دونَ اعلانٍ مسبق ، حطَّ رئيسُ الوزراءِ العراقيُ محمد شياع السوداني في العاصمةِ السوريةِ دمشقَ في زيارةٍ لساعاتٍ بحثَ خلالَها جميعَ الملفاتِ التي تعني البلدينِ من سياسيةٍ واقتصاديةٍ وأمنية ، الرئيسُ الاسد حيا الاشقاءَ في العراقِ على وقفتِهم معَ اخوانِهم في سوريا خلالَ الازماتِ التي عَصفت بها في السنواتِ الاخيرةِ من حربٍ عسكريةٍ وحصارٍ اقتصادي ، وزلزالٍ مدمر، فردَّ رئيسُ الوزراءِ العراقيُ التحيةَ مؤكداً على استراتيجيةِ العلاقةِ بينَ البلدينِ الجارين. تمت الزيارةُ هكذا وبكلِّ بساطة ، ولم يَستغرق الامرُ اسابيعَ وشهوراً وربما سنينَ من الاخذِ والردِّ والجدلِ والاعتراضِ والاعتذارِ كما هي الحالُ في لبنان.
فالدولُ العربيةُ من الاقربينَ والابعدينَ تعودُ الى سوريا ، أما لبنانُ فما زالَ في حالةِ الانتظارِ المميت ، فماذا يَنتظر؟ اتوافقاً داخلياً أم ضوءاً أخضرَ خارجيا؟ الا أنَ السؤالَ الاكثرَ الحاحاً أينَ المصلحةُ الوطنيةُ معَ وجودِ ملفاتٍ لا تَحتملُ التأجيلَ وفي مقدِّمتِها أزمةُ النازحينَ التي سبَقَنا اليها البرلمانُ الاوروبيُ بقرارٍ اطاحَ بما تبقى من سيادةٍ مفقودةٍ ايضاً في الملفِ الرئاسي. لا جديدَ داخلياً والتنافرُ على حالِه بينَ الافرقاءِ المعنيين ، والانظارُ تتجهُ مجدداً الى الخارجِ معَ الحديثِ عن توجهِ لاعبينَ خارجيينَ الى الدوحة للمشاركةِ في الاجتماعِ الخماسيِّ حولَ لبنانَ حيثُ كانَ الدولارُ بالامسِ يمرُّ في نوبةِ جنونٍ قبلَ أن يعودَ الى الاستقرارِ النسبي.
لا استقرارَ في كيانِ الاحتلالِ معَ خروجِ التظاهراتِ الحاشدةِ للسبتِ الثامنِ والعشرينَ على التوالي ضدَّ نتانياهو الذي اُدخلَ الى المستشفى على عجل، وخرجَ مزوَّداً بجهازٍ لمراقبةِ دقاتِ القلب. فهل هي ضربةُ شمسٍ كما زعَم، أم ضربةٌ على الراسِ من كثرةِ الخيباتِ التي تُطوِّقُهُ سواءٌ داخلَ الكيانِ أو في الضفةِ المقاوِمةِ حيثُ اطلقَ فلسطينيٌ رصاصَه عندَ حاجزٍ جنوبَ بيتَ لحم موقعاً عدةَ اصاباتٍ في صفوفِ الاحتلال.
المصدر: قناة المنار