أعلنت الصين الجمعة أن الكوارث الطبيعية تسببت في وفاة أو فقدان 147 شخصا في تموز/يوليو بعد الأمطار الغزيرة التي تعد الأقوى منذ بدء تسجيل البيانات قبل 140 عاما والتي شهدها شمال البلاد نهاية الشهر.
وشهدت الصين في الأشهر الأخيرة ظروفا مناخية قصوى، من موجات حر قياسية إلى أمطار قاتلة.
وتعد الأمطار الغزيرة التي هطلت عقب العاصفة دوكسوري التي ضربت البر الرئيسي للصين كإعصار الجمعة الماضي قبل أن تنحرف شمالا، الأشد التي تسجَّل منذ 140 عاما عندما بدأت السجلات.
وقالت وزارة إدارة الأحوال الطارئة إن 142 من حالات الوفاة أو الاختفاء التي سُجلت في تموز/يوليو كانت ناجمة عن فيضانات أو كوارث جيولوجية. أما الوفيات أو حالات الاختفاء الخمس المتبقية فكانت نتيجة كوارث طبيعية أخرى مثل الجفاف.
وعموما، أثرت الفيضانات والكوارث الجيولوجية الأخرى على الأفراد بدرجات متفاوتة أكثر من سبعة ملايين مرة.
وقال بيان الوزارة إن أكثر من 2300 منزل انهار، فيما بلغت الخسائر الاقتصادية المباشرة 15,8 مليار يوان (2,2 مليار دولار). وكانت حصيلة القتلى المعلنة في السابق جراء الفيضانات في بكين والمقاطعات المحيطة بها 20 شخصا على الأقل وفق محطة “سي سي تي في” التلفزيونية العامة.
في تلك المنطقة، اجتاحت الأمطار الضواحي والمناطق الريفية، مخلّفة أنقاضا موحلة.
وأظهرت صور جوية التقطتها وكالة فرانس برس فوق مقاطعة خوباي المجاورة لبكين، شوارع تسوق استحالات أنهارا من المياه البنية، فيما أظهرت صور أخرى أراضيَ زراعية في المناطق المحيطة مغمورة تماما ومياه الفيضانات ممتدة على مسافة أميال.
وشاهد صحافيون عمال إنقاذ يستخدمون قوارب لنقل الطعام والخبز ومياه الشرب للسكان الذين لا يستطيعون ترك منازلهم المغمورة بالمياه أو لا يريدون ذلك.
وتحرّكت العاصفة دوكسوري شمالا فوق الصين بعدما ضربت مقاطعة فوجيان الجنوبية الأسبوع الماضي آتية من الفيليبين. وبدأت أمطار غزيرة تهطل على العاصمة التي لا تشهد عادة كميات كبيرة من المتساقطات، والمناطق المحيطة بها السبت الماضي.
وناهزت كمية المتساقطات خلال 40 ساعة فقط معدّلها لكامل تموز/يوليو. وغمرت المياه مساحات شاسعة من ضواحي بكين والمناطق المحيطة بها.
ورفعت السلطات في العاصمة حالة التأهب القصوى للفيضانات صباح الأربعاء “بعدما انخفض تدفق المياه في الأنهار الرئيسية إلى ما دون عتبة الخطر”، وفق ما أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).
ويعتبر بعض العلماء أن الظروف المناخية القصوى التي شهدتها الصين والحرارة القياسية التي سجّلتها هذا الصيف تعود إلى التغيير المناخي.
وقال ما جون، مدير منظمة “إنستيتيوت أوف بابليك أند إنفايرومانتل أفيرز” غير الحكومية التي تتخذ في بكين مقرا، إنه فيما يتسبب الإعصار في هطول الأمطار، يتسبب أيضا ارتفاع درجات حرارة المحيطات الناجم عن تغير المناخ في الظروف المناخية القصوى.
وأوضح “تشهد الصين موجات حر شديدة غير مسبوقة منذ العام الماضي… هذا العام، سجلت درجات حرارة عالية قياسية في شمال الصين”. وأضاف “ترتبط موجات الحر هذه بالاحترار العالمي، وهذا ما يميل معظم علماء المناخ حول العالم إلى الاتفاق عليه”.
ومع تراجع هطول الأمطار، انتقل التركيز إلى عمليات الإغاثة مع إرسال مئات المنقذين من الصليب الأحمر الصيني إلى المناطق المتضررة بشدة لإزالة الأنقاض والمساعدة في إجلاء الضحايا، وفق ما أوردت “شينخوا”.
المصدر: أ ف ب