن هل قام أحد من العرب بمساعدة «حماس» من مال عربي؟ وشدد على اننا مع مقولة الأرض مقابل السلام بتسوية ولكن هل بقي شيء من تلك الأرض كي نطرح السلام؟ واعلن ان «الهجوم البرّي على غزّة قد يرتدّ على الداخل اللبناني، ولذلك كان التواصل مع «حزب الله» بألا نُستدرج إلى الحرب فهي في الجنوب «ماشية» ولكن ندعو إلى عدم توسيع رقعته.
شيا في معراب
دبلوماسياً، زارت السفيرة الاميركية دورثي شيا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وعرضت وجهة نظر بلادها مما يجري في غزة وضرورة عدم فتح جبهة جديدة في لبنان.
وفي سياق دبلوماسي آخر، أجلت السفارة السعودية في بيروت عوائل الموظفين الديبلوماسيين عبر مطار رفيق الحريري الدولي على طيران السلاح الجوي السعودي.
الغذاء إذا فرص الحصار
غذائياً، أعلن وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال أمين سلام، أن القطاعات على اختلافها على أهبة الاستعداد لمواكبة أي ظرف طارئ، وكشف أن وزارته أجمعت مع منظمات دولية للمساعدة في حال ضرب حصار بحري على لبنان.
وتناول مخزون الطحين والقمح، وقال أن اجراءات تتخذ في الايام القليلة المقبلة، تسهل الاستيراد بشكل أسرع.
الوضع الميداني
ولليوم السابع عشر على التوالي يبقى الترقب سيد الموقف، في ضوء المواجهات المباشرة الجارية على طرفي الحدود بين الجيش الاسرائيلي والمقاومة، التي زفت مجموعة جديدة من الشهداء في المواجهات الجارية في القطاعات الثلاثة من الغربي والاوسط، والشرقي.
واستهدفت مدفعية العدو المناطق المحيطة بمدرسة عيتا الشعب ومنطقة الشيخ زين في مروحين، إضافة إلى قصف طاول بعض المنازل في قضاء مرجعيون. كما استهدفت طائرات مسيرة معادية محيط بلدة كفر شوبا، واستهدفت مدفعية العدو السيارات المدنية في عدد من القرى.
وتحدثت المقاومة الاسلامية عن أن مجاهديها هاجموا ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية الموجهة والقذائف المدفعية، وحققوا فيها إصابات مباشرة، كما أعلنت عن مهاجمة موقع خربة المنارة بالاسلحة الصاروخية الموجهة والقذائف المدفعية وحققوا فيها إصابات مباشرة.
وشيع حزب الله على امتداد قرى في الجنوب والبقاع مجموعة من شهدائه الذين سقطوا بالمواجهات الميدانية على طول المواقع في الجنوب.
البناء:
واشنطن وحيدة ترفض وقف إطلاق النار وسط إجماع دولي عربي على إدانة حرب الإبادة مع 700 شهيد
ماكرون لجبهة دولية للحرب على حماس مطالباً بـ 9 رهائن… واتساع المطالبة بحريّة جورج عبدالله
المقاومة تهاجم في زيكيم وتوقع خسائر في تل أبيب…. وفي لبنان إحراق معسكر برانيت وتدمير دبابات
كتب المحرّر السياسيّ
فيما تتلقى القواعد الأميركية في المنطقة المزيد من الضربات، حيث تجدّدت هجمات قوى المقاومة العراقية على أهداف أميركية في العراق وسورية، قامت المقاومة اليمنية باستهداف قواعد أميركية في السعودية بعدما اعترف الأميركيون والإسرائيليون بالضربة الكبيرة التي كان أنصار الله قد وجّهوها نحو كيان الاحتلال وقامت المدمرة الأميركية يو اس اس بصدّها بواسطة صواريخ الباتريوت، كانت وزارة الخارجية الأميركية تظهر وحيدة في مجلس الأمن الدولي خلال مناقشة مفتوحة حول الوضع في غزة، شارك فيها عدد من وزراء خارجية دول عربية، كان أبرزهم وزراء خارجية فلسطين والسعودية ومصر والأردن، وقد أجمعت كلمات الوزراء المتحدثين في الجلسة على ربط الأزمة الراهنة بغياب أي بحث جدّي بحل القضية الفلسطينية وفق القرارات الدولية، والدعوة بالتوازي إلى أولوية وقف حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال بحق المدنيين، حاصداً 700 شهيد في يوم واحد بينهم 300 طفل، بينما تصدّت واشنطن وحيدة لدعوات وقف إطلاق النار.
سياسياً أيضاً كانت زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لتل أبيب حافلة بالمواقف العنصريّة للرئيس الفرنسي الذي تحدث بوقاحة عن الحاجة لحلف دولي للحرب على حركة حماس، مشيراً إلى أنه مهتم بالإفراج عن تسع رهائن فرنسيين لدى قوات القسام، بينما تعالت الأصوات المطالبة بربط مصير الرهائن الفرنسيين بحرية المناضل جورج عبدالله، المحتجز بطلب إسرائيلي لدى السلطات الفرنسية خلافاً للقانون بعد نهاية عقوبته القانونية، إثر محاكمته بتهمة قتل دبلوماسي إسرائيلي خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.
لبنانياً وفلسطينياً، تواصلت عمليات المقاومة في مواجهة جيش الاحتلال المرتبك في اتخاذ قرار الحرب البرية في غزة، كما ظهر من التصريحات المتضاربة لقادة الكيان، فيما سجلت المقاومة على الجبهة الفلسطينية إضافة لاستهداف تل أبيب حيث وقعت اصابات، نجاحاً بعملية إنزال بحري في قاعدة زيكيم البحرية واستمر الاشتباك لساعات وكان لا يزال مستمراً حتى منتصف ليل أمس، فيما كانت المقاومة الإسلامية في لبنان تشعل النيران في قيادة لواء الجليل في قاعدة برانيت، وتواصل استهداف تجمّعات الجنود والدبابات على طول خط الحدود.
بموازاة التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة والانقسام داخل الكيان الصهيوني بين المستويين السياسي والأمني والعسكري حيال العملية البرية في القطاع، زادت وتيرة التوتر على الجبهة الجنوبية مع فلسطين المحتلة، إذ كثفت المقاومة عملياتها ضد مواقع وآليات وتحركات جيش الاحتلال ما أدّى إلى سقوط المزيد من الخسائر البشرية والمادية والمعنوية، ما دفع إعلام العدو للقول إن يوم أمس كان الأقسى على الجبهة الشمالية، متوقعاً توسّع دائرة عمليات حزب الله ونقل مخاوف جديدة لدى قادة الاحتلال من دخول وحدات من الحزب إلى المستوطنات وتكرار سيناريو 7 تشرين في غلاف غزة.
وأكدت مصادر في فريق المقاومة لـ»البناء» أن «حزب الله وفصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية مستمرة بعملياتها ضد أهداف العدو حتى إشعار آخر، ولن تنجح كل الضغوط الخارجية بثني المقاومة عن القيام بواجبها»، مشددة على أن «جميع الجبهات في محور المقاومة أنهت استعداداتها وباتت جاهزة لتحريك الجبهات بالأسلحة المناسبة فور تلقيها الضوء الأخضر»، مشيرة الى أن «المقاومة مستمرّة بعملها العسكري وستكثف عملياتها على كامل المنطقة الحدودية طالما الحرب الهمجية الاسرائيلية مستمرة على قطاع غزة». وشدّدت المصادر على أن «لا ضمانة بأن يبقى مستوى الاشتباك على الجبهة الجنوبية ومستوى تحرك الجبهات الأخرى على حاله بحال شنّ جيش الاحتلال عملية برية على قطاع غزة».
في المقابل، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، عبر منصة «إكس»، أن: «حزب الله في قلب معركة المقاومة للدفاع عن غزَّة، وفي مواجهة الاحتلال وعدوانه في فلسطين ولبنان والمنطقة، ويده على الزناد بالمدى الذي يُقدِّرهُ مطلوبًا في المواجهة»، مضيفًا: «العدوان الإسرائيلي على غزَّة ليس حربًا، بل قتلٌ للمدنيين والأطفال والنساء وتدميرٌ للبيوت. وهنا المسؤولية تقعُ على أميركا وأوروبا فضلًا عن الكيان الإسرائيلي».
وشدّد الشيخ قاسم على أن «طوفان الأقصى حقَّق هزيمةً إسرائيليةً لا تُمحى، وتبنِّي أميركا وأوروبا للعدوان والهمجية الإسرائيلية هزيمةٌ إنسانية لا تُمحى».
وينقل مصدر فلسطيني عن مسؤولين في حركات المقاومة في غزة لـ»البناء» بأن المقاومة جاهزة لمواجهة العملية البرية وأعدّت مفاجآت مدوية ستذهل العدو الاسرائيلي من اليوم الأول وتجعله يندم على قرار كهذا، وسيمنح المقاومة فرصة لتحقيق نصر ثانٍ بعد نصر 7 تشرين، ونكون أمام نهاية مأساوية لرئيس حكومة الاحتلال ولقيادته العسكرية وسنفرض موازين قوى ومعادلات جديدة ستؤسس لعودة الحقوق الفلسطينية وخدمة للقضية الفلسطينية». ويشدد المصدر على أن كل المواقف الغربية الأميركية والأوروبية والدعم العسكري والحج الديبلوماسي والرئاسي الى كيان الاحتلال لن يغير في المعادلة الميدانية ولا السياسية ولا القدرات المعنوية لجيش الاحتلال والمستوطنين التي تكسّرت في 7 تشرين ولا زالت أمام الصمود الفلسطيني الشعبي والمقاوم الإسطوري».
وبعد الرئيس الأميركي جو بايدن، زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأراضي المحتلة واجتمع والمسؤولين في «إسرائيل». ولفت ماكرون الى أنّ «حزب الله والنظام الإيراني ومَن يُهدّد إسرائيل عليهم عدم تشكيل خطر يخرج الجميع منه خاسرين في أي صراع». وقال: «أدعو حزب الله وإيران إلى عدم المخاطرة بتصعيد الوضع في المنطقة». أما رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، فقال «إذا انضم «حزب الله» إلى الحرب، سنتصرّف ضدّه بكل قوة وبطريقة تفوق التصوّر».
من جانبه، أكد رئيس كيان الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، خلال لقائه ماكرون، أن «لبنان سيدفع الثمن إذا قرّر حزب الله الانخراط في الحرب». وأضاف «لا نسعى لفتح جبهة جديدة في الشمال، ولكننا حاضرون إذا جرّنا حزب الله للحرب». بدوره أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي: «اننا متأهبون لإمكانية اتساع جبهات الحرب».
بالعودة إلى الشأن الميداني، واصلت المقاومة بتسجيل المزيد من العمليات النوعية ضد مواقع الاحتلال الإسرائيلي على طول الخط الأزرق، ويشير خبراء عسكريون لـ»البناء» الى أن الحزب يدير المعركة بمنتهى الذكاء والاقتدار والكفاءة القتالية ووفق مراحل وبشكل تدريجي، وكل مرحلة يحقق فيها أهدافاً تكتيكية واستراتيجية ما يعني أننا أمام سياق تراكمي من العمليات والإنجازات الميدانية ستؤسس الى جولات قتالية أعنف وأعمق وقد تتطوّر الى مواجهات واشتباك والتحام مع ضباط وجنود الاحتلال في مستوطنات الشمال»، ومن الأهداف وفق الخبراء «إشغال العدو في الجبهة الشمالية وتخفيف الضغط عن جبهتي غزة والضفة والمزيد من ضرب معنويات الجنود والضباط الإسرائيليين وتأجيل الحرب البرية على غزة الى حدود استبعادها أو تقليصها إلى بضعة كيلومترات بالحد الأقصى»، أما في البعد الاستراتيجي لعمليات المقاومة فيكمن في أن «الحزب يختبر قدرات جيش الاحتلال ويكشف نوع سلاحه ويدرس نقاط ضعفه إضافة الى إنهاكه وتدمير الجدار الاكتروني، تمهيداً لمرحلة العبور البري للوحدات الخاصة في المقاومة الى الجليل والمستوطنات الشمالية». ويتوقّع الخبراء أن «المقاومة في لبنان تُخفي الكثير الكثير من المفاجآت الأمنية والعسكرية والصدمات النفسية والحرب الإعلامية التي راكمتها منذ العام 2006 حتى الآن والتي لم تكشف عنها في الحرب مع التنظيمات الإرهابية في الجرود وفي سورية».
وأعلن الإعلام الحربي في «حزب الله»، أن «مجاهدي المقاومة الإسلامية هاجموا ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية الموجّهة والقذائف المدفعية وحققوا فيها إصابات مباشرة، كما هاجموا موقع خربة المنارة بالأسلحة الصاروخية الموجّهة والقذائف المدفعية وحققوا فيه إصابات مباشرة».
وزعم جيش الاحتلال بأنه هاجم 3 خلايا رداً على قذائف أطلقت من داخل الأراضي اللبنانية باتجاه الجانب الإسرائيلي. وأفادت قناة 12 الإسرائيلية بأن نحو 10 صواريخ كورنيت أطلقت على موقعين للجيش الإسرائيلي عند الحدود الشمالية مع لبنان.
وأشارت مصادر إعلامية لبنانية الى أنه «بالتزامن مع الغارة الجوية التي نفذها الطيران الحربي بين حلتا وكفرشوبا نفذ الطيران الحربي غارةً أخرى مطلقاً 3 صواريخ على المنطقة المفتوحة الواقعة بين رميش وعيتا الشعب».
وزفّت المقاومة الإسلامية، ثلاثة من مجاهديها، هم حسن بديع عاشور وحسن سعيد نعيم من شقرا وسلعا الجنوبيتين، وأحمد حسن عبود «زين العابدين» من بلدة دير عامص جنوب لبنان أثناء قيامهم بواجبهم الجهادي.
في غضون ذلك، تواصلت الحرب السياسية الإعلامية النفسية التي تقودها السفارة الأميركية في عوكر، ضد لبنان واللبنانين للضغط على حزب الله لعدم توسيع الحرب ضد العدو الاسرائيلي، وذلك من خلال تهديد اللبنانيين بأمنهم الغذائي والصحي والاجتماعي والاقتصادي، بهدف تكوين رأي عام من بيئة المقاومة والبيئة الوطنية لرفض تدخّل الحزب في الحرب في غزة.
وفي سياق ذلك، تردّد أمس أن السفارة السعودية في لبنان أجلت عوائل الموظفين الدبلوماسيين عبر مطار بيروت على طيران السلاح الجوي السعودي.
وبعد سيل الإشاعات المتعمّدة عن توقف حركة المطار ووقف الاستيراد ونقص في المواد الغذائية والطبية، طمأن وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام في مؤتمر صحافي، الى أن «هناك كميات وبواخر وطلبيات ومخازن معبأة، لكن المخاطر الكبرى سواء أكان في السلع الغذائية والمواد الاستهلاكية أم المحروقات تكمن في حال، لا سمح الله، حصل حصار بحريّ علينا. ولذلك، نتعاطى بدقة مع الملاحة الجوية والبحرية بحسب واقع الحال اليومي».
وتابع: «نقوم بخطوات استباقية لجهة تخزين المواد في المناطق اللبنانية. وتبين أن التخزين في معظمه في بيروت وجبل لبنان والمناطق غير المعرضة للخطر في الوقت الحالي. أما إذا ضربت البنى التحية والجسور فالتنقلات ستكون في دائرة الخطر».
وأعلن سلام أن «القطاعات المعنية المشاركة في الاجتماعات التي نعقدها، تؤكد أن لديها مخازن في كل المناطق ومستودعات مركزية وكميات من المواد تكفي أشهراً عدة»، وقال: «إذا سلكت الأمور مسارها الطبيعي من دون اللجوء إلى التخزين، فإن مخزون المواد الاستهلاكية والسلع الغذائية يكفي شهرين أو 3 أشهر. أما في حال حصل العكس، فتتناقص تلك الكميات حتماً، وسيلجأ التجار إلى البضائع المخزنة في المستودعات».
ولفت سلام الى أنه «في موضوع الطحين والقمح والخبز، لقد اطلعت من البنك الدولي على ان هناك إجراءات ستتخذ خلال الايام المقبلة، لتسهيل عمليات الاستيراد بوتيرة أسرع من أجل الإبقاء على مخزون استراتيجي في البلد، وذلك بالتنسيق مع المطاحن والأفران. وبدورنا، وضعنا آلية خلال السنة والنصف سنة الماضية، تسهّل علينا نقل الطحين والقمح في البلد من الجنوب إلى الشمال الى جبل لبنان الى بيروت بسرعة فائقة لا تتخطّى الساعات القليلة، نظراً لتوفر برنامج لدينا لمعرفة وجهة النقل والقدرة على تعديل التوزيع بحسب الحاجة».
على المستوى الرسمي اللبناني، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «أن الجيش ركن البنيان الوطني وإليه تشخص العيون في الداخل والخارج». وفي خلال جولة مفاجئة في الجنوب، قال «أتينا الى جنوبنا الحبيب، الذي يدفع اليوم، كما دفع دوماً، ضريبة دفاعه عن كامل أراضي الوطن بوجه كيانٍ غاصب لا يعرف الرحمة، لنؤكد احترام لبنان، هذا البلد المحبّ للسلام، لكافة قرارات الشرعيّة الدوليّة، والالتزام بتطبيق قرار مجلس الأمن الدّولي الرقم 1701».
وشدد على «أن منطق القوة في وجه الحق المتبع اليوم لا يستقيم كل الأوقات، والمطلوب العودة الى منطق قوة الحق وفق ميثاق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان». وكان رئيس الحكومة تفقد اليوم، في مشاركة قائد الجيش العماد جوزف عون، منطقة القطاع الغربيّ في جنوب لبنان للاطلاع على الأوضاع هناك والمهام التي يقوم بها الجيش بالتعاون مع قوات «اليونيفيل».
بدوره، أكد قائد الجيش «أن الدفاع عن لبنان هو واجب طبيعي ومشروع للجيش في مواجهة الأخطار التي تهدده وعلى رأسها العدو الإسرائيلي، وأن المؤسسة العسكرية تتابع تطورات الأوضاع وتحافظ على الجهوزية عند الحدود الجنوبية، بالتزامن مع تنفيذ مختلف المهمات في الداخل»، مشيرًا «الى الإرادة الصلبة لدى العسكريين وإيمانهم بقدسية المهمة من دون تردد»، ومثمنًا «دعم الرئيس ميقاتي للجيش ووقوفه إلى جانبه». ولفت إلى «ضرورة استمرار التنسيق الوثيق بين الجيش واليونيفيل ضمن إطار القرار الدولي 1701».
سياسياً، برزت الحركة التي يقوم بها رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على المرجعيات والقيادات السياسية، حيث زار أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، حيث تم عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والأمنية في ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ولبنان فضلاً عن الاستحقاق الرئاسي.
وبعد اللقاء، قال باسيل «العنوان الأساس اليوم هو الوحدة الوطنية وحماية لبنان، وواجباتنا أن نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض لمجزرة إنسانيّة». وأضاف «لا أحد يُمكن أن يجرّنا إلى حرب، إلا إذا اعتدى علينا العدو الإسرائيلي عندها نكون مُجبرين على أن ندافع عن أنفسنا». واعتبر باسيل أن «اللبنانيين جميعاً متّفقون على أنّهم لا يريدون الحرب، ولكن هذا لا يعني أن نسمح بالهجوم علينا من دون ردّ.» وأشار إلى أن «الحرب ستطول وواجبنا أن نعمل لتأمين انتخاب رئيس للجمهوريّة، وهذا يكون بالتفاهم لأنّ الوقت ليس للتحدّي».
كما التقى باسيل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، ومن المتوقع أن يلتقي ايضاً رئيس تيار المردة سليمان فرنجية اليوم، وأكد جنبلاط في حديث لـ «OTV» الى أننا «نحاول مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وغيره الالتقاء على صيغة مشتركة لإعادة وصل الوحدة الوطنية، ووضع خطة اجتماعية سياسية للبلاد وتفادي الحرب».
ولفت جنبلاط الى ان «الكلام الذي سمعته من باسيل مشجّع جداً، ونستطيع أن نبني سوياً خطوات عدة للوصول لرؤية مقبولة للداخل اللبناني، كما ان الداخل اللبناني يستطيع أن يوحد الصفوف وان ينبذ بعض الأصوات المقيتة الكريهة لاننا اليوم في اخطر مرحلة تهدد لبنان».
وكشف جنبلاط، أن «كلامي مع مسؤول وحدة الارتباط في حزب الله وفيق صفا وغيره كان أن لا نُستدرج للحرب رغم وجودها في الجنوب ولكن لا لتوسيعها»، معتبراً أن «الأمر لا يعود الى حزب الله فقط فلا نعرف ماذا تريد «إسرائيل»». وشدّد على أنه «لا بد من أن نتوقع الأسوأ، واللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري كان ممتازاً ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي يقوم بدور كبير وجبران باسيل هو من طلب موعداً للزيارة ويقوم بدور مهم».
على صعيد آخر، أشار وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض الى أن «لبنان يريد «من كونسورتيوم» تقوده شركة «توتال إنرجيز» حفر بئر أخرى في منطقة الامتياز 9 بسرعة بعدما لم يتمّ الوصول في البئر الأولى إلى ما يكفي من الغاز الطبيعي لاستغلاله تجارياً».
واشار فياض لـ»رويترز» على هامش مؤتمر للطاقة في إيطاليا، الى أنهم «حفروا في موقع واحد فقط في البلوك 9 وهم ملزمون بحفر بئر أخرى لكن الالتزام يأتي لاحقاً». وأضاف «سنحاول إقناع توتال إنرجيز وإيني وقطر للطاقة بحفر بئر ثانية في البلوك 9 في أقرب وقت ممكن، وربما البدء في أوائل العام المقبل».
المصدر: صحف