أعلن المغرب الحداد الوطني لثلاثة أيام بعد الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 6.8 درجة. وقال الديوان الملكي في بيان صدر مساء اليوم السبت، بعد يوم من وقوع الزلزال، إنه سيتم تنكيس العلم الوطني في جميع أنحاء البلاد.
وقال الديوان الملكي بالمغرب، اليوم السبت، إن الملك محمد السادس أعلن الحداد الوطني ثلاثة أيام مع تنكيس الأعلام، عقب الزلزال المدمر، الذي ضرب وسط البلاد الليلة الماضية، وأسفر عن مقتل وإصابة المئات. وذكر الديوان الملكي في بيان أن الملك ترأس اجتماعا مخصصا لبحث الوضع في المملكة في أعقاب الزلزال، ووجه بتعزيز فرق البحث والإنقاذ والوسائل اللازمة لتسريع إنقاذ وإجلاء الجرحى.
كما وجه الملك المغربي بتشكيل لجنة وزارية لوضع برنامج عاجل لإعادة تأهيل وإعمار المناطق المتضررة، إضافة إلى تزويد هذه المناطق بالماء الصالح للشرب وتوزيع حصص غذائية وخيام وأغطية على المنكوبين.
ووجه الملك المغربي أيضا بالتكفل الفوري بكافة الأشخاص الذين أصبحوا بدون مأوى جراء الزلزال، لاسيما في ما يرتبط بالإيواء والتغذية وكافة الاحتياجات الأساسية، إلى جانب “فتح حساب خاص لدى الخزينة وبنك المغرب بهدف تلقي المساهمات التطوعية للمواطنين والهيئات الخاصة والعمومية”.
وقال الديوان الملكي إن الملك محمد السادس وجه كذلك “بالتعبئة الشاملة لمؤسسة محمد الخامس للتضامن بجميع مكوناتها من أجل تقديم الدعم” للمواطنين في المناطق المتضررة.
ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال
وارتفعت الحصيلة الموقتة لضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب ليل الجمعة إلى 1305 قتلى، حتى قرابة السابعة مساء بالتوقيت المحلي (18:00 ت غ)، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية في بيان مساء السبت.
وأوضح البيان أن حصيلة الجرحى ارتفعت بدورها إلى 1832 مصابا، 1220 منهم “في حالة حرجة”. وتم احصاء أكثر من نصف الضحايا في إقليم الحوز الجبلي جنوب مراكش. وأشارت الوزارة إلى أن السلطات تواصل “تجندها لتسريع عمليات إنقاذ وإجلاء الجرحى”.
وأكدت الوزارة أن “عملية الإنقاذ متواصلة منذ ليلة” الجمعة، مشيرة إلى “تجنيد وحدات تدخل متخصصة مكونة من فرق البحث والإنقاذ”، فيما تشهد المرافق الصحية في مختلف المناطق المتضررة تعبئة شاملة لتقديم العلاجات اللازمة.
ودعا “المركز الجهوي لتحاقن الدم” في مراكش المواطنين إلى التوجه إلى مقره السبت للتبرع بالدم. وشهدت مراكزه توافد الكثيرين من المتبرعين في عدة مدن، بحسب صور نشرتها وسائل الإعلام المحلية.
واستيقظ المغرب السبت على هول الصدمة والهلع غداة هزة أرضية بلغت 7 درجات على مقياس ريختر، بحسب ما ذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، مشيرا إلى أن مركزها يقع في إقليم الحوز، جنوب غربي مدينة مراكش التي تعتبر مقصدا سياحيا كبيرا.
موجة تضامن دولي مع المغرب
وأثار الزلزال، الذي أوقع أكثر من ألف قتيل في المغرب، موجة تضامن عبر العالم مع عرض دول كثيرة تقديم المساعدة إلى الرباط.
تقدّمت الجزائر، التي قطعت العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في آب/أغسطس 2021 وسط خلافات عميقة بين البلدين، “بخالص التعازي وصادق المواساة لأسر الضحايا والشعب المغربي الشقيق”، معلنة من جهة أخرى فتح مجالها الجوي المغلق منذ أيلول/سبتمبر 2021 أمام الرحلات التي تنقل مساعدات إنسانية وجرحى جراء الكارثة.
وقدم رئيس نيجيريا بولا تينوبو تعازيه إلى الملك المغربي مؤكدا أن بلاده “تقف متضامنة مع المغرب في تعافيه وإعادة إعماره”. وكتبت رئيسة تنزانيا سامية صولوحو حسن على منصة “إكس” “أفكارنا وصلواتنا معكم”.
وكتب نظيرها الكيني وليام روتو على المنصة نفسها “تقف كينيا إلى جانب الشعب المغربي”. وقدّم أيضًا رئيس ساحل العاج الحسن وتارا على منصة “إكس” “تعازيه الحزينة جدًا لشعب المغرب الشقيق”.
وقال نائب رئيس جنوب إفريقيا بول ماشاتيلي، باسم الرئيس سيريل رامابوزا الذي يشارك في قمة مجموعة العشرين، “نشعر بحزن عميق إزاء الخسارة الصادمة في الأرواح”.
وأعربت السعودية ومصر عن تعازيهما للمغرب مؤكدتين تضامنهما مع هذا البلد، كما قدم رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان تعازيه إلى المغرب. وأعرب ملك الأردن عبد الله الثاني عن تعازيه بضحايا الزلزال مؤكدا في بيان صادر عن الديوان الملكي “وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء في المملكة المغربية في هذا الحادث الأليم”.
كذلك، قدم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تعازيه مؤكدا في رسالة إلى الملك المغربي “تضامن العراق حكومة وشعبا”. وقدم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني تعازيه “لشعب المغرب وحكومته” بعد “الزلال المروع”، في بيان نشر على موقع الوزارة.
وتلقى المغرب الذي طبع علاقاته مع الكيان الإسرائيلي العام 2020، عرض مساعدة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي أعلن أنه أعطى “تعليمات لكل الهيئات والقوى الحكومية لتقديم كل المساعدة الضرورية للشعب المغربي”، وفق بيان صادر عن مكتبه.
وأعلنت قطر مغادرة فريق إغاثة من الدوحة مساء السبت. وعبّر وزير الخارجية السوري فيصل المقداد عن “ثقته بأن الشعب المغربي الشقيق سيتجاوز هذه الكارثة، ويعيد بناء ما دمره الزلزال”. وأعربت وزارة الخارجية اللبنانية “عن كامل تعاطفها مع المملكة المغربية وشعبها الشقيق إزاء هذا المصاب”.
أوروبياً، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن “حزنه” عارضا مساعدة بلاده. وكتب في رسالة بالعربية على منصّة “إكس” في الطائرة التي كانت تقله إلى نيودلهي للمشاركة في قمة مجموعة العشرين “نشعر جميعنا بحزن شديد بعد الزلزال الرهيب الذي ضرب المغرب” مؤكدا أن “فرنسا على استعداد للمساعدة في تقديم الإغاثة الأولية”.
وقالت بلدية باريس إنه سيتمّ إطفاء برج إيفل عند الحادية عشرة من مساء السبت تكريما لضحايا الزلزال . وأشار رئيس معهد العالم العربي جاك لانغ، عبر منصة “إكس”، إلى أن عبارة “المغرب في القلب” بالفرنسية (Maroc au coeur) ستُكتب بـ”أحرف عملاقة على واجهة” المؤسسة الباريسية، مضيفًا أن العلم المغربي سيُرفع عند مدخل المبنى.
من جهتها، صرحت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني أنها علمت “بحزن حصيلة الزلزال المأسوية” وأبدت “تضامنها مع رئيس الوزراء” المغربي عزيز أخنوش، مؤكدة “عزم إيطاليا على دعم المغرب في هذا الوضع الطارئ”.
وأعرب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على “إكس” عن “كل تضامني وكل دعمي لشعب المغرب بعد هذا الزلزال المروع”، وصرح وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس للصحافيين على هامش قمة العشرين أن بلاده “عرضت على المغرب إرسال فرق إسعاف، وهو الأهم في الوقت الحاضر، إنما كذلك مساعدتها لإعادة الإعمار”. وقال الملك فيليبي السادس إنه يشعر ببالغ الحزن.
وأبدى وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي عبر منصة “إكس” استعداد بلاده “للمساعدة بكل الوسائل الممكنة”. وصرح رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو “نتوجه بكل أفكارنا إلى الضحايا وعائلاتهم” مقدما “تعازي الصادقة للحكومة والشعب المغربيين”.
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين “وقوفها إلى جانب الشعب المغربي”، كما أبدى مسؤول السياسة الخارجية في التكتل جوزيب بوريل “استعداد الاتحاد الأوروبي لإمداد المغرب بالمساعدة التي يودها”.
وقدم الرئيس السويسري آلان بيرسيه تعازيه للمغرب فيما أعلنت وزارة الخارجية تفعيل خلية أزمة مؤكدة أنها تدرس إرسال مساعدة. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بيان موجه إلى ملك المغرب “نشاطر الشعب المغربي الصديق الحزن والحداد” مقدما “تعازيه الصادقة”.
كذلك، قدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “صادق تعازيه” للعاهل المغربي والشعب المغربي مؤكدا “تضامن” بلاده. وأعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن تعازيه للشعب المغربي “الشقيق” مؤكدا دعم بلاده “بكل الوسائل”.
وفي اسيا، بعث الرئيس الصيني شي جينبينغ “ببرقية تعزية” إلى المغرب. وقدم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تعازيه للمغرب مبديا “حزنه الكبير لخسارة أرواح”. وأعرب رئيس أذربيجان إلهام علييف عن “صدمته العميقة” في رسالة تعاز وجهها إلى ملك المغرب.
أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن “حزنه الكبير لخسارة أرواح والدمار” جراء الزلزال مؤكدا “استعداد (الولايات المتحدة) لتقديم أي مساعدة ضرورية للشعب المغربي”.
كما أعلن مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عبر “إكس” التوجه “بأفكاره وصلواته إلى المغاربة” مبديا “استعدادنا لتلبية الحاجات الآنية على الصعيد الصحي”. وأبدى منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث “حزنه الشديد” مؤكدا “نقف على استعداد للمساعدة”.
وكتب جاغان تشاباغين الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على “إكس” أن “فرقا من (الهلال الأحمر المغربي) استجابت فورا لدعم المتضررين” مؤكدا أن منظمته “على استعداد لتقديم الدعم”.
وقدم الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه تعازيه مؤكدا “تضامن المنظمة ووقوفها إلى جانب” المغرب. كذلك، قدم رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد تعازيه معربا عن “ألم كبير للعواقب المأسوية للزلزال”.
المصدر: أ ف ب