يوم سيحفر في ذاكرة الصهاينة.. من أيام زوال الكيان المؤقّت، أو ما يقول عنه قادة الاحتلال “الخراب الثالث”.. أنساهم أهوال ما عاشوه في حروب ما بعد النكبة، وتزامنت مع ذكرى معركة تشرين عام 1973.
كالطوفان، دخل مجاهدو المقاومة إلى فلسطين المحتلة، إلى مناطق لم تطأها قدم فلسطينية منذ نكبة عام 1948، حيث تم تحرير مساحات واسعة من ارض فلسطين احتلت، وبنيت عليها مغتصبات صهيونية، استعمرها أناس جلبوا من أصقاع الأرض.
لم يتوقع أحد ما حصل، لا أجهزة الإستخبارات الصهيوينة ولا الغربية، ما أضاف فشلاً إضافياً للكيان المؤقت.. وما أكد قرب زواله، تساقط المستوطنات تباعاً بأيدي مجاهدي القسام، حتى باتت مناطق غلاف غزة خارج دائرة الصواريخ، لأنّها ببساطة أضحت في قبضة المقاومين.
عشرات القتلى والجرحى بين الصهاينة، من جنودهم والمستوطنين، امتلأت بهم شوارع المناطق المحررة،. ظنّ هؤلاء يوما أنّ الدّم الفلسطيني مباح ، فارتدّ عليهم وبالًا من دم وخزي وذل. والمعادلة كما أكّدها الفلسطينيون: الدم يقابله الدم والهدم يقابله الهدم والآتي أعظم، وأشد وأمر.
حبكة الهزيمة ظهرتها مشاهد الجنود الأسرى، مرعوبين خائفين مصدومين، لا يدركون إلا أن قيادتهم تخلت عنهم، فالحاضر في الميدان كان رجال المقاومة، والغائب جيش الإحتلال بعدته وعتاده، كما أن هيبة الردع مرِّغت مجدّدا بالوحل وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع.
وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه ما يزال هناك مجاهدون من حماس داخل الاراضي المحتلة والقتال لا يزال مستمرا في الجنوب، وقال إن “عدد المدنيين والعسكريين المحتجزين لدى حماس في غزة سيحدد شكل ومستقبل هذه الحرب”.
هو يوم من أيَام الله، مقاومة غزة أذلّت المحتل الصهيوني وأركعت قيادته.. زمن المعادلات في أبهى قوّته، ما بعد طوفان الاقصى ليس كما قبله، تماماً كما أضحى ما بعد سيف القدس ووحدة الساحات غير ما قبلها.
وبالعودة الى أوّل الحكاية، خمسة آلاف صاروخ كانت البداية، وعلى أنغامها، دخل المجاهدون برا وبحرا وجوّا الى مغتصبات الاحتلال. وتحت أقدامهم انحنى السياج الفاصل، ورأوا الحلم قريبا.. القدس من هنا أقرب ، والمسجد الأقصى أقرب وأقرب.. وكان وعد الله مفعولا.
بالفيديو | رشقات صاروخية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة
وفي مجريات أول أيام الطوفان، فقد تمكن مجاهدو كتائب القسام من اجتياز الخط الدفاعي للعدو، وتنفيذ هجوم منسق متزامن على أكثر من 50 موقعاً في فرقة غزة والمنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، ما أدى إلى إسقاط دفاع الفرقة.
وخاض مجاهدو القسام معارك بطوليةً في 25 موقعًا، خصوصاً في في قاعدة “رعيم” مقر قيادة فرقة غزة، وعلى عدة محاور منها، موقع “صوفا” وكيبوتس “حوليت”.
وحتى فجر الأحد، اعلنت قوات الإحتلال مقتل 350 صهيونياً، وإصابة أكثر من 1590، بينهم أكثر من 290 حالة خطيرة. كما اعترف العدو بمقتل قائد لواء الناحال “يوناتان شتاينبرغ” برصاص المقاومة قرب موقع كرم أبو سالم العسكري شرق رفح.
بالفيديو | مشاهد من اقتحام كتائب القسام لموقع “كفار عزة” العسكري شرق غزة، وقتل وأسر من فيه
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول كبير في وزارة الحرب الأمريكية، أن هجوم حماس الواسع كشف إخفاقات كبيرة لمؤسسات الإحتلال الأمنية والاستخباراتية.
وفي محاولة منه لإخفاء الهزيمة، توعّد رئيس حكومة الإحتلال بأن جيش كيانه “على وشك استخدام كل قوته للقضاء على حماس”، مضيفا في خطاب متلفز “سنضربهم حتى النهاية وننتقم بقوة لهذا اليوم الأسود”.
كما دعا الفلسطينيين الى ترك القطاع المحاصر منذ أعوام طويلة. وكان نتنياهو قد قال في وقت سابق “نحن في حرب، ليست مجرد عملية أو دورة عنف، إنما هي حرب”. وتحدث عن “هجوم مباغت” من حماس، مضيفا “نحن في حرب وسنكسبها”.
بالفيديو | كتائب القسام تستهدف عربة النمر المدولبة بصاروخ كورنيت شرق حي الشجاعية
ولم تتوقف صفارات الإنذار في المدن والقرى الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، وكذلك دوّت الصفارات في تل أبيب والقدس حيث اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية العديد من الصواريخ. وأطلقات المقاومة الفلسطينية أكثر من 150 صاروخاً على تل أبيب، رداً على استهداف الكيان البرج السكني وسط مدينة غزة.
بالفيديو | آثار القصف القسامي لتل أبيب
وكذلك استهدفت كتائب القسام، بقذائفها الصاروخية عدة مدن إسرائيلية أخرى أيضا، ومنها واللد، وأسدود، وعسقلان، والقدس المحتلة. في حين أظهرت المقاطع المقاومين وهم يتجولون ويخوضون الاشتباكات داخل الأرض الفلسطينية المحتلة، في مشهد غير مسبوق.
بالفيديو | مشاهد من اقتحام كتائب القسام لموقع “بئيري” العسكري شرق المحافظة الوسطى، وقتل وأسر من فيه من الجنود
كما أظهرت العديد من المشاهد، مجاهدي المقاومة الفلسطينية خلال تجولهم في شوارع المستوطنات، ونقلت الإذاعة العبرية عن جيش الاحتلال قوله إن حماس تسيطر فعليا على المستوطنات الواقعة في غلاف غزة.
وبعد لحظات من بدء عملية طوفان الأقصى، هرب مئات المستوطنين من غلاف غزة، بينما احتفل الفلسطينيون بهذه العملية، وتدفقوا للمستوطنات الغلاف عائدين بجثث قتلى المستوطنين، وكذلك أسرى جنود أحياء لداخل القطاع.
بالفيديو | من اقتحام سرايا القدس لعدد من المواقع العسكرية ومستوطنات غلاف غزة
أبو عبيدة يحذر: “أسرى الاحتلال في كل محاور القطاع وسيجري عليهم ما يجري على أهل غزة”
أعلن الناطق باسم كتائب الشهيد عزالدين القسام أبو عبيدة، بأن أعداد الأسرى الصهاينة لدى الكتائب، أكثر مما أعلن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو. وأشار أبو عبيدة إلى أن سيجري على الأسرى ما يجري على أهالي قطاع غزة، داعياً العدو إلى أن لا يخطئ التقدير.
وأكد أبو عبيدة أن المجاهدين مستمرون في معركة طوفان الأقصى ضد العدو الصهيوني وسياساته الفاشية، وقال “شعبنا في كل الساحات سيربكون الاحتلال وأعوانه”. وقال أبو عبيدة إن الكيان يواجه أزمة عميقة بعدما شاهد بأس رجالنا، مضيفاً “تهديد غزة وشعبها لعبة خاسرة واسطوانة مشروخة”. ولفت أبو عبيدة “الجيش الإسرائيلي تساقط كالجراد أمام مقاتلينا”. وتمكنت المقاومة من اسر مئات الجنود الصهاينة والمستوطنين، لم يعرف رقمهم النهائي حتى الآن.
232 شهيدًا وأكثر من ألف جريح اثر عدوان الاحتلال على غزة
قالت وزارة الصحة إن 232 شهيدًا ارتقوا بغارات جيش الاحتلال على قطاع غزة منذ ظهر اليوم، وأن أكثر من ألفٍ آخرين أصيبوا بجراحٍ مختلفة. وبحسب بيان الوزارة، فقد بلغ إجمالي ما وصل لمستشفيات قطاع غزة حتى اللحظة جراء العدوان 232 شهيدًا و1697 جريحًا بإصابات مختلفة.
وأشارت إلى أن الطواقم الطبية لازالت تعمل بكل طاقتها من أجل إنقاذ عشرات الحالات الخطيرة والحرجة في غرف العمليات والعنايات المكثفة. وعمدت الوزارة إلى تفعيل خطة الطوارئ لديها وأعلنت العمل بإجراءات الطوارئ القصوى في كافة المرافق الصحية ووحدات الإسعاف.
كما أوقفت العيادات الخارجية والعمليات المجدولة وذلك في إطار رفع الجهوزية والتأهب. وشن طيران الاحتلال ظهر السبت غارات عديدة على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني إياد البزم إن الاحتلال الإسرائيلي شنّ مئات الغارات خلال الساعات الماضية على أهداف مختلفة في محافظات قطاع غزة كافة، من بينها منازل سكنية ومبانٍ تستخدم لأغراض مدنية وخدماتية، وقد أدى ذلك لأضرار جسيمة في البنية التحتية.
قائد هيئة أركان القسام محمد الضيف يُعلن بدء عملية “طوفان الأقصى” بإطلاق 5000 صاروخ
وأعلن قائد هيئة الأركان لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، اليوم السبت، عن بدء عملية “طوفان الأقصى” ضد الإحتلال الإسرائيلي.
وفي كلمة له صباح اليوم السبت، لفت الضيف إلى أنّ “العدو دنس الأقصى وتجرأ على مسرى الرسول، واعتدى على المرابطات ودنس جنوده المسجد الأقصى وسبق أن حذرناهم، فقد ارتقى المئات من الشهداء والجرحى هذا العام بسبب جرائم الإحتلال”.
وأوضح الضيف أنّ “الدعوات الفلسطينية لصفقة تبادل إنسانية قوبلت برفض، والإنتهاكات مستمرة بالضفة الغربية المحتلة، لذا قررنا وضع حد لكلّ جرائم الاحتلال، وانتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب، لذا نعلن عن عملية طوفان الأقصى، وقد أطلقنا بالضربة الأولى خلال 20 دقيقة ما يفوق 5 آلاف صاروخ”.
وقال الضيف إنّه “بدءًا من اليوم ينتهي التنسيق الأمني”، مخاطبًا أهالي القدس المحتلة طالبًا منهم “طرد المحتلين وهدم الجدران”.
كتيبة طولكرم: اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال على حاجز الطيبة
وأكدت سرايا القدس- كتيبة طولكرم وكتائب شهداء الأقصى، فجر اليوم الأحد، أن المقاتلين هاجموا حاجز الطيبة قرب طولكرم، وخاضوا اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال في المستوطنة.
وقال كتيبة طولكرم، إن الاشتباكات العنيفة تأتي ضمن معركة طوفان الأقصى.
من جهتها زفت سرايا القدس – كتيبة جنين، فجر اليوم الأحد، االشهيد المجاهد أحمد عواودة، أحد فرسانها الأبطال والذي ارتقى شهيداً بعد خوضه اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال على شافي شمرون.
غارات وشهداء في غزة
وأطلقت طائرات الاحتلال “الإسرائيلية”، عدة صواريخ على “برج وطن” في مدينة غزة ودمر بشكل كامل .
واستشهد عدد من المدنيين، فجر اليوم الأحد، جراء القصف الصهيوني على منزلين في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.
وقالت وزارة الداخلية بغزة في بيان مقتضب، إن”طائرات الاحتلال الإسرائيلي دمرت منزلاً لعائلة شبات على رؤوس ساكنيه في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة”.
وأكدت وجود عدد من الشهداء والجرحى بينهم نساء وأطفال، فيما أفادت مصادر محلية باستشهاد 12 مواطنا من عائلة شبات جراء العدوان الإسرائيلي.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية ارتقاء شهداء وإصابات جراء استهداف طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة “أبو عمشة” في بيت حانون شمال قطاع غزة.
6 اصابات في عسقلان
في هذا الوقت أفادت القناة 13 العبرية، بوقوع عدة اصابات إحداها خطيرة جراء استهدف مبنى في عسقلان بصاروخ أطلق من قطاع غزة.
وقال الإسعاف “الإسرائيلي”: هناك 6 إصابات إحداها خطيرة نتيجة القصف الصاروخي الفلسطيني على عسقلان”.
المصدر: مواقع