في اليوم الثالث على عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية “حماس” ضد كيان العدو الاسرائيلي، محققةً انتصاراً عظيماً وتاريخياً في مسار الصراع مع هذا العدو، وفي وقت لا يزال الأخير عاجزاً عن تحقيق أي انجاز يذكر يعيد له ولو قليلاً من هيبة ردعه المهشم، يبقى المنفذ الوحيد لديه لتفريغ حقده، اطلاق العنان لآلة الاجرام ضد المدنيين العزّل في قطاع غزة.
وفي السياق، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي عدواناً واسعاً على القطاع، حيث لجأ في عدوانه لقصف المنازل على رؤوس ساكنيها واستهداف المدنيين العزل وطاقم الإسعاف والمساجد وقصف الأبراج والمكاتب الإعلامية. وفي حصيلة أخيرة قابلة للارتفاع مع استمرار العدوان، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد الشهداء إلى 560 منهم 91 طفلاً و61 امرأة، وأكثر من 2900 مصاب. يأتي ذلك في وقت قال فيه وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت إنه “أمر بفرض حصار كامل على غزة”، متوعدا إياها بقطع الكهرباء والطعام والوقود. ووصف غالانت الفلسطينيين بـ”الحيوانات البشرية”، قائلاً إن كيانه الغاصب “سيتصرف وفقاً لذلك”.
وقال مسؤول حكومي في غزة إن جيش العدو ارتكب مجازر بحق 15 عائلة في القطاع بعد قصف منازلها بشكل مباشر. كما شنّت غارات إسرائيلية على محيط الجامعة الإسلامية في غزة، كما قصفت طائرات إسرائيلية مسجداً في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة. يأتي ذلك في وقت قال فيه مدير الإسعاف في قطاع غزة إن 5 على الأقل من أطقم الإسعاف سقطوا شهداء، مضيفاً أن أعداداً هائلة من الشهداء سقطوا جراء القصف الإسرائيلي. وقال مدير الإسعاف “مقبلون على وضع إنساني كارثي لم تشهده غزة منذ 20 عاما”.
وفي سياق متصل، ارتكبت قوات الاحتلال “الإسرائيلي ظهر اليوم مجزرة كبيرة في مخيمي الشاطئ وجباليا، بعد قصف مسجد السوسي بمخيم الشاطئ، بالإضافة إلى قصف منطقة الترنس المكتظة بالمواطنين في جباليا شمال قطاع غزة”. وقال شهود عيان إنه تم “انتشال عدد كبير من الشهداء والمصابين نتيجة القصف الإسرائيلي في منطقة الترنس”. في حين أكدت المصادر الطبية أن عدد الشهداء جراء قصف مسجد السوسي بلغ 9 وعدد كبير من الإصابات، وخاصة أن المسجد يقع في منطقة مكتظة بالسكان والمنازل المتراصة.
إلة ذلك، تم الليلة الماضية انتشال نحو 20 شهيدًا وأعمال البحث متواصل داخل منزل عائلة أبو هلال ومنازل مجاورة برفح ، وتم انتشال 21 شهيد من عائلة الزعانين ارتقوا بعد قصف منزلهم بالطيران الحربي الإسرائيلي دون سابق انذار في بيت حانون .
بالإضافة إلى استشهاد 5 شهداء بقصف الاحتلال منزل عائلة أبو العمرين في القرارة بخانيونس جنوب القطاع ، 3 شهداء وصلوا الشفاء جراء قصف الاحتلال لمسجد في مخيم الشاطئ غرب غزة.
واستُشهد ثمانية مواطنين بينهم فتاة، فجر اليوم الاثنين، في غارات شنتها طائرات الاحتلال الحربية على مسجد في مخيم الشاطئ، ومنزلين في دير البلح وتل الزعتر وسط وشمال غزة.
هذا وقصف طيران الاحتلال مسجد أحمد ياسين في مخيم الشاطىء، ما أدى إلى استشهاد فتاة ووقوع عدة إصابات في صفوف المواطنين.
كما استهدف طيران الاحتلال الاسرائيلي منزلاً دون سابق انذار يعود لعائلة فياض بمنطقة المشاعلة غرب مدينة دير البلح ما أدّى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين، كما استهدفت قوات الاحتلال منزلاً في تل الزعتر شمال قطاع غزة ما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين.
من جهتها، قالت المقررة الحقوقية الأممية في فلسطين إن ملايين الفلسطينيين “يعيشون في ظل احتلال عسكري عنيف يحرمهم يومياً من حقوقهم”. وأضافت المقررة الحقوقية أنه ينبغي ألا تكون هناك مستوطنات والقانون الدولي واضح بهذا الشأن.
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، أن ما يقرب من 74 ألف فلسطيني نزحوا إلى 64 مدرسة ومأوى تابعا لها في قطاع غزة. وقالت الوكالة، في بيان صادر اليوم الاثنين، إنه من المرجح أن تزداد الأعداد مع استمرار القصف العنيف والغارات الجوية بما في ذلك على المناطق المدنية، وذلك وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). وأشار البيان إلى أن مدرسة تابعة للأونروا تأوي عائلات نازحة في قطاع غزة تعرضت للقصف المباشر، حيث لحقت أضرار جسيمة بالمدرسة، التي تأوي أكثر من 225 شخصا.
وطالبت الأونروا بحماية المدنيين في جميع الأوقات، مشددة على ضرورة تجنيب المدارس وغيرها من البنى التحتية المدنية تداعيات العدوان.
المصدر: المنار + مواقع اخبارية