الشيخ دعموش: هذا النوع من عمليات الجيش الى جانب ما تقوم به المقاومة هو الذي يحمي لبنان – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الشيخ دعموش: هذا النوع من عمليات الجيش الى جانب ما تقوم به المقاومة هو الذي يحمي لبنان

الشيخ دعموش: مشيداً بالعملية النوعية للجيش في عرسال: هذا النوع من العمليات الى جانب ما تقوم به المقاومة في سوريا هو الذي يحمي لبنان.
الشيخ دعموش: مشيداً بالعملية النوعية للجيش في عرسال: هذا النوع من العمليات الى جانب ما تقوم به المقاومة في سوريا هو الذي يحمي لبنان.

أشاد سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة بالعملية النوعية التي قام بها الجيش اللبناني صباح اليوم في جرود عرسال معتبراً أن هذا النوع من العمليات العسكرية والأمنية النوعية التي يقوم بها الجيش اللبناني على الحدود الى جانب ما تقوم به المقاومة الاسلامية في مواجهة الارهاب التكفيري في سوريا هو الذي يحمي لبنان.

وتطرق الى التفجير الإرهابي الذي وقع بالأمس في الحلة والذي أودى بعشرات الضحايا الأبرياء من زوار أبي عبد الله الحسين(ع) مشددا على أن داعش وبقية الجماعات التكفيرية الإرهابية باتوا يتعاطون بروح الانتقام نتيجة هزائمهم في العراق وسوريا واليمن, فيقتلون الابرياء والزوار ولا يوفرون طفلاً صغيراً ولا شيخاً كبيراً, وأن جرائمهم المتواصلة التي يرتكبونها في أكثر من بلد ومنطقة من العالم دون تمييز بين أحد من الناس، تؤكد أن هذا التنظيم موغل في سفك دماء الأبرياء من دون وازع من ضمير أو وجدان أو دين أو أخلاق.

ورأى أن الإرهابيين يستهدفون الزوار والمقدسات، بهدف تفجير الصراعات وخلق النزاعات الطائفية والمذهبية خدمةً لأسيادهم وللقوى التي تدعمهم وتدافع عنهم وترعاهم وتمدهم بالمال والسلاح.
هؤلاء ينفّذون سياسات انتقامية لقوى دولية وإقليمية هزمتها إرادة الشعوب في هذه المنطقة التي صمدت في مواجهة هذه الجماعات ومنعتها من التمدد وتحقيق مشروعها وأهدافها.

وقال إن الجرائم المتواصلة لهؤلاء الإرهابيين تدعو الجميع مجدداً الى ضرورة الوقوف في مواجهتهم والعمل على محاربتهم وبذل المزيد من الجهود للقضاء عليهم واجتثاثهم واستئصالهم من الجذور, ومنعهم من تحقيق أهدافهم، وتحطيم آمال أسيادهم، بما يحفظ الأمن والاستقرار في هذه المنطقة.

نص الخطبة
يقول الله تعالى في كتابه المجيد مخاطباً نبيّه محمد(ص):{إنك ميّت وإنهم ميتون{، ويقول تعالى: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين}.

في اليوم الثامن والعشرين من شهر صفر نلتقي بذكرى شهادة رسول الله محمد بن عبد الله (ص)، ولا بدّ لنا أمام هذا الحدث الأليم الجلل، الذي انقطعت بحصوله الصلة بين السماء والأرض، حيث توقّف الوحي عند وفاة النبي(ص)، وارتفع أحد الأمانين من الأرض, حيث إن رسول الله(ص) كان أماناً لأهل الأرض فارتفع بوفاته(ص) وبقي الأمان الآخر وهو الإستغفار كما جاء في الحديث عن علي(ع).. لا بد أمام هذا الحدث الجلل أن نتعرّف على آخر لحظات حياة النبي(ص) كما ذكرها المؤرخون.

فقد اشتد المرض بالنبي (ص) في شهر صفر من السنة الحادية عشرة للهجرة, فمكث (ص) ثلاثةَ أيام موعوكاً في منزله، ثم خرج إلى المسجد معصوبَ الرأس معتمداً على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وعلى الفضل بنِ العباس، حتى صعد المنبر فجلس عليه ثم قال: معاشر الناس، قد حان مني خُفُوفٌ من بين أظهركم – أي يبدو أن أجلي قد اقترب وأني مغادرُكم – فمن كان له عندي عِدَةٌ فليأتني أعطه إياها، ومن كان له عليَّ دينٌ فليخبرنِي به، معاشر الناس، ليس بين الله وبين أحد شيءٌ يعطيه به خيراً أو يصرفُ عنه شراً إلا العمل”.

وفي رواية أخرى أنه قال (ص): ومن كنتُ أخذتُ له مالاً فهذا مالي فليأخذ منه, ولا يقل رجلٌ إني أخاف الشحناءَ من رسول الله, ألاَ وإن الشحناء ليست من طبيعتي ولا من شأني، ألاَ وإن أحبكم إليَّ من أخذ مني حقاً إن كان له”.

ثم قال: “معاشر الناس، ليس بين الله وبين أحد شيء يعطيه به خيراً أو يصرف عنه به شراً إلا العمل ـ ليست هناك أية امتيازات لأي شخص، فلا نسب ولاحسب ولامال ولا موقع اجتماعي أو اقتصادي او سياسي يمكن ان يحمي الانسان يوم القيامة ـ أيها الناس، لا يدّعِ مدعٍ ولا يتمنى متمنٍ، والذي بعثني بالحق نبياً، لا ينجي إلا عمل مع رحمة ـ أي لا ينجي من العذاب يوم القيامة إلا العمل والرحمة والمغفرة ـ ولو عصيت لهويت، اللهم هل بلّغت”.

ومن هذه الرواية نفهمُ عظمةَ الرسول (ص) في هذا التواضع النبوي الذي يقف فيه أمام الناس كلِهِمْ ليطلب منهم أن يطالبوه بما لهم عليه من حق لو كان لهم حق، حتى يُعلِّمَ المسلمين من بعده سواء كانوا قادةً أو أشخاصاً عاديين أن لا يتهاونوا في حقوق الآخرين، فإن على القادة أن لا يتكبروا على الناس من خلال موقعهم بحيث يمتنعون عن دعوة الناس ليطالبوهم بحقوقهم أو يمتنعون عن أداء حقوق الناس عندما يطالبون بحقوقهم المشروعة، وعلى الرعية أن يتحركوا ليطالبوا قيادتَهم بما لهم عليهم من حقوق، وأن لا يكون الموقع مانعاً لصاحب الحق من أن يطالب بحقه، وأن لا يكون الموقعُ مانعاً لمن عليه الحقُّ أن يعطي للناس ما لهم عليه من حق.

هذا هو الدرس الذي نستفيده من هذه الوصية وهذه الكلمات, وهناك لفتاتُ أخرى في هذه الوصية:

منها: إن على الإنسان أن يعمل على أن لا يخرجَ من الدنيا إلا وهو مُحللٌ من حقوق الناس، وإن عليه أن يؤدّيَ للناس حقوقهمُ التي عليه في حياته قبل أن يأتيَه الموت، وهذا ما عبَّر عنه أميرُ المؤمنين علي (ع) في حديث له يقول فيه: (كن وصيَّ نفسِك فاعمل في مالك ما تُؤثِرُ أن يُعملَ فيه من بعدك).

فاذا كنت تحب أن يتصرف الوصي بمالك بعد موتك بطريقة يُبرء فيها ذمتك من خلال دفعه للحقوق التي عليك للآخرين, فإن عليك أن تكون وصي نفسك قبل موتك فتتصرف في مالك كما تحب أن يتصرف الوصي فيه بعد موتك.

ومنها : أن لا يتعقد الإنسانُ الكبيرُ الذي يملك موقعاً اجتماعياً مميزاً، ولا يحمل العداوة والبغضاءَ والشحناءَ للإنسان الذي ينبهه إلى خطأ أو يطالبُهُ بحقه, فالرسول بعظمته يقول: (ولا يقولن أحد إني أخاف العداوة والشحناء من رسول الله فإنهما ليستا من طبيعتي ولا من شأني).

ومنها: أن العلاقة بين الله وبين الناس هي علاقة العمل، فالذي يربط الإنسان بربه ويقوي علاقته به هو العمل والطاعة والإستجابة لأوامر الله, والذي يعصي الله ليس له أيّ امتياز، ولا يمكن لأحد أن يدافع عنه أو يحميه او ينصره من غضب الله وسخطه.. لا نسب ولا موقع ولا مال ولا قرابة

ولا أهل ولا عشيرة ولا عائلة ولا حزب ولا جماعة.. فالاسلام يلغي كل الامتيازات والعناوين والأنساب، وهذا ما لا بدّ لنا أن نقف عنده لنتدبّر فيه، ولنعرف كيف نطيع الله تعالى ونعمل لنحصل من خلال العمل على الجنة والقرب من الله, صحيح أن هناك شفاعة، ولكن الشفاعة مشروطة بالعمل والطاعة، وهذا ما عبّر عنه رسول الله (ص): “لا ينجي إلا عمل مع رحمة”.

ومما يؤكد هذا المعنى ما ينقل من أن النبي (ص) عندما كان في مرضه الذي توفي فيه كان إلى جانبه عمه العباس بن عبد المطلب، وعمته صفية بنت عبد المطلب، وابنته فاطمة الزهراء(ع)، فالتفت إلى كل واحد منهم وقال: “يا عباس بن عبد المطلب، يا عم رسول الله، اعمل لما عند الله فإني لا أغني عنك من الله شيئاً، يا صفية بنت عبد المطلب، يا عمّة رسول الله، اعملي لما عند الله فإني لا أغني عنك من الله شيئاً، يا فاطمة بنت محمد، يا بنت رسول الله، اعملي لما عند الله، فإني لا أغني عنك من الله شيئا”.

وقد استوحى عليّ (ع) من هذه الرواية ما جاء عنه: “إن وليّ محمد من أطاع الله وإن بعدت لحمته ـ أي علاقته النسبية بالنبي (ص) ـ وإن عدوّ محمد من عصى الله وإن قربت قرابته”.

فالإنتساب الى رسول الله(ص) والإنتماء اليه والقرب منه لا يقرب الناس من رسول الله طالما هم يعصون الله, بينما من يطع الله فإنه قريب من محمد وإن لم ينتمي اليه بالنسب والقرابة.
بل إن الانتساب إلى رسول الله يحمّل الإنسان مسؤولية أكبر، ولذلك ورد في بعض الأحاديث أن شخصاً رأى عليّ بن الحسين (ع) وهو في حالة شديدة جداً من البكاء بين يدي الله، فقال له: يابن رسول الله، ما هذا البكاء، إن جدّك رسول الله وجدك عليّ وأمك الزهراء وأبوك الحسين وعمك الحسن، فقال له: “دع عني ذكر أبي

وأمي وجدي، خلق الله الجنة لمن أطاعه ولو كان عبداً حبشياً، وخلق النار لمن عصاه ولو كان سيداً قرشياً”.

لقد رحل رسول الله وترك لإسلام أمانة بين أيدينا وفي أعناقنا, ومعنى أن يكون أمانة ، أن نحفظه في أنفسنا بأن نتعلّم الإسلام ونتثقف به حتى نكون أكثر وعياً له، وأن نلتزم به في حياتنا فنطبِّقه ونجسده في مختلف جوانب حياتنا، وأن نربي أولادنا وأبنائنا عليه ليكون الجيل الجديد جيلاً ملتزماً بالإسلام.

علينا أن نتعلم عقيدة الإسلام ومنهجه وشريعته، ليتحوّل كل منّا إلى داعية إلى الإسلام, الى مبلغ يبلغ الاسلام ويدعواالناس اليه والى الإلتزام به, وهذه المسؤولية ليست مسؤولية النخب والمثقفين وعلماء الدين فقط ، بل هي وظيفة كل مؤمن وكل مسلم. كل مؤمن ومؤمنة يعرف شيئاً من الإسلام ومن أمور دينه عليه أن يعلمه للآخرين, وأن يدعوا الناس الى الإلتزام به.

علينا أن نكون الدعاة الى الله ليس بأقوالنا وكلماتنا فقط, بل بأفعالنا وتصرفاتنا وأخلاقنا وسلوكنا وطريقة تعاملنا مع الآخرين, كما قال الإمام الصادق(ع) (كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم ).

هكذا كان رسول الله(ص( داعياً الى الله بأخلاقه وسلوكه وطريقة تعامله مع الآخرين ولهذا هناك الكثيرون ممن دخلوا الإسلام إنما دخلوا فيه بعدما وجدوا رسول الله(ص) على ذلك الخلق العظيم( وإنك لعلى خلق عظيم) لأن الدعوة بالعمل والسلوك أبلغ من الدعوة بالقول, والأخلاق أشد تأثيراً في القلوب والعقول من الكلمات .

ولذلك علينا ان نقدم النموذج الصحيح عن الاسلام بأقوالنا وأفعالنا وأخلاقنا, أن نقدمه بصورته المشرقة لا كما يقدمه بعض أدعياء الاسلام كداعش وبقية الجماعات الظلامية التكفيرية الإرهابية الذين لا يراعون لأحد حرمة ولا ذمة.

اليوم أدعياء الاسلام كداعش وأخواتها باتوا يتعاطون بروح الانتقام نتيجة هزائمهم في العراق وسوريا واليمن, فيقتلون الأبرياء والزوار ولا يوفرون طفلاً صغيراً ولا شيخاً كبيراً, كما فعلوا بتفجير الأمس في الحلة والذي أودى بعشرات الضحايا الأبرياء من زوار أبي عبد الله الحسين(ع)
إن الجرائم المتواصلة التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي في اكثر من بلد ومنطقة من العالم دون تمييز بين أحد من الناس، تؤكد أن هذا التنظيم موغل في سفك دماء الأبرياء من دون وازع من ضمير أو وجدان أو دين أو أخلاق.

الإرهابيون يستهدفون الزوار والمقدسات، بهدف تفجير الصراعات وخلق النزاعات الطائفية والمذهبية خدمةً لأسيادهم وللقوى التي تدعمهم وتدافع عنهم وترعاهم وتمدهم بالمال والسلاح.

هؤلاء ينفّذون سياسات انتقامية لقوى دولية وإقليمية هزمتها إرادة الشعوب في هذه المنطقة التي صمدت في مواجهة هذه الجماعات ومنعتها من التمدد وتحقيق مشروعها وأهدافها.

إن الجرائم المتواصلة لهؤلاء الإرهابيين تدعو الجميع مجدداً الى ضرورة الوقوف في مواجهتهم والعمل على محاربتهم وبذل المزيد من الجهود للقضاء عليهم

واجتثاثهم واستئصالهم من الجذور, ومنعهم من تحقيق أهدافهم، وتحطيم آمال أسيادهم، بما يحفظ الأمن والاستقرار في هذه المنطقة.

وفي هذا السياق نشيد بالعملية النوعية التي قام بها الجيش اللبناني صباح هذا اليوم في جرود عرسال والتي أدت الى أسر أمير داعش في هذه المنطقة مع مجموعة من الارهابيين, ونؤكد أن هذا النوع من العمليات العسكرية والأمنية النوعية التي يقوم بها الجيش اللبناني على الحدود الى جانب ما تقوم به المقاومة الاسلامية في مواجهة الارهاب التكفيري في سوريا هو الذي يحمي لبنان.

المصدر: خاص

البث المباشر