تتواصل المواقف المستنكرة والداعية الى نبذ الفتنة، وتوقف الاستغلال والتحريض من بعض القوى السياسية في لبنان، لحادث انقلاب شاحنة تابعة للمقاومة في منطقة الكحالة، كانت في طريقها من البقاع الى بيروت، واعتداء عناصر ميليشياوية مسلحة على عناصر الحماية المرافقة للشاحنة وارتقاء الشهيد أحمد علي قصاص.
وحدتنا بالله والوطن ضرورة ومنع الفتنة أعظم
وفي السياق، وجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة للقيادات المسيحية، قال فيها “لأن الفتنة تغلي والشرور فوارة، ولأن حرمة هذا البلد من حرمة أهله وطوائفه وحماته ومشروع دولته وسلمه الأهلي، ولأن البلد مكشوف والأجهزة الدولية تمارس لعبتها الخبيثة وتوقد الإعلام الممسوك وتطبخ الدم والخراب والقطيعة وتدفع نحو انفجار وطني كارثي، ولأن بعض المنصات السياسية تمارس وظيفة الفتنة والإصطفاف خلافاً للقيم الأخلاقية والإنسانية وللمصالح الوطنية، من هنا أخاطب القيادات المسيحية الوطنية والروحية بأنّ هناك من يدفع البلد نحو فتنة مجنونة ويعمل ضد المصالح المسيحية الإسلامية ويريد حرق البلد بمن فيه، ولا يهمه كنيسة أو مسجد، ولا يعتقد بالمسيح ولا بمحمد، ولا وظيفة له إلا الفتنة والدم والقطيعة والمتاريس والخراب”.
وأضاف المفتي قبلان “ولأن تاريخ المقاومة أمن وأمان وحماية سيادة وكيان بعيداً من الداخل اللبناني والمصالح الطائفية، ولأن المقاومة بخطوط إمدادها، ولأن أحمد قصاص واحد من سلسلة الأخوة الذين حموا الكنيسة وفدوها بالنفس والروح والجراح وكانت عينه على فادي بجاني، ودمُه درعه وقلبُه سياجه، والمصاب مصاب وطن والقربان ما كان قلباً لهذا البلد الذي تتشارك عليه خناجر العسس وأبواق الفتن، ولأن كمائن المعلومة نشطة للغاية، ولأن عرابي الفتن يلعبون على المكشوف، ولأن بعض الإعلام جاهز وموظف بدقة، ولأن الجهات الدولية الإقليمية تستثمر بالنار الطائفية، وتعتقد أن الخلاص من لبنان يكمن بخرابه وإشغال مكوّناته بحرب أهلية طويلة، ولذلك وحدتنا بالله والوطن ضرورة، ومنع الفتنة أعظم، وسلمنا الأهلي أوجب الواجبات، وحماية المسيحيين تبدأ بحماية المسلمين والعكس صحيح”.
وأكد المفتي الجعفري الممتاز ان “لبنان بلا مقاومة خراب وفتن ومستنقع مقابر واحتلال، وتاريخ لبنان الماضي دليل مطلق على ذلك، والمقاومة ضمانة وطن لا ضمانة طائفة، والنيل منها نيل من صميم سيادة لبنان، ولا عدو للمقاومة إلا إسرائيل، ولا وظيفة لها إلا حماية الكيان، وأكبر وصايا المسيح الحق والإنصاف والشراكة والمحبة ومنع الفتنة والخراب، والفشل الوطني كارثي، والإنقسام الطائفي زيت على نار، وترك أبواق الفتنة حرق للبنان وتتويج للغرائز”.
اضاف “ولأن مواقد الفتنة السياسية تغلي فلا نتكفّل بتحقيق أمنيات أعداء هذا البلد ولا نخوض بحرقه وخرابه لأن ما يجري من سنوات ليس صدفة، والأجهزة الدولية لها بكل منطقة كوع وبوع، وما نريده حماية شراكتنا ووحدتنا الوطنية وأمن بلدنا وناسنا ومنع فتنة الأوكار وإعلام السفارات وضغائن مرتزقة الدم وباعة الوطن”، لافتا الى ان “هذا يحتاج جهداً كبيراً من القيادات المسيحية والإسلامية، ولا يفصلنا عن خراب لبنان إلا السكوت عن الفتنة وأبواقها. وأساس الأساس وأقدس الأقداس حماية لبنان ومنع فتنة دماء الإخوة، لأن ما يجري له ارتباط مباشر بالمشروع الأميركي الذي يريد تدمير لبنان وتأمين مصالح تل أبيب عن طريق الفتنة، ومن هنا تكريس الخيار الوطني والتلاقي العابر للطوائف الآن ضرورة مطلقة لحماية البلد من الإنزلاق، والقيادات المسيحية والإسلامية معنية بذلك وطنياً وأخلاقياً ودينياً وإنسانياً، والسكوت باللحظة المصيرية حرام”.
مشروع الفتنة المتنقلة لن يجد موطئ قدم
ورأى رئيس لقاء علماء صور ومنطقتها العلامة الشيخ علي ياسين العاملي ان “توجه القوى المذهبية في لبنان الى الاستغلال الطائفي لحادثة شاحنة الكحالة بالامس يعيد الى الاذهان حادثة بوسطة عين الرمانة”، مؤكدا ان “هذا الاستغلال المذهبي جاء من قبل هذه القوى المذهبية التي لا تعيش الا على الفتن والمؤامرات والدم”.
وقال في بيان إن “مشروع الفتنة المتنقلة بين المناطق اللبنانية لن يجد موطئ قدم، وما جرى بالامس من تحريض على المقاومة من الجنوب صباحا حتى الشمال مساء لا يتعدى كونه امرا من السفارة الامريكية والمخابرات الصهيونية لاتباعهما ردا على سعي المقاومة الدائم للتواصل والحضور للحل مؤكدين ان التصريحات المتطرفة التي سمعناها بالامس ضد المقاومة كانت طعنا للقاء الديمان قبل غيره”.
اضاف إن “السلاح الذي يحاول بعض اتباع السفارات اللاوطنيين النيل منه هو السلاح الذي حفظ لبنان بكل مكوناته امام العدوين الصهيوني والتكفيري، وهو السلاح الذي حمى المساجد والكنائس ليس فقط في لبنان فقط بل وفي المنطقة، وهو السلاح الذي يعترف كل عاقل بأن لولاه لم يكن لبنان سوى تاريخ”.
ووجه العلامة ياسين “تحية اجلال واكبار لروح الشهيد القصاص واخوانه الذين نذروا ارواحهم للدفاع عن لبنان بكل مكوناته مؤكدين ان دمه الذي حمى سلاح المقاومة لن يذهب هدرا”. وختم مؤكدا “حكمة قيادة المقاومة في التعاطي مع الجريمة”، ومشددا على “ثقتنا بكل قرار تتخذه”.
لتوقيف المشاركين في الاعتداء على شاحنة المقاومة
لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية دان في بيان، “الإعتداء الذي نفذته مجموعة مسلحة من بعض الميليشيات على شاحنة تابعة للمقاومة، والعناصر المكلفة بحمايتها، على الطريق الدولية في منطقة الكحاله، ما أدى إلى استشهاد المجاهد أحمد القصاص، ومقتل أحد أفراد المجموعة المعتدية نتيجة الرد على مصادر النيران”.
ورأى أن “هذا الإعتداء يقدم خدمة مجانية للعدو الصهيوني، عن قصد أو عن غير قصد، لأنه يستهدف عامل القوة الذي يؤمّن الحماية للبنان وثرواته، ويردع العدو الاسرائيلي عن القيام بأي عدوان عن لبنان، من خلال معادلة الردع التي فرضتها المقاومة، والتي أجبرت العدو على الإعتراف بحق لبنان في ثرواته البحرية”.
واعتبر لقاء الاحزاب ان “الهجوم المسلح الذي نفذته عناصر مجرمة تابعة لبعض الميليشيات المعروفة سابقاً بتعاملها مع العدو الصهيوني، يؤكد أنها ما زالت تعمل وفق أجندة خارجية بعيدة كل البعد عن مصلحة لبنان واستقراره وأمنه، لا سيما وأن التنسيق قائم بين المقاومة والجيش اللبناني الذي يعرف أكثر من غيره أهمية سلاح المقاومة في حماية لبنان من العدوانية الإسرائيلية، كما يدل بوضوح عن وجود نيات مبيّتة لافتعال المشاكل والفتن في الداخل اللبناني، خصوصاً وأن العدو الصهيوني يعيش أسوأ أزماته الداخلية التي تهدد استقراره ووجوده”.
كما دان “الخطاب التحريضي المشبوه الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام المأجورة، والمعروفة الثمن، ضاربة بعرض الحائط المصلحة الوطنية، على حساب مصالحها المالية والطائفية والفئوية”.
وشدد على ان “سلاح المقاومة الذي حقق توازن الردع مع العدو الصهيوني، هو الضمانة لانتشال لبنان من أزماته الإقتصادية والمالية من خلال حماية الغاز والنفط، ولذلك يعتبر أن استهدافه والتآمر عليه يمثل خيانة وطنية كبرى، ينبغي مواجهتها بكل الوسائل المتاحة ومعاقبتها أشد العقاب”.
وعبر البيان عن “أصدق مشاعر المواساة لقيادة المقاومة وأهل الشهيد المجاهد أحمد القصاص”، مطالبا “الأجهزة الأمنية والقضاء بالعمل سريعاً على توقيف المجرمين الذين شاركوا في الإعتداء على شاحنة المقاومة والمجموعة المرافقة لها، لأن الذي حصل خطير جداً وكان يمكن أن يؤدي إلى تفجير الوضع برمّته، لولا حكمة المقاومة وقيادتها”.
لن تكون حادثة الكحالة أداة في يد أحد لجرّ اللبنانيين الى الحرب
وفي السياق، كتب وزير الدفاع السابق يعقوب الصراف عبر حسابه على “اكس”: “لا للفتنة ولا لدعاة الفتنة، لن تكون حادثة الكحالة أداة في يد أحد لجرّ اللبنانيين الى الحرب”، مضيفاً “لن يشتعل حطب الفتنة وليحذر من يوقد النار، القصة ما عاد فيها مزح”، داعيا اللبنانيين الى التحلي بالحكمة والهدوء والجيش للتدخل الصارم حقنا للدماء.
نحن حرصاء على إبعاد شبح الفتنة والمقاومة ليست وحدها
الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، علي يوسف حجازي، كتب عبر حسابه على منصة “أكس”: “هذا التجييش الحاصل من قبل أحزاب ونواب وإصدار مواقف وبيانات بين سطورها مشروع فتنة لن يحجب الحقيقة. وبدل تشكيكهم بدور الجيش اللبناني الجبار في درء الفتنة سؤالنا المنطقي لهم حول من كلّف هؤلاء بمهاجمة الشاحنة والعناصر الموكلين بحمايتها. إذا كانوا يعتقدون أننا لا نملك قدرة الرد على خطابهم التحريضي، فهم واهمون ونحن حريصون على إبعاد شبح الفتنة. المقاومة ليست وحدها ونحن كحلفاء لها معها في السراء والضراء”.
حذارِ الإستمرار في التحريض
بدوره النائب سليم عون كتب على منصة “اكس”: “عند كل حادثة نكتشف أننا جميعنا مصابون وجميعنا خاسرون. لذلك مطلوب من الجميع التهدئة وضبط النفس. التهدئة ليست خنوعاً، بل هي عين العقل. وضبط النفس ليس جبناً، بل هو الشجاعة بعينها. حذارِ الإستمرار في التحريض بكل أنواعه خاصة التحريض المتمادي والمتفلت في بعض الإعلام وعلى وسائل التواصل”.
نؤكد حق المقاومة في نقل السلاح على الأراضي اللبنانية كافة
وأكد رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير “حق المقاومة في نقل السلاح على الاراضي اللبنانية كافة و كما تراه مناسبا لخططها الحربية و ضروراتها الامنية”. وشدد على “حق الشعب اللبناني بمقاومة الاحتلال و الدفاع عن الوطن ، ليس في وجه اسرائيل و حسب، بل ايضا في وجه عملائها في الداخل”.
وتقدم بالتعزية من “قيادة حزب الله وعلى رأسها الأمين العام السيد حسن نصرالله باستشهاد أحد الإخوة المقاومين”. وطالب الجيش بالقبض على مرتكبي “الجريمة البشعة و الفعل الشنيع”.
ما شهدناه بذور فتنة قد تنفجر في أي لحظة
عضو تكتّل الاعتدال الوطني النّائب وليد البعريني دعا الجميع “الى مراجعة سريعة لادائهم وخطابهم، فالشرخ الحاصل في المجتمع اللبناني لا يبشر بالخير، وما شهدناه في الساعات الماضية هو بذور فتنة قد تنفجر في اي لحظة، وتكون قاتلة للبنان واللبنانيين جميعًا من دون استثناء”.
وقال “نكرّر دعوتنا لتحكيم العقل والمنطق وللتحاور من أجل الحلول، فمنطق الاشتباك لن يؤدي الى حل بل سيزيد الوضع تأزمًا ويؤدي الى هدر المزيد من الدماء”، داعيًا الى الاحتكام للمؤسسات. وأضاف “عسانا نتعلم جميعًا من دروس الماضي وعبره، فلا نجرّ لبنان الى مشاريع الحرب بل نتعاون معًا للنهوض بالدولة”.
لمعالجة حادثة الكحالة بسرعة
من جهته، دعا رئيس اللقاء اللتضامني الوطني الشيخ مصطفى ملص قيادة الجيش اللبناني الى “المسارعة في معالجة حادثة الكحالة وتمكين الشاحنة من متابعة مسارها بشكل طبيعي، خصوصاً ان ابواق الفتنة جعلت منها ذريعة لضرب السلم الأهلي ونشر خطاب الكراهية “.
كما دعا أهالي الكحالة الى” التعقل وعدم الانجراف وراء المشاريع الفتنوية بالاضافة الى ضرورة ضمان حرية التنقل على جميع الأراضي اللبنانية”. واعتبر “ان حماسة البعض للنيل من المقاومة يجب ان يتم التصدي لها بحزم وجدية وعلى الجميع الحذر من التصرف بما يخدم العدو الاسرائيلي سواء عن قصد او عن غير قصد”.
اي انهيار أمني سيكون كارثياً للجميع
وكتب النائب ميشال المر عبر منصة”اكس”: “اي انهيار أمني سيكون كارثياً للجميع، ولا أحد يمكنه أن يخرج منه رابحاً… بل سنكون امام المزيد من الضحايا والدماء! وبالتالي، المطلوب اكثر من اي وقت مضى انتخاب رئيس يعيد انتظام المؤسسات ويتواصل مع الجميع ويعالج الملفات الشائكة”.
هل المطلوب العودة الى زمن المحاور؟
واعتبر رئيس تيار صرخة وطن جهاد ذبيان في بيان، أن “ما شهدناه في الكحالة من أحداث مؤسفة على خلفية حادثة سقوط شاحنة تابعة للمقاومة أمر مؤسف ومؤلم، لا سيما وان أحد الذين سقطوا بالأمس، شارك سابقا في التصدي للارهاب التكفيري في معلولا، ودافع عن المقدسات المسيحية هناك، وللاسف تم استهدافه أمام كنيسة الكحالة”.
وقال “إننا اذ نضع مشهد الكحالة الذي أعاد بنا بالذاكرة لبوسطة عين الرمانة برسم القيادات السياسية، لا سيما تلك التي شاركت في الحرب الأهلية، ونسألها هل المطلوب ان يعود بنا الزمن الى أيام المحاور والجبهات والتقسيم، وبالتالي من المستفيد من التحريض ورفع اللافتات ضد احدى الدول والصدام مع الجيش اللبناني، الذي عمل على تطويق الحادثة ومنع حصول أي ردات فعل غير محسوبة النتائج، كما نستغرب ان البعض ومن بينهم نواب حرضوا على المؤسسة العسكرية وانتقدوا ادائها بدل التنويه بدور الجيش وعناصره”.
هل اننا أمام سيناريو الفترة التي سبقت الحرب الأهلية العام 1975؟
من جانبه، اكد رئيس حركة الشعب نجاح واكيم “خطورة الوضع وخطورة ما يدفع إليه لبنان”. وقال في تصريح “طالما حذرنا، بخاصة في الآونة الأخيرة، من أن لبنان يدفع نحو فوضى دموية شاملة، وأن جهات خارجية هي التي تدفع بهذا الاتجاه تساعدها في ذلك جهات إقليمية متعددة، ويساعدها أيضاً غياب الدولة اللبنانية وانهيارها غير قادرة على تحمل مسؤولياتها سواء في مجال الأمن وصون السلم الأهلي أو في أي مجال آخر”.
اضاف “إن الأحداث الأخيرة المتنقلة من القرنة السوداء، إلى مخيم عين الحلوة، إلى الكحالة، وبصرف النظر عمن يتحمل المسؤولية في هذه وتلك، فإن هذه الأحداث تذكرنا بما شهده لبنان من أحداث مماثلة في الفترة التي سبقت الحرب الأهلية في العام 1975 ومهدت لها. فهل إننا اليوم أمام السيناريو عينه”؟
وتابع “نؤكد خطورة الوضع الآن، وخطورة ما يدفع إليه لبنان، لذلك فإن حركة الشعب تهيب بالقوى الوطنية كافة، وبكل الفاعليات التي يمكن أن تساعد في التصدي لمسار الفتنة، أن تتجمع وأن تجعل هدفها الأساسي اليوم هو التصدي لهذه الفتنة. ونهيب أيضاً بالإعلام أن يرتقي إلى مستوى المسؤولية إذ أن الدور الذي يلعبه اليوم وبشكل عام لا يصب في خدمة السلم الأهلي والإستقرار بل على العكس من ذلك فإنه يؤجج العصبيات ويثير الغرائز”.
لا نريد شاحنة الكحالة كبوسطة عين الرمانة
واكدت حركة شباب لبنان انه “لم يجّف بعد حبر البيان الصادر عن رئيس حركة شباب لبنان ايلي صليبا الاول من أمس والذي حذر فيه من مخطط لتدمير ما تبقى من هذا الوطن، حتى أطلت علينا فتنة جديدة في الكحالة فجأة اعادت الى الاذهان بوسطة عين الرمانة لكن هذه المرة المتقاتلين لبنانيين في ما بينهم”.
وقالت في بيان “ان الحركة اذ تهيب بالجميع دون استثناء عدم الانجرار الى الفتنة المخطط لها والمطلوبة كي لا نصبح امام شاحنة الكحالة بعد ٤٨ عاما على بوسطة عين الرمانة، تدعو العقلاء الى المسارعة في وأد الفتنة في مهدها كي لا نرى اقتتالا بين الاخوة اللبنانيين لا يفيد ولا يرضي الا اعداء لبنان المتربصين به شرا، وليس تصريح وزير حرب العدو الاسرائيلي امس الا تأكيد على ذلك”.
نقل السلاح أمر طبيعي والغريب إطلاق المواقف التحريضية على المقاومة
ورأى إمام وخطيب مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني أنَّ نقل السلاح هو أمر طبيعي ضمن عمل المقاومة للحفاظ على جهوزيتها، مستغربًا مسارعة بعض الشخصيات الحزبية والنواب إلى الكحالة وإطلاق المواقف التحريضية على المقاومة. وتوجَّه الشيخ العيلاني بالتحية إلى الجيش اللبناني على الجهود التي بذلها لضبط الوضع.
ثمة من يحضر مسرح الأحداث ويسعى الى فتنة بين اللبنانيين
وعلق النائب ملحم الحجيري في تصريح، على حادثة الكحالة، فقال “الطريق عام، وحادث عرضي حوله الفتنويون إلى حادث يضع البلد على شفى فتنة كبرى. فليس سراً ان المقاومة وفي إطار حقنا في مواجهة العدوانية الصهيونية، تزيد من قدراتها التسلحية ورفع مستوى الجهوزية بشكل دائم، وهو أمر يعرفه العدو قبل الصديق والحليف”.
واعتبر ان “سلاح المقاومة هو سلاح شرف وعز وكرامة، أما سلاحهم فسلاح ميليشيات وغدر وخيانة وعمالة وحروب طائفية ومذهبية. فشتان بين السلاحين”، وقال: “دعوتنا اليوم هي إلى العقل والحكمة والمسؤولية بديلا عن التحريض وإثارة النعرات والعصبيات والتوظيف الطائفي، وما يقلقنا رغم معرفتنا بالحكمة العالية والمسؤولية الوطنية الكبرى التي تتمتع بها قيادة المقاومة لإحباط الفتن وعدم انزلاق البلد الى آتون صراعات، هو انه ليست كل مرة تسلم الجرة، خصوصا ان ثمة من يحضر مسرح الأحداث ويسعى الى فتنة بين اللبنانيين. لا ليس بريئا ما يجرى منذ أيام قبل أحداث عين الحلوة وبعدها”.
حركة التوحيد نددت بحادثة الكحالة
حركة التوحيد الاسلامي نددت في بيان، بـ”الظهور الميليشاوي المسلح في الكحالة، والاعتداء على مقاومين بإطلاق النار عليهم خلال حادث انقلاب إحدى الشاحنات على الطريق الدولية بين بيروت والبقاع، في مشهد غير مبرر ولا يمكن تفسيره إلا في سياق تقديم الخدمات المجانية لإسرائيل وعملائها”.
وقالت “أن يسقط شهيد من رجال المقاومة على أيدي بعض القتلة، مستنكر ومدان ولا يمكن السكوت عنه بخاصة وأن العمل المقاوم وقبل أن تشرّعه الحكومات اللبنانية المتعاقبة حق صرّحت به كلمات السماء، ومع ذلك كله فإن مساعي الشياطين التاريخيين لعرقلة مسير أهل الشرف والجهاد لن تجدي نفعا، فالمعتدون ينتمون لأحزاب مكشوفة، معروفة بالتهجير والإبادة والتقسيم وإنشاء الكانتونات الطائفية”.
وختمت معزية “قيادة المقاومة ورجالها وذوي الشهيد المجاهد أحمد علي قصّاص، الذي سقط برصاص الغدر والحقد وقد قضى مظلوما في درب عشقه وتمنى الشهادة في جنباته دفاعا عن أرضه وشعبه وأمته، فحقق مجده بعقيدة راسخة ومضى إلى ربه بخطى عزيزة ثابتة”.
ما حصل على كوع الكحالة أمر خطير ومشبوه ويخدم العدو الصهيوني
بدوره، استنكر المنسق العام لجبهة العمل الإسلامي في لبنان الشيخ زهير عثمان الجعيد، “الاعتداء اللئيم الآثم والحاقد الذي استهدف شاحنة تابعة للمقاومة إثر انقلابها على كوع الكحالة، ما أدّى إلى ارتقاء الشهيد أحمد علي القصاص بعد أن تم إطلاق النار عليه وعلى إخوانه من قبل الميليشيات المعروفة في المنطقة”.
ورأى أن “ما حصل خطير ومشبوه ويخدم العدو الصهيوني، وأن المواقف التحريضية الخبيثة من قبل العديد من القوى السياسية والأحزاب والنواب وبعض الوزراء وقنوات الإعلام المأجورة لعبت دوراً كبيراً في التجييش الطائفي وحصول ما حصل”.
وقال إن “المعتدين أطلقوا الرصاص وهاجموا الشباب المرافقين للشاحنة وقتلوا الشهيد وهم يعلمون أن هذه الشاحنة هي للمقاومة الإسلامية، ما يعني أنهم كانوا يقومون بأداء دور العدو الإسرائيلي والقيام بمهمته وتقديم الخدمات له”.
وتحدث عن “شرعية المقاومة وهذا ما أكدته كل بيانات الحكومات السابقة وهذه الحكومة والتي تكرس حق المقاومة في مواجهة الاحتلال الصهيوني الغاصبة بكافة الطرق والأساليب، ما يدل بشكل قطعي واضح وقانوني على حق المقاومة في نقل ما تحتاجه من عتاد وأسلحة من منطقة إلى منطقة حسب ما تقتضيه الضرورة الأمنية والضرورات العسكرية، والاعتداء. الذي حصل يعني أن المعتدين قاموا بالاعتداء على قوة وسلاح شرعي ويجب على الأجهزة الأمنية ملاحقة كل من هاجم الشاحنة وحرض وقطع الطريق بتهمة العمالة والخيانة”.
وأضاف “فرق كبير جداً بين المقاومة وحقها في الدفاع عن الأرض والعرض والكرامة، وبين الميليشيات المسلحة التي تحاول إغراق البلد من جديد بنيران الفتنة والتحريض الحاقد المشبوه”.
وأكد أن “حكمة المقاومة ووعي مسؤوليها سيقطعان الطريق على كل المصطادين في الماء العكر، وسيقطعان دابر الفتنة”، مطالبا “القضاء اللبناني والأجهزة المختصة عدم التهاون مع كل المسيئين للمقاومة لأنها عنوان شرف وكرامة لبنان والأمة كلها”.
وعي اللبنانيين وأداء الجيش كفيلان بمنع إنزلاق لبنان الى الفتنة
ورأى مكتب الإعلام المركزي في المؤتمر الشعبي اللبناني أن “الحوادث المتفرقة في عدد من المناطق اللبنانية تستدعي محاصرتها ومعالجة تداعياتها، بالحكمة والتحقيق الشفاف والعدالة وحفظ الأمن والاستقرار، وليس بالخطابات الفتنوية والتأجيج الطائفي والإعلامي”. وقال في بيان: “لبنان في هذه الظروف الدقيقة يحتاج الى مبادرات إطفاء وحل الأزمات، وليس صب الزيت على النار التي إن اندلعت لم يسلم أي طرف من حريقها، وفي كل الأحوال فإن وعي الشعب اللبناني وإصرار الجيش اللبناني على حماية السلم الأهلي ووعي كثير من القوى اللبنانية، كفيل بمنع انزلاق البلد الى ما يريده الأعداء”.
أضاف “إن الأخطار المتزايدة على لبنان تتطلب من كل القوى تغليب المصلحة الوطنية والإسراع في انتخاب رئيس جمهورية وطني وفق خطة انقاذية مستمدة من اتفاق الطائف، وفي هذا المجال نذكّر بما طالب به دائماً رئيس المؤتمر الشعبي الراحل الاخ كمال شاتيلا من ضرورة تشكيل لجنة عربية من جامعة الدول العربية تسهر على تطبيق اتفاق الطائف بكل بنوده وبخاصة الإصلاحية منها.
إن الدستور اللبناني ينصّ على وحدة لبنان أرضاً وشعباً ومؤسسات، وبالتالي أي دعوات لفدرالية مباشرة او مقنّعة تحت شعار اللامركزية المالية او التشريعية، هي مخالفة للدستور وتضرب وحدة لبنان في الصميم.. والحل موجود في اتفاق الطائف الذي نصّ على الانماء المتوازن واللامركزية الإدارية. وفي هذا الإطار نستنكر كل الإعلانات التلفزيونية والمؤتمرات واللقاءات التي تروّج للفدرالية ونطالب بوقفها لمخالفتها الدستور وميثاق العيش المشترك واتفاق الطائف ووحدة لبنان”.
المصدر: موقع المنار - الوكالة الوطنية