تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 13-10-2023 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
البناء:
اليوم حملة عربية عالمية لنصرة فلسطين… والعاروري يرد على حملة بلينكن
نتنياهو يقدم حكومة الوحدة للكنيست… ولبيد: لم أشارك لان نتنياهو سبب الكارثة
سفن بريطانية وحاملة طائرات أميركية ثانية لطمأنة الكيان والتجرؤ لاقتحام غزة
كتب المحرّر السياسيّ
تخرج حشود شعبية في عشرات العواصم والمدن بعد ظهر اليوم تلبية لنداء حركة حماس لانطلاق حملة تضامنية مع الشعب الفلسطيني بعد صلاة الجمعة، يشهدها لبنان والعراق وإيران وسورية والأردن واليمن والجزائر وتونس والمغرب إضافة لعواصم أوروبية عديدة بالإضافة الى عدة مدن أميركية. وتأتي هذه الحملة رداً على حملة الشيطنة الي تتعرّض لها عملية طوفان الأقصى، بعدما انكشف وجود خطة يقودها وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، تحمل اسمه تحت عنوان المحرقة الثانية، تمّت بتمويل شركات وشخصيات داعمة لكيان الاحتلال، واعتمدت الذكاء الصناعي لتزوير صور وفيديوهات وإظهار عمليات قطع رؤوس أطفال وإحراق أطفال واغتصاب نساء وادعاء أنها جزء مما جرى في عملية طوفان الأقصى. وفيما تولى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري تفنيد الحملة وتحدّي مَن يقف وراءها تقديم أي إثبات يتضمن أسماء حقيقية وشهادات موثقة لتأكيد أي جزء من هذه الرواية الملفقة، ووصلت الى الصحف العالمية التي رددت الاتهامات مراسلات تكذيب مرفقة بالتهديد بالملاحقة القضائية، ما استدعى انسحاب العديد منها من السردية المزورة. بينما قال الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية أن لا تأكيدات تثبت صحة ما قاله الرئيس جو بايدن من اتهامات بحق حماس، بينما قال وزير الخارجية انتوني بلينكن إن ليس لديه سبب لعدم تصديق ما قاله بنيامين نتنياهو.
نتنياهو الذي يقف متريثاً في قرار الحرب الفعلية، مكتفياً بعمليات الإبادة الجماعية بحق المدنيين في غزة عبر عملية تدمير منهجية مستمرة، فيما الحصار مطبق على غزة بكل ما له صلة بالحياة من ماء وكهرباء ودواء وطعام، مستقوياً بالدعم الأميركي المفتوح ومن ورائه إسناد غربي لامحدود، حيث أعلن الأميركيون ارسال حاملة طائرات ثانية الى المنطقة، بينما أعلنت بريطانيا عن إرسال سفن حربية وتنظيم طلعات جوية إسناداً لكيان الاحتلال، لكن نتنياهو خائف من بدء عملية برية رغم كل هذا التشجيع لأنه يعلم ان هذه الحشود لها دور معنوي، ولا قيمة عسكرية لوجودها، حتى في ردع قوى محور المقاومة وفي طليعتها حزب الله، إذا بدأ الهجوم البري، لذلك يستهلك نتنياهو الوقت ببطء مكتفياً بأعمال القتل والتدمير، مقدماً حكومته المعدلة أمام الكنيست، بمشاركة يتيمة من بني غانتس بعدما فشلت محاولات جذب جسم المعارضة الذي يقوده عملياً يائير لبيد والذي قال إنه لم ينضم لحكومة الوحدة لأنه يعتبر ان نتنياهو سبب الكارثة، ولا يُخرج الكيان من الكارثة مَن تسبّب بها.
وبعد أيام من التوتر وحبس الأنفاس على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، سيطر الهدوء الحذر يوم أمس، على طول الجبهة الجنوبية مع الاحتلال الإسرائيلي، في ظل استمرار حالة الذعر والرعب في كامل منطقة شمال فلسطين المحتلة، وحيث يسود الشلل التام وتمّ إخلاء المستوطنات على عمق 5 كيلومترات فيما لازم سكان بقية المستوطنات الملاجئ وتعطلت الحياة الاقتصادية. ويتخذ جيش الاحتلال إجراءات مشددة تخوفاً من عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان.
وأشارت مصادر ميدانية في المقاومة لـ»البناء» الى أن «المقاومة استطاعت ببعض العمليات والإجراءات الأمنية والعسكرية والرسائل الإعلامية من أن توقف كيان الاحتلال على «إجر ونص» منذ 5 أيام كما سبق وقال الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله، وذلك من خلال حبس مئات آلاف المستوطنين في الملاجئ وإجلاء الآلاف من السكان وتعطيل كل دورة الحياة وبث الرعب في نفوس الجيش والمستوطنين، ما يجعل الكيان يعيش أسوأ مرحلة في تاريخه». ولاحظت المصادر أن «جيش الاحتلال يحاول تفادي الاشتباك مع المقاومة على الحدود، وبالتالي لا يريد فتح جبهة جديدة في الجنوب لكي يريد التفرّغ للمعركة مع قطاع غزة»، وشدّدت المصادر على أن «المقاومة لن تخضع للضغوط الدولية والأميركية تحديداً التي تحمل رسائل التهديد، وبالتالي لن توقف عملياتها على الحدود متى ترى ذلك مناسباً»، مشيرة الى أن «المقاومة لن تقف مكتوفة اليدين بحال تمادى العدو بعدوانه على لبنان أو على غزة»، مؤكدة أن المقاومة أعدّت مفاجآت مدوية ستقلب الموازين وتغير مجرى الحرب مع العدو الإسرائيلي وستسجّل إنجازات وانتصارات ستلاقي الانتصارات التي تسطرها المقاومة في فلسطين». وتشير المصادر الى أن «الجبهة الداخلية الإسرائيلية لا تستطيع الاستمرار بأجواء الحرب والذعر والحياة تحت الأرض لوقت طويل».
وعكس الإطلاق المتكرر لصفارات الإنذار في منطقة الشمال وإطلاق صواريخ الباتريوت بالخطأ، حالة الإرباك التي تعيشها قيادة الاحتلال العسكرية والاستخبارية، وألقت القوات الإسرائيلية قنابل مضيئة في أجواء الحدود فوق مستعمرة شتولا مقابل رامية وعيتا الشعب وعديسة مقابل مستعمرة مسكفعام». كما نفت مصادر إعلامية إطلاق صواريخ على مستعمرة المطلة، موضحة أنّ «الانفجارات التي سمع دويها ناتجة عن انفجار 3 صواريخ باتريوت فوق الأراضي اللبنانية من سهل الخيام – مرجعيون مقابل المستعمرة سبقها انطلاق صفارات الإنذار».
وأكّدت إذاعة جيش الاحتلال، مقتل جندي من الجيش الإسرائيلي، جراء استهداف بصاروخ موجّه من قبل حزب الله على الحدود مع لبنان يوم أمس (أمس الأول) في الضهيرة.
وأشارت أوساط سياسية لـ»البناء» الى أن الحكومة اللبنانية تتلقى يومياً اتصالات ديبلوماسية أميركية وأوروبية وعربية تدعو الحكومة إلى الضغط على حزب الله لكي لا ينخرط في المواجهة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا أن خبراء عسكريين أكدوا لـ»البناء» أن «كافة الجبهات ستفتح دفعة واحدة أو بشكل متتالٍ بحال تجاوزت «اسرائيل» الخطوط الحمر، وهذه الخطوط تقرّرها غرفة عمليات محور المقاومة»، موضحين أن «المقاومة في فلسطين لا تزال يدها العليا وتملك زمام الأمور وتحتفظ بأوراق قوة على رأسها الأسرى الإسرائيليون العسكريون والمدنيون اضافة الى الاستمرار في اطلاق الصواريخ والقتال في غلاف غزة، وبالتالي ليست بحاجة حالياً الى باقي الجبهات». ولفت الخبراء الى أن «جيش الاحتلال يحتاج الى فترة أسبوع الى ثلاثة أسابيع كي يجري الاستعدادات والجهوزية القتالية والتسليحية والميدانية للدخول بعملية برية الى قطاع غزة»، موضحين أن الأميركيين يدركون أن جيش الاحتلال غير مؤهل لحرب طويلة كهذه، ولذلك جاءت حاملة الطائرات والدعم بالسلاح والذخيرة لكي ترفع من قدرات جيش الاحتلال المعنوية والعسكرية».
في المواقف، أعلن البيت الأبيض، أن «الولايات المتحدة تراجع دوماً العقوبات على إيران وتراقب حزب الله عن كثب ولا تريد توسّع رقعة الصراع في غزة»، وكشف أن «لا دليل محدداً على تورّط إيران في الهجوم على «إسرائيل»، لكنها متواطئة بشكل عام».
وهاجم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت. وفي مؤتمر لمؤيدين له في فلوريدا، ذكر انّ «نتانياهو مخيب للآمال وغالانت غبي».
وأشار إلى أنّ «نتنياهو لم يكن مستعدًا وإسرائيل لم تكن مستعدة»، في إشارة إلى الفشل الاستخباراتي الذي أدى إلى الهجوم الذي نفذته حركة «حماس» على مستوطنات غلاف غزة.
في المقابل ندّد الرئيس الأميركي جو بايدن بوصف ترامب لحزب الله بـ»الذكي جداً»، وذكر بايدن في تصريح على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ «دعم بلدنا لـ»إسرائيل» حاسم ولا يتزعزع»، وليس هذا بالوقت المناسب للثناء على الذين يسعون لـ»تدميرها».
بدوره، أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن «الأولوية لتجنب تمدّد الصراع في غزة وبخاصة إلى لبنان».
من جهة مقابلة، أكّد وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان، خلال مؤتمر صحافي فور وصوله إلى مطار بيروت الدولي إلى «أننا في بيروت نعلن بصوت عالٍ أن الشعوب والدول الإسلامية لا تطيق استمرار جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني»، مشددًا على أنّ «نزوح فلسطينيين خلال 3 أيام وقطع المياه والكهرباء والأدوية عن أهل غزة تعتبر جريمة حرب يرتكبها الكيان الصهيوني».
وأعلن عبداللهيان أنّ «استمرار جرائم الحرب ضد الفلسطينيين وغزة سيلقى ردًا من باقي المحور، والكيان الصهيوني سيكون مسؤولًا عن عواقب ذلك»، مؤكدًا «أننا واستمرارًا من مشاوراتنا ستكون لنا لقاءات مع المسؤولين في لبنان بشأن غزة وإجراء المشاورات بشأن القضايا العالمية والإقليمية».
وتلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد باقر قاليباف، ناقشا خلاله الوضع في لبنان والمنطقة والعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. كما تم التداول والتنسيق حول عقد جلسة طارئة لرؤساء مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي مخصصة لمناقشة تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة.
الى ذلك، أوضح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أنّ «أسباب المعركة في غزة معروفة وهي غياب الحل العادل للقضية الفلسطينية».
ولفت خلال جلسة لمجلس الوزراء عقدت في السراي الحكومي إلى أنّ «التعدي المتكرر على المقدسات الإسلامية والمسيحية أجج المشاعر، ونحن جميعًا معنيون بما يجري هناك ولا يمكن أن نكون إلا إلى جانب الحق والعدالة»، معلنًا أنّ «مجلس الوزراء يدين بشدّة الأفعال الجرمية الذي يقترفها العدو الصهيوني في غزة ونؤكد التضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله». وأشار ميقاتي إلى أنّ «لبنان يشدد في هذه المرحلة على دور الجيش في حماية الأمن والاستقرار، مع تأكيد أن قضية فلسطين هي قضية عادلة». ورأى أنّ «لبنان في عين العاصفة فما يجري على حدودنا الجنوبية يثير لدينا القلق العميق والاستنكار لأن مجمل الحوادث التي تجري على طول الخط الأزرق نتيجة للاستفزازات الإسرائيلية والخرق الإسرائيلي الدائم للقرار 1701»، مشيرًا إلى «أننا على تنسيق دائم مع كافة القوى السياسية الفاعلة في لبنان ونحثها على ضبط النفس».
وأعلن ميقاتي أنّ «وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب سيزور سورية في 23 الحالي مع الوفد المرافق، ونأمل أن يتفهم كل الأفرقاء الوضع الدقيق الذي يمر به لبنان والمقاطعة لا تجدي نفعًا»، كاشفًا «أنني طلبت من بوحبيب تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الأمن الدولي ضد «إسرائيل» على خلفية اعتداءاتها المتكررة ضد لبنان».
اللواء:
أمن الجنوب في عهدة الجيش وميقاتي لإنهاء مقاطعة الجلسات
عبد اللهيان ليلاً في بيروت: سأجري محادثات حول غزة
تنشط دبلوماسيتان، على صعيد ترتيب وضعيات الحق، في المنطقة، وسط واحدة من أخطر الأزمات المفصلية في الصراعات الدائرة: واحدة يقودها وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن، بدءاً من اسرائيل وصولاً الى الاردن، واللقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتشمل المباحثات احتمالات فتح جبهة عسكرية ضد اسرائيل في الجنوب، والثانية يتولاها وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان، الذي تشمل زيارته لبنان من ضمن دول كالعراق وسوريا والبحث طبعا، يتعلق بـ «تعزيز التنسيق» بين دول محور الممانعة، والتركيز على دعم حركة «حماس»، وسائر فصائل المقاومة الفلسطينية.
على ان البارز امس، كان استهداف الطيران الحربي الاسرائيلي مطاري دمشق وحلب وتعطلهما عن العمل، للحؤول دون هبوط طائرة عبد اللهيان الذي عاد الى طهران.
وليلاً، وصل عبد اللهيان الى بيروت، وعقد مؤتمراً صحفياً، بحضور النائبين ابراهيم الموسوي وأمين شري، وممثلي «حماس» و» والجهاد الإسلامي». وهنأ الشعب الفلسطيني بعملية «طوفان الاقصى»، معتبراً أن عمليات التهجير جرائم حرب.
وبين التحركين، يضغط الموقف العربي والذي تتصدر نقطة الثقل فيه المملكة العربية السعودية على وقف النار، وتحييد المدنيين، والعودة الى المبادرة العربية، وحل الدولتين.
دولياً، اعتبر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان الاولوية هي لتجنب تجدد الصراع في غزة وبخاصة الى لبنان.
واستبعد وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن ان يكون هناك جبهة حرب ثانية مع حزب الله، رابطا بين نشر اكبر مجموعة حاملة طائرات لدى الولايات المتحدة لدعم هذه النقطة، لكنه استدرك انه لا يتوقع الاحداث المستقبلية.
وحسب مصادر، ليست بعيدة عن المقاومة، فإن الاخيرة لا تقف على الحياد وتملك جهوزية عالية للتدخل، واعلنت النفير العام بانتظار اتخاذ قرار التدخل الشامل والحاسم عند اللحظة «صفر».
وقالت المصادر: غزة ليست متروكة لمصيرها واستقدام البوارج الاميركية لن يمنع محور المقاومة من التحرك، وأي خطأ يرتكبه الاميركيون يعني ان طائراتهم ومصالحهم في الشرق الاوسط تكون في «مرمى المقاومين».
مجلس الوزراء: الأمن الجنوبي بعهدة الجيش
وكشف الرئيس نجيب ميقاتي بعد جلسة لمجلس الوزراء، شارك فيها القادة الامنيون، من المعنيين ان يكونوا على اهبة الاستعداد لمواجهة اي طارئ ودعم الجهود التي تبذلها الحكومة لتجنيب لبنان تداعيات ما يحصل والمحافظة على الامن وتأمين سلامة المواطنين.
وشدد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي على دور الجيش اللبناني في حماية الامن والاستقرار، مشيرا الى ان ما يجري في الجنوب مثير للقلق.
وتحدث قائد الجيش العماد جوزاف عون حول الوضع في الجنوب. واشار الى انه يسيّر دوريات مشتركة مع «اليونيفيل» لمنع حدوث خروقات، وتسجيل ما يحدث عن الخط الأزرق، من ضمن مهام الحفاظ على الامن والاستقرار، مؤكداً ان الوضع في الجنوب، عموماً مستقر.
وجاء في كلمة الرئيس ميقاتي بعد الجلسة: لبنان في عين العاصفة، فما يجري على حدودنا الجنوبية، يثير لدينا القلق العميق والاستنكار، لان مجمل الحوادث التي تجري على طول الخط الازرق، هي نتيجة للاستفزازات الاسرائيلية ولخرق العدو الدائم للقرار 1701.
وقال ميقاتي: طلبت من وزير الخارجية تقديم شكوى ضد إسرائيل أمام مجلس الأمن الدولي.
ودعا الى التعالي عن الخلافات في هذه المرحلة الدقيقة متسائلاً: الى متى المكابرة من غير طائل، ومن دون فائدة والمركب مهدد بالغرق في كل يوم وكل لحظة.
يشار الى وزراء التيار الوطني الحر لم يشاركوا في الجلسة.
وحول النازحين السوريين، اعتبر ميقاتي الطريق الصحيح ان يجمع اللبنانيون على موقف واحد يهدف بالاسراع بإعادة النازحين الى وطنهم.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن مقاطعة وزراء التيار الوطني الحر لجلسة مجلس الوزراء لا علاقة لها بمضمون الجلسة ورئيس التيار النائب جبران باسيل أدلى بموقف حيال التطورات، إنما بقرار اتخذ منذ فترة، وقالت إن الوزير وليد نصار حضر الجلسة في المقابل وبالتالي لم يكن هناك من أي فرض لموقف إنما لقناعات معينة تم الالتزام بها.
واعرب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب، خشيته من حرب اقليمية طاحنة في حال عدم وقف التصعيد الاسرائيلي في غزة.
وقالت مصادر وزارية لـ «اللواء» أن اهمية الجلسة تأتي من انها اعطت الضوء لاتخاذ اجراءات في الجنوب عشية اطلاق «النفير العام لنصرة غزة وفلسطين». تحول دون اللجوء الى عمليات من شأنها ان تحدث بلبلة في الجنوب، وذلك عبر منع المجموعات الشعبية من حملة التضامن والنصرة لغزة من الاقتراب من السياج الحدودي.
وشارك الى جانب قائد الجيش من القادة الامنيين: المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، والمدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا والمدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري.
الاخبار
أميركا تواكب التحشيد بالديبلوماسية: طمأنة إسرائيل… وتخويف أعدائها
أُريدَ لزيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أمس، إلى إسرائيل، أن تكون محمّلة بأكثر من رسالة، وفي أكثر من اتجاه، وإن كانت في الأصل مقرّرة مسبقاً، منذ ما قبل «طوفان الأقصى»، ضمن الجهود الأميركية التي كانت متسارعة آنذاك للتطبيع بين أنظمة عربية واسرائيل. لكن الحرب على غزة فرضت تغيير جدول الزيارة، التي شملت لقاء رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، وكبار المسؤولين في تل أبيب، من قادة سياسيين وعسكريين، ما يمثّل امتداداً لمواقف وخطوات اتخذتها الإدارة الأميركية في الأيام اللاحقة لـ«الطوفان»، كان أكثرها وضوحاً، خطاب الرئيس جو بايدن، الذي أعلن وقوفه إلى جانب إسرائيل، من دون أيّ تحفظ.
وتُعدّ الزيارة ترجمة سياسية موازية للحضور العسكري الأميركي في هذه الحرب، والذي ذهب إلى ما هو أكثر بكثير من مجرّد «عرض عضلات» لأهداف تهويلية ومحاولة إخافة أطراف في المنطقة، تخشى واشنطن، كما تل أبيب، تدخّلها في الصراع، سواء بقوة مطلقة في مرحلة من مراحل تنفيذ خطّة الإبادة التي تطبّقها إسرائيل في القطاع، أو بالتدريج وفقاً لتطورات التنفيذ الإسرائيلي للخطة الطموحة جداً، والهادفة إلى اقتلاع المقاومة من أرض فلسطين. وظهّرت التصريحات الصادرة عن بلينكن، والتي أعلن فيها «أننا نقود ديبلوماسية قوية لمنع توسّع الصراع»، التموضع الأميركي في الحرب بشكل فظّ ومباشر، كما ظهّرت تأثير القرار الأميركي في تلك الحرب، ليس بوصف واشنطن راعية تل أبيب وعاملة على حماية مصالحها وتمكينها من إعادة الاعتبار إلى مكانتها في المنطقة وحسب، بل أيضاً ساعية إلى دفع التداعيات المحتملة على المصالح الأميركية نفسها، والتي من شأنها أن تلقي بظلال ثقيلة جداً على محاور الصراعات التي تخوضها واشنطن، مع أكثر من عدو وخصم، على الساحة الدولية.
وكما يرد في الإعلام الأميركي منذ السبت الماضي، تعمل الإدارة على منع «انفلات» الوضع العسكري، كي لا يتدحرج في اتجاه حرب إقليمية، تكون غزة منطلقاً لها، ما يعني أن الزيارة التي عنْوَنَها الأميركيون بأنها «تضامنية»، تأتي كذلك للحيلولة دون نشوب مواجهة أوسع، ويضفي على محاولة التخويف الأميركية للجهات التي تخشاها إسرائيل، بعداً عملياتياً أكثر من كونه بعداً شكلياً يهدف إلى تظهير الدعم والمساندة. ولا يستند التقدير هنا إلى زيارة بلينكن فحسب؛ إذ إن الأخيرة ليست إلّا واحداً من مؤشرات تتوالى بلا انقطاع، بدءاً بالدعم السياسي والعسكري واللوجستي والمالي، وصولاً إلى التدخل المباشر في مجريات المعركة، الأمر الذي يؤكد أن واشنطن هي التي تدير فعلياً الحرب، وتقرّر وتيرتها ومداها وضوابطها ونطاقها.
واشنطن تسعى إلى دفع تداعيات قد تلقي بظلال ثقيلة على الصراعات التي تخوضها على الساحة الدولية
ومن بين أهداف الزيارة أيضاً، طمأنة الجمهور الإسرائيلي، الذي انهار معنوياً، إلى مستوى لا سابق له، ما يفرض على الأميركيين تعزيز مظلّة احتضانهم له، ليس بوصف إسرائيل كياناً حليفاً فحسب، بل أيضاً كونها جزءاً لا يتجزأ من الولايات المتحدة ومصالحها. كما لا يَجدر إغفال البعد الداخلي الأميركي، والذي يدفع بدوره إلى احتضان الدولة العبرية، ويمثّل عاملاً متقدماً في التأثير على قرارات الولايات المتحدة في المواجهة الجارية. وخلافاً للزيارات التي كان يقوم بها مسؤولو الإدارات الأميركية خلال حروب إسرائيل السابقة في المنطقة، فإن هذه الزيارة لا تهدف إلى العمل على ترجمة الحرب إلى إنجازات سياسية، ولا إلى تقديم عروض وشروط، بل إلى إظهار الدعم المطلق للعدو، وخصوصاً أنها لا تترافق مع وقف مؤقت للنار، فيما يغيب أي حديث أصلاً عن وقف النار، أو عن حدود الدعم المسدى إلى إسرائيل، بل إن بلينكن نفسه رفض الإجابة عن سؤال عما إذا كانت الإدارة تريد من الكيان ضبط النفس والامتناع عن استهداف المدنيين، مكتفياً بالقول إن «إسرائيل لا تخالف القانون الدولي».
في موازاة الزيارة، أكد الاعلام العبري أن حاملة الطائرات الأميركية «جيرالد فورد» تجاوزت الساحل الإيطالي، في اتجاه شرق المتوسط، مع الإشارة، للمرة الألف، إلى أن هذه السفينة هي الأكبر في العالم، ويبلغ تعداد العسكريين فيها ما يزيد على 4500 جندي من مختلف الاختصاصات. لكن يبدو أن «جيرالد فورد»، على رغم عظمتها، لا يُقدَّر لها وحدها حتى في المفهوم الأميركي، أن تحقّق المطلوب منها، وفي المقدمة تخويف أعداء إسرائيل وردعهم. فإلى جانبها، يقترب الأميركيون أيضاً من شرق المتوسط عبر سفينة الصواريخ الموجّهة «نورماندي»، بالإضافة إلى 4 مدمّرات أخرى. كما أن البيت الأبيض أعلن أن حاملة الطائرات الأميركية «آيزنهاور» تتّجه هي الأخرى إلى البحر المتوسط، حيث من المقرر أن تنتشر إلى جانب السفن الحربية المرافقة لها هناك، فيما يتحدّث الإعلام العبري عن احتمال تحريك حاملة طائرات جديدة، لتتمركز كذلك في شرق المتوسط.
هل تقدِّر واشنطن، فعلاً، أن الدعم العسكري لإسرائيل يجب أن يكون على هذه الشاكلة، وبهذا المستوى؟ إن كان الأمر كذلك، فهذا يعني أن الدولة العبرية باتت في حكم الساقطة عسكرياً، ليس في وعيها هي وأعدائها فحسب، بل في وعي رعاتها أيضاً. في المقابل، هل الحشد العسكري الحالي هو فقط لتخويف الآخرين الذين يمكنهم أن يتدخّلوا في مرحلة من مراحل الحرب لمساندة قطاع غزة؟ إن كان الأمر كما تَقدّم، فاستعراض القوة الأميركية في المتوسط، زائد عن حدّه، وربّما يدفع الآخرين دفعاً إلى فعل ما كانوا يرون إمكانية تأجيله إلى مرحلة أخرى من مراحل الحرب.
في تصريحه خلال الزيارة، وإلى جانبه نتنياهو، قال بلينكن إن «الولايات المتحدة ستقدّم كل الذخيرة المطلوبة، إذ إننا نقف معاً في مواجهة هذه اللحظة الصعبة»، معلناً أن «أميركا ستوفّر لإسرائيل ذخيرة لمنظومات الباتريوت وذخائر مختلفة، وستعمل الإدارة مع الكونغرس للتأكد من تلبية تلك الحاجات». ومع انتهاء الزيارة، نشرت صحيفة «إسرائيل اليوم»، تقريراً عن دلالاتها ونتائجها، كان أهمّ ما فيه حديث مصدر سياسي إسرائيلي عن أن الإدارة الأميركية تقف تماماً إلى جانب إسرائيل، وهي، في المحادثات المغلقة معها، تؤكد لها أنه لا قيود ولا توقّعات بأنها سوف تضبط نفسها في مواجهة «حماس». لكن، مع ذلك، تبقى فرضية التدخل العسكري الأميركي، ابتداءً أو شبه ابتداء، في سياق الحرب، مبالغاً فيها، وإن كانت لا تخلو من وجاهة.
كالعادة… لا خطة طوارئ حكومية: مواطن «دبّر راسك»!
مع كلّ أزمة تلوح في الأفق، تعود خطط الطوارئ الفردية للظهور في لبنان، في غياب تام للسلطة السياسية عن أيّ استجابة، سواء للكوارث الطبيعية أو للحروب. الهيئات الحكومية الخاصة بالإغاثة كثيرة، لكنّها – على شاكلة الهيئة العليا للإغاثة – لا تظهر إلا في إطار مشاريع زبائنية أو لتقديم الوعود. لذلك، اعتاد اللبنانيون خدمة أنفسهم بأنفسهم، واللجوء عند الشعور بأيّ خطر داهم إلى خطط خاصة مستقاة من تجارب تخطّى عمرها عشرات السنين. تموين المواد الغذائية الأساسية من حبوب وزيت وسكر يأتي على رأس القائمة، ومن يتيسّر له الرحيل يغادر المناطق المهدّدة بالقصف نحو مناطق أكثر أمناً، إذ لم تضع الدولة خطةً واحدةً لبناء ملاجئ محصّنة في قرى المواجهة. ومع هذه التحركات العشوائية، تبدأ الاحتكارات بالظهور، فترتفع إيجارات المنازل في النقاط البعيدة عن المواجهة، ويلجأ بعض التجار إلى إخفاء البضائع ورفع الأسعار.
التصرفات الفردية حكمت المشهد في الأيام القليلة، إذ لا خطط رسمية للتعامل مع حالات الحرب أو التهديد بها سوى ما يقوم به البعض من تحضير حقائب الطوارئ التي تحتوي أهم الأوراق الرسمية، وشراء الأطعمة القابلة للحفظ بالمفرق، وتأمين بيوت آمنة في مناطق «باردة» عسكرياً عن الأماكن المتوقع أن يطالها القصف. والأمر الأخير، مثلاً، ساهم في مضاعفة الإيجارات خلال يومين فقط في المناطق الجبلية القريبةمن بيروت، فارتفع إيجار الغرفة الواحدة من 150 دولاراً إلى 300 دولار.
خلال الأزمات، يتعمق في وعي الناس غياب الدولة التي لا تجد نفسها معنيّة بوضع خطط الاستجابة الوطنية. منذ تأسيس الكيان الغاصب عام 1948، مرّت على لبنان 6 حروب مع العدو الإسرائيلي، آخرها عام 2006، وبينها عشرات الجولات والاجتياحات المحدودة للقرى والمدن، واعتداءات شبه يومية على المدنيين. ورغم هذا المشهد، ودموية العدو ووحشيته، وتهديده المستمر منذ 75 سنة، إلا أنّه لا بنية تحتية لحالات الطوارئ في لبنان، فالملاجئ مثلاً غائبة بشكل تام عن القرى الحدودية، كما بيروت.
أهل الجنوب اعتادوا غياب الدولة تماماً عنهم، فالقرى الحدودية المتاخمة لخطوط النار من دون ملاجئ، باستثناء مبادرات فردية لسكان بنوا بيوتهم في سبعينيات القرن الماضي وأضافوا ملاجئ تحتها. إلا أنّ هذه المنشآت «أصبحت قديمة، ولا تقي سوى من القصف المدفعي الخفيف»، بحسب أحمد دباجة الذي بنى ملجأ في منزله في بنت جبيل.
إقبال على المعلبات والحبوب ولوازم الأطفال
«الصمود في القرى الحدودية قائم على المعنويات فقط»، بحسب رئيس بلدية عيتا الشعب محمد سرور. البلدة التي نالت أكبر حصة من التدمير خلال حرب تموز 2006، «لا ملاجئ فيها»، وقد «نالت حصة من قصف العدو في الأيام الماضية أدّى إلى تدمير ألواح الطاقة الشمسية في عدد من المنازل». الراحلون إلى بيروت، يقسّمهم سرور إلى فئات، تصدّرهم من يملكون منازل في العاصمة، والخائفون على أطفالهم، وأصحاب الأمراض المستعصية الذين يخشون انقطاع الأدوية أو الخدمات الطبية. فيما وصف رئيس بلدية تبنين نبيل فواز الوضع في القرى الحدودية بأنه «رمادي». فعلاً، «هناك ناس غادروا القرية التي كانت الحركة فيها خلال اليومين الماضيين خفيفة بسبب إقفال الدوائر الحكومية والمدارس بقرار من وزارة التربية، لكن الأعداد ليست ضخمة»، ويمكن وصفها بـ«الروتينية، مع زحمة بسيطة على محطات الوقود».
للأمن الغذائي، أيضاً، خطط صمود فردية. ففي عدد من التعاونيات التي استطلعتها «الأخبار»، كانت حركة البيع لافتة لبعض المواد الغذائية. وأوضح مدير التعاونية العاملية يوسف حمود أن «تركيز الزبائن في الأيام القليلة الماضية كان على شراء المعلبات بشكل أساسي، ولوازم الأطفال من حفاضات وحليب، من دون هلع هستيري»، فيما تراجع الطلب بشكل كبير على الأدوات المنزلية والكهربائية. وهو ما أكده أيضاً الرئيس التنفيذي لتعاونيات لبنان وضاح شحادة، مشيراً إلى أنه كان للسكر والحبوب والزيت حصة الأسد من حركة الشراء، إضافة إلى الخبز، نافياً تسجيل أيّ تهافت أو زحمة في نقاط البيع. فيما طمأن نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي إلى «وجود كميات كبيرة في لبنان، ولا خشية من انقطاع المواد الغذائية، كما أنّ خط الاستيراد مفتوح بحراً وجواً»، ورأى أن «لا داعي للتموين، ولكن لا يمكن منع الناس من أخذ الاحتياطات». فيما قال حمود إن «مخزون تعاونيات لبنان وحدها كافٍ لحوالي ستين يوماً من دون حاجة إلى المورّدين».
خطط بلدية وأهلية وحزبية للإيواء… الجنوبيون ليسوا وحدهم
في غياب أي خطة طوارئ حكومية تحسّباً لامتداد الجنون الإسرائيلي إلى لبنان، بدأت بلديات وأحزاب وجمعيات أهلية ومبادرات شبابية إعداد خطط تحسّباً لأي موجة نزوح، خصوصاً من الجنوب والضاحية وبعلبك – الهرمل، في حال تدحرجت الأوضاع العسكرية نحو حرب شاملة. وما يتم تحضيره هو من باب الاحتياط، لا التهويل أو الضعف، وما تقتضيه البربرية الإسرائيلية المُتصاعِدَة منذ أيام مع عجز العدو عن استيعاب حجم الهزيمة، ومحاولته تغيير المعادلات الجديدة التي أرساها «طوفان الأقصى»، كما تقتضيه ظروف التهجير السابقة، كما في عدوان تموز 2006، عندما توزّع النازحون على مختلف المناطق إضافة إلى سوريا. واللافت أنه رغم ارتفاع منسوب التشنّج السياسي – الطائفي أخيراً، وتغريدات موتورين بأن «بيوتنا ليست مفتوحة» في حال اندلاع الحرب، إلا أن مشاهد البربرية الإسرائيلية في غزة فعلت فعلها في إعادة فرض نوع من التكافل والتعاون الاجتماعييْن. وساعدت في ذلك مواقف سياسية، من بينها مثلاً إعلان النائب السابق وليد جنبلاط، بالوقوف إلى جانب المقاومة وأهل الجنوب في وجه أي اعتداء إسرائيلي، ما أطلق ورشة طوارئ على مستوى بلديات الشوف وعاليه.
وفي هذا الإطار، علمت «الأخبار» أن جنبلاط عقد اجتماعاً أمس لقيادة الحزب التقدمي الاشتراكي، وأعطى توجيهات للمسؤولين في المناطق بإجراء مسح شامل للمؤسسات التي يمكنها استقبال نازحين. وكرّر أمام الحاضرين «أننا سنكون مع المقاومة في الحرب وإلى جانب الجنوبيين»، قائلاً: «هؤلاء إخوتنا وأهلنا». كما أوعز بإبلاغ «من يطلقون مواقف سلبية من أصحاب الرؤوس الحامية بوقف أي خطاب استفزازي، وعليهم أن يفهموا أن الوضع خطير جداً، ولا مجال هنا للحسابات الضيّقة».
وتداولت مجموعات «الواتساب» في الجبل، ليل أول من أمس، نصاً غير رسمي، يتحدّث عن توجيهات من جنبلاط إلى فروع الحزب الاشتراكي للتواصل مع رؤساء البلديات لتجهيز البيئة المناسبة «لاستقبال شركائنا في الوطن عبر تجهيز جميع دور الإيواء… وفق العادات والنخوة».
وفي بلدة بيصور، حيث يوجد نفوذ للحزب الاشتراكي والحزب السوري القومي الاجتماعي، تشكّلت شبكة من المتطوّعين بمبادرة أهلية أطلقها الناشط عمر العريضي. ويعمل هؤلاء على إحصاء المنازل المتاحة، وفرزها بين مخصّصة للإيجار أو تقدمة، وبين مفروش وغير مفروش، وإعداد لائحة بأسماء وأرقام هواتف العائلات التي تتصل للسؤال عن منازل. كما أطلق ناشطون مبادرة «بيتي بيتك» لبدء جمع «داتا» عن المنازل المُتاحة على صعيد لبنان. وعلى الصعيد البلدي، تتعاون بلديات المنطقة مع المجتمع المحلي، لإحصاء ما هو متوفّر من مقدّرات عامة، كالمدارس والقاعات العامة التي يمكن استقبال النازحين فيها.
أوعز جنبلاط بإجراء مسح في قرى الجبل لاستقبال النازحين إذا اقتضت الحاجة
واحدة من الخطط التي تم تفعيلها أخيراً، تتولاها جمعية «وتعاونوا»، بالتنسيق مع حزب الله، ليتمّ تنفيذها في حال حصل أي تطوّرٍ دراماتيكي على الحدود الجنوبية. وبحسب رئيس الجمعية عفيف شومان، تتضمّن الخطة تأمين 150 مركزاً جاهزاً في مناطق بعيدة وآمنة لاستقبال أي موجة نزوح، وتأمين خروج المدنيين من القرى المستهدفة بمساعدة روابط القرى، مع نشر «مرشدين» عند مخارج البلدات وفي المدن الأساسية كصيدا وصور، وعند مداخل الضاحية الجنوبية لبيروت، وعلى طول الطرق المؤدّية إلى المراكز، لإرشاد النازحين إلى حيث عليهم التوجّه بعد تزويدهم بـ«بروشورات». وتتوزّع هذه المراكز بين منازل ومجمّعات ثقافية وجمعيات ودور إيواء ومدارس. وتتضمّن الخطة إقامة مطابخ ميدانية لتوفير الوجبات الغذائية، ومخازن لتوزيع حليب الأطفال والحفاضات والأدوية، فضلاً عن زياراتٍ ميدانية لعدد من الأطباء. وتخصّص الخُطة مساعداتٍ لأصحاب المنازل الذين سيقدّمونها للنازحين أو يتشاركونها معهم. وفي هذا الصدد يؤكّد شومان أن «التجاوب في المناطق المُختارة للإيواء عالٍ جداً من الأهالي».
وأعدّ الحزب السوري القومي الاجتماعي خطة مركزية شاملة على صعيد لبنان، وتمّ وضع عدد من الشقق المفروشة وغير المفروشة في تصرّف المتحدات والمنفّذيات. ويجري العمل على جرد المواقع والقدرة الاستيعابية في كل بلدة، إضافة إلى خطة طوارئ لكيفية توزيع النازحين على الوحدات السكنية.
«تجّار الحروب» يرفعون الأسعار
استغلّ عدد من المُلَّاك في أكثر من منطقة زيادة الطلب على إيجارات المنازل لرفع بدلات الإيجار. في بعض مناطق بيروت، كالحمرا وفردان، ارتفع إيجار الشقة المفروشة المكوّنة من غرفتين من 500 دولار إلى 1000. وفي محيط منطقة رأس الجبل في عاليه، زاد من 200 دولار إلى 400 للشقة غير المفروشة ومن 400 إلى ما بين 800 و1000 دولار للشقة المفروشة.
واشترط البعض عدم وجود أطفال مع العائلات، فيما حدّد آخرون عدد الأفراد المسموح لهم بالسكن ما بين 6 إلى 8 حسب مساحة المنزل المؤجّر.
المصدر: صحف