فاز رئيس الحكومة الأسبق فرانسوا فيون بالدورة الثانية للانتخابات التمهيدية لليمين والوسط. وخلق فيون المفاجأة في الدورة الأولى بتقدمه على آلان جوبيه بنسبة كبيرة من الأصوات.
يعتبر فرانسوا فيون (62 سنة) من أبرز الشخصيات الفرنسية التي تقلدت مناصب سياسية هامة ومتعددة سواء كنائب في البرلمان أو كوزير في حكومات اليمين وخلق مفاجأة كبيرة في الدورة الأولى من الانتخابات التمهيدية بتقدمه على آلان جوبيه وبقية المتنافسين بنسبة كبيرة من الأصوات.
أصغر نائب في البرلمان الفرنسي (1981)
بدأ فرانسوا فيون مسيرته السياسية كملحق برلماني للنائب عن منطقة سارت (غرب فرنسا) جويل لو تول، صديق والديه. وعندما أصبح هذا الأخير وزيرا للنقل ثم الدفاع، وظف معه فيون كمكلف مهمات. وفي 1981، انتخب الشاب فرانسوا (27 سنة) نائبا في الجمعية الوطنية ليكون أصغر نائب يدخل البرلمان. وفي 1983، فاز في الانتخابات المحلية ببلدة سابلي سور سارت بمنطقة سارت.
وكان فيون من المقربين جدا من وزير الداخلية ورئيس البرلمان السابق فيليب سوغان، أحد أبرز المدافعين عن أفكار الزعيم الفرنسي التاريخي شارل ديغول.
الخطوات الأولى لفيون في النشاط الحكومي (1983)
بدأ فرانسوا فيون مسيرته الحكومية في 1993 حيث شغل منصب وزير التعليم العالي في حكومة إدوار بلادور (1993-1995). وحافظ على منصب في حكومة آلان جوبيه في 1995 عقب فوز جاك شيراك بالرئاسة على حساب مرشح فيون في هذا الاستحقاق (بلادور)، فأصبح وزيرا للتكنولوجيا والبريد والمواصلات.
في 2003، تم تعيين فرانسوا فيون في منصب وزير الشؤون الاجتماعية ثم وزيرا للتربية الوطنية في حكومة جان بيار رفران .
فيون يمنى بأول خسارة انتخابية (2004)
بعد 23 سنة من العمل السياسي الناجح، مني فرانسوا فيون بأول خسارة انتخابية في 2004 عندما فاز “الحزب الاشتراكي” برئاسة المجلس الجهوي لمنطقة بلاد لوار (وسط فرنسا).
وكانت هذه الخسارة بمثابة الضربة القاسية لفيون بحيث أنه أبعد عن حكومة دومينيك دو فيلبان في 2005 نتيجة للمظاهرات التي أثارها مشروعه لإصلاح النظام الدراسي.
وصرح فيون لدى مغادرته الحكومة: “عندما يأتي اليوم الذي سنقيم فيه حصيلة الرئيس جاك شيراك، لن نتذكر من حصيلة الرئيس جاك شيراك سوى الإصلاحات التي قمت بها”. وقال: “حان الوقت لأتفرغ للعمل الحزبي” في حزب “الاتحاد من أجل حركة شعبية” (“الجمهوريون” حاليا) و”التحضير للمواعيد السياسية المقبلة، لا سيما انتخاب نيكولا ساركوزي رئيسا للبلاد في 2007″.
وإثر انتخاب نيكولا ساركوزي رئيسا لفرنسا في مايو/أيار 2007، أصبح فيون رئيسا للحكومة وبات في منصبه لغاية وصول فرانسوا هولاند للرئاسة في 2012.
وكان فيون دائما يدعو إلى تطبيق برنامج اقتصادي يكرس القطيعة مع الماضي، وقال في بداية عهد ساركوزي إن “فرنسا في حالة إفلاس”، ما خلق توترا شديدا في العلاقات بين الرجلين. وهو يقترح في برنامجه إلغاء نصف مليون وظيفة في القطاع العمومي وتمديد ساعات العمل إلى 39 ساعة في الأسبوع ورفع سن التقاعد إلى 69 سنة.
تبخر طموحات فيون السياسية (2012)
وبعد فشل نيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية في 2012 وتبخر أحلام اليمين، قرر فرانسوا فيون المشاركة في الانتخابات التشريعية وانتخب نائبا في الجمعية الوطنية ممثلا عن الدائرة الثانية للعاصمة باريس. كما أنه دخل في منافسة عنيدة مع زميله في الحزب جان فرانسوا كوبيه على زعامة “الاتحاد من أجل حركة شعبية”.
وبعد انتخابات داخلية شاقة شابهتها اتهامات بالتزوير، دخل فيون في عراك سياسي غير مسبوق وهدد بتأسيس حزب سياسي جديد. لكن في نهاية المطاف، استسلم لأمر الواقع مقابل فرض مبدإ تنظيم انتخابات تمهيدية مفتوحة لاختيار مرشح اليمين في 2017.
صعود سياسي قوي ومفاجئ (2016)
في مارس/آذار 2015، أكد فرانسوا فيون في مقابلة مع مجلة فرنسية رسميا مشاركته في الانتخابات التمهيدية لأحزاب اليمين والوسط. وكشف عن برنامجه الاقتصادي الليبرالي مؤكدا أنه يريد إحداث “القطيعة” التامة مع الماضي. وقال فيون:” أنا لن أرتعد…” ويقصد من ذلك بأنه سيتخذ القرارات اللازمة لإصلاح الاقتصاد الفرنسي حتى ولو كانت قاسية وصعبة.
وبدأ فيون حملته الانتخابية بهدوء وبعيدا عن أضواء الإعلام الذي لم يكن يتوقع في البداية أنه سيلعب دورا محوريا في الاستحقاق. وارتكزت استراتيجيته الانتخابية على اللقاءات الميدانية خاصة في الأقاليم الفرنسية والمناطق الريفية وعلى خطاب أساسه “الحقيقة مهما كان الثمن”.
وظل فيون صامتا وهادئا أمام التراشق الكلامي الذي ميز الحملة، ورفض الدخول في حوارات عدائية ليصنع لنفسه صورة الرجل الهادئ والمسؤول، القادر على إدارة شؤون فرنسا.
المصدر: فرانس 24