اطلقَ وزيرُ الاشغالِ العامةِ والنقلِ علي حمية مزاداً لبيعِ الخردةِ الناجمةِ عن انفجارِ مرفأِ بيروتَ بقصدِ تأمينِ الدولارِ واعادةِ الاعمار، فهل من يُجري حتى مناقصةً لبيعِ الخردةِ السياسيةِ الناجمةِ عن انحلالِ الاخلاقِ الوطنية، ليعادَ بعدَها اعمارُ كلِّ البلدِ سياسياً واخلاقياً واقتصادياً وتربويا ؟
فالبلدُ المصابُ بموتٍ سريريٍ يخوضُ بعضُ سياسييهِ ترَفَ معاركِهم الشخصيةِ المغمّسةِ باحقادِهم التاريخية، فيرفضونَ الحوارَ الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري، وكلَّ دعوةٍ للحوارِ حتى لو كانت فرنسية..
فالعُقمُ الفكريُ والنفسيُ لدى بعضِ التائهينَ لا يزالُ يُعلّقُ البلدَ على خشبة، مراهناً على الوقتِ رغمَ انه ما كانَ يوماً لمصلحتِه..
فلمصلحةِ من رهنُ البلدِ بكلِّ ازماتِه لرغباتِ بعضِ المفلسينَ سياسيا؟ اليس بالامكانِ العملُ اقتصادياً واجتماعياً بعيداً عن الحدةِ السياسية؟ وكما قال الوزيرُ حمية اِنه يعملُ لابعادِ المرفأِ عن التجاذباتِ السياسية ؟ اليس بالامكانِ ابعادُ الكهرباءِ والماءِ والقطاعِ التربوي وغيرِه عن تلكَ التجاذباتِ رأفةً بالبلادِ والعباد؟.
وبما انَ غَيْرةَ بعضِ الدولِ على البلدِ اكثرُ من غَيرةِ بعضِ اهلِه عليه، كان العرضُ الصينيُ بتأمينِ الواحِ الطاقةِ الشمسيةِ لتغذيةِ سنترالاتِ اوجيرو وتأمينِ الانترنت والتواصلِ بينَ اللبنانيينَ زمنَ اصرارِ البعضِ على قطعِ كلِّ اتصالٍ هاتفيٍّ او اجتماعيٍّ او سياسيٍّ كان ..
اما قاطعو مَسافاتِ الشوقِ نحوَ الامامِ الحسينِ عليه السلام، فرجاؤهم وصلٌ معَ سيدِ الشهداءِ في اربعينيتِه التي تُحييها كربلاءُ المقدسةُ غداً بملايينِ الزائرينَ كأكبرِ تجمعٍ بشريٍّ على مرِّ التاريخ، فيما يعملُ اللبنانيونَ والبقاعيونَ تحديداً لاحياءِ تاريخِ اهلِ البيتِ عليهم السلامُ بالمسيرِ نحوَ مقامِ السيدةِ خولةَ عليها السلام، حيثُ يقيمُ حزبُ الله مجلسِ عزاءٍ مركزياً صبيحةَ الاربعينَ غداً في المقامِ الشريفِ في بعلبك..
المصدر: قناة المنار