يواصل رجال الإنقاذ المغاربة بدعم من فرق أجنبية، محاولاتهم العثور على ناجين وتقديم المساعدة لمئات المشردين الذين فقدوا منازلهم، بعد مرور ثلاثة أيّام على الزلزال المدمر، الذي أودى بحياة 2862 شخصاً على الأقل.
وارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب مساء الجمعة الماضية أجزاء من المغرب، إلى 2862 قتيلا فيما بلغ عدد الجرحى 2562 شخصا، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية، مشيرة الى أنّه تم دفن 2854 منهم.
يتزامن ذلك مع تواصل عمليات البحث عن ناجين حيث يسابق رجال الإنقاذ المغاربة الزمن بدعم من فرق أجنبية في المناطق التي ضربها الزلزال، للعثور على ناجين وتقديم المساعدة للمشردين الذين دمرت منازلهم.
وأكدت الحكومة المغربية أنه تمت تعبئة كل القدرات والأجهزة للوصول إلى جميع المتضررين، فيما وصلت تعزيزات كبيرة من الجيش المغربي إلى منطقة أمزميز في ضواحي مدينة مراكش لدعم جهود الإنقاذ.كما أعلنت الحكومة إطلاق برنامج لإعادة إعمار المناطق المتضررة.
وبدأت السلطات المغربية في نصب الخيام في الأطلس الكبير حيث دمرت قرى بكاملها جراء الزلزال.
كما يعمل مسعفون ومتطوعون وأفراد من القوات المسلحة من أجل العثور على ناجين وانتشال جثث من تحت الأنقاض، خصوصا في قرى إقليم الحوز مركز الزلزال جنوب مدينة مراكش السياحية وسط المملكة.
وذكرت وزارة الداخلية في بيان أن “السلطات المغربية استجابت في هذه المرحلة بالذات لعروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ، في حين ذكر وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي أن ما بين 60 و70 دولة عرضت تقديم الدعم.
ووصل رجال إنقاذ إسبان الى منطقتين ضربهما الزلزال جنوب مراكش، وهي تلات نيعقوب وأمزميز في إقليم الحوز الجبلي ذي التضاريس الوعرة الذي سجل فيه أكثر من نصف الضحايا حتى الآن (1591).
في أمزميز، وزعت القوات المسلحة مئات الأغطية على مواطنين فقدوا بيوتهم.
وفي قرية تلات نيعقوب، الواقعة في قلب الجبال المحيطة بأمزميز، انتشرت 12 سيارة إسعاف وعشرات من السيارات الرباعية الدفع التابعة للجيش والدرك، وحوالى مئة من رجال الإنقاذ المغاربة، لبدء عمليات البحث في القرية.
وعلى مسافة غير بعيدة، قام فريق مكوّن من 30 رجل إطفاء إسباني وطبيب وممرضة وفنيين بالتنسيق مع السلطات المغربية بأعمال البحث، بينما تحلّق طائرة هليكوبتر في سماء المنطقة.
وقالت رئيسة الفريق الإسباني أنيكا كول “الصعوبة الكبيرة تكمن في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها كما هي الحال بالنسبة لهذا المكان، ويتم نقل الجرحى بالطائرة العمودية”.
وأوضحت أنيكا كول، أنّه “من الصعب القول ما إذا كانت فرص العثور على ناجين تتضاءل لأنه على سبيل المثال، في تركيا (التي ضربها زلزال عنيف للغاية في شباط/فبراير) تمكننا من العثور على امرأة على قيد الحياة بعد ستة أيام ونصف يوم، دائما يكون هناك أمل، ومن المهم أيضًا العثور على الجثث لأن العائلات يجب أن تعرف”.
وعلى بعد 70 كيلومترًا شمالًا، أقام فريق آخر مكون من 48 رجلاً من وحدة الطوارئ العسكرية الإسبانية معسكرًا عند مدخل بلدة أمزميز الصغيرة منذ مساء الأحد، ويرافق الفريق أربعة كلاب وكاميرات دقيقة لاختراق فجوات صغيرة بين الركام، وأجهزة لكشف أي وجود لأشخاص أحياء.
وأعلنت دول عدة بينها فرنسا والولايات المتحدة استعدادها لتقديم المساعدة للمغرب وعبرت عن تضامنها معه بعد الزلزال الأعنف الذي شهدته المملكة.
ويعمل مسعفون ومتطوعون وأفراد من القوات المسلحة من أجل العثور على ناجين وانتشال جثث من تحت الأنقاض، خصوصا في قرى إقليم الحوز، مركز الزلزال جنوب مدينة مراكش السياحية في وسط المملكة.
وإضافة الى الحصيلة البشرية والدمار، أثار الزلزال خشية على مصير مواقع تاريخية خصوصا في مراكش بعدما تعرضت المدينة القديمة ومواقعها المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي الى أضرار بسبب الزلزال.
في المدينة القديمة، بدت الأضرار مروعة في بعض الأماكن حيث دُمّرت مساكن، وارتفعت بعض أكوام الركام في الأزقة. وتهدّم جزء من الأسوار العائدة للقرن الثاني عشر المحيطة بالمدينة التي بنتها سلالة المرابطين نحو عام 1070.
وحوّل الزلزال قرية تيخت التي كان يعيش فيها في السابق ما لا يقل عن مئة عائلة، إلى حطام متداخل من الخشب والأبنية المنهارة والأطباق المكسورة والأحذية والسجاد، ووصف أحد ابناء القرية الصغيرة الوضع بالقول “انتهت الحياة هنا، ماتت القرية”.
وتقرّر تعليق الدراسة في 42 جماعة (دائرة) في الأقاليم التي ضربها الزلزال اعتباراً من الاثنين، في حين تقاطر المغاربة للتبرّع بالدم، لصالح المصابين من الزلزال.
والزلزال الذي وقع ليل الجمعة السبت، بقوة 7 درجات بحسب المركز المغربي للبحث العلمي والتقني (6,8 وفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية)، هو الأقوى في المغرب، لجهة الزلازل التي تمّ قياسها.
المصدر: موقع المنار