أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في ما يخص موضوع تأليف الحكومة اللبنانية “المهمة ليست سهلة، ولكن الأمل كبير بأن الإرادات الطيبة والنيات الصادقة ستشكل دافعاً مهما لتخطي التباينات والوصول إلى حلحلة العقد من أمام تأليف الحكومة”، لافتاً الى أن “ظروف البلاد وأوضاع الناس لم تعد تسمح بالمزيد من المناورات وشد الحبال من أجل حصة لهذا وحصة لذاك”.
وفي خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين (ع) في برج البراجنة، قال قبلان إن “اللبنانيين جميعاً يعيشون القلق ويتطلعون إلى الفرصة السانحة التي تخرجهم مما هم فيه من مآزق تطوقهم، وخصوصاً المأزق الاجتماعي والمعيشي الذي يرخي بكل أثقاله وتداعياته، دون أن نجد من يتنبه له من المسؤولين الذين هم في واد والمواطن في واد آخر”، متسائلاً “إلى متى الاستمرار بهذه الخلافات وبهذه التجاذبات وبهذه الذهنية التخريبية للدولة ومؤسساتها؟ لماذا تقوم الدنيا ولا تقعد عند كل استحقاق وطني؟ ألا يوجد دستور؟ لماذا لا يطبق؟ لماذا لا يحترم؟ لماذا لا يلتزم الجميع بما ورد في وثيقة الوفاق الوطني، أم أن المعنيين مصرون على اعتبار الدولة مزرعة والاستقلال محطة عابرة، والناس أرقام في صناديق الاقتراع يتحكم بهم قانون انتخابي جائر وظالم لا يمكن أن يكون في أي حال من الأحوال مدخلاً صالحاً لإنتاج سلطة تليق بقيام دولة تكون قادرة على تأكيد وطن وخدمة الناس ومحاكاة همومهم”.
وفي موازاة ذلك، دعا قبلان الى “الدخول معا في ورشة وطنية جامعة قادرة على صياغة قانون انتخابي على أساس النسبية يؤمن عدالة التمثيل ويسقط الهيمنة وقوة التحكم بمفاصل المؤسسات”. من جهة ثانية، أشاد قبلان “بالعملية العسكرية النوعية التي نفذها الجيش اللبناني في جرود عرسال ضد عصابات التكفير والإرهاب”، مشيراً الى أنها “تأكيداً إضافياً على أن هذا الجيش كان وسيبقى خشبة الخلاص”. كما جدد “الدعوة إلى دعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته العسكرية وتوفية كل المستلزمات التي تمكنه من القيام بمسؤولياته وتأدية واجباته الوطنية في الدفاع عن لبنان وصون سيادته واستقلاله”.