أظهر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي ضيف الشرف في العيد الوطني، الجمعة، “العلاقة الاستراتيجية الخاصّة” بينهما ورغبتهما في تعزيز شراكتهما، بعد حضورهما معاً العرض العسكري التقليدي في 14 تموز/يوليو.
وقال ماكرون في خطاب مشترك قبل عشاء في متحف اللوفر، “سنواصل تعزيز علاقة الثقة التاريخية بين بلدينا” اللذين يحتفلان بالذكرى الخامسة والعشرين لشراكتهما الاستراتيجية هذه السنة.
من جهته، قال مودي الذي مُنح في وقت سابق وسام جوقة الشرف من رتبة الصليب الأكبر وهو أعلى وسام في فرنسا، “نعتبر فرنسا شريكاً طبيعياً… لقد وضعنا خارطة طريق للسنوات الـ25 المقبلة”. وأضاف أنّ “تعزيز علاقاتنا الاقتصادية هو أولويتنا المشتركة”، مشيراً خصوصاً إلى التعاون على المستوى الدفاعي.
والخميس، أعلنت الهند التي كانت قد طلبت 36 طائرة من طراز رافال لقواتها الجوية، أنّها تريد أيضاً شراء 26 طائرة من طراز رافال بحرية لتجهيز حاملة طائراتها، بالإضافة إلى ثلاث غواصات من طراز سكوربين.
وكشف البلدان أيضا عن عدة اتفاقات تعاون في المجال الفضائي بينها وضع نظام مشترك للمراقبة البحرية عبر الاقمار الاصطناعية وإطلاق بناء قمر صناعي فرنسي-هندي يعمل بالأشعة تحت الحمراء TRISHNA.
من جهة أخرى، قال الرئيس الفرنسي إنّه في ما يتعلّق بحماية البيئة، يجب أن يتجاوز التحالف الدولي للطاقة الشمسية “الهدف الأولي المتمثل في تركيب ألف جيغاوات بحلول العام 2030”. وأضاف “سنكون قادرين على المضي أبعد من ذلك مع شركائنا الدوليين”. وهذا التحالف هو مبادرة مشتركة بين فرنسا والهند تمّ إطلاقها خلال قمة المناخ COP 21 لصالح دعم الطاقة الشمسية.
أمّا على المستوى الدولي، فقد قال ماكرون “نتقاسم القلق المشترك من خطر تفكّك المجتمع الدولي” في ضوء الحرب في أوكرانيا، مضيفاً أنّ “لدينا الهدف نفسه المتمثل في السعي لتحقيق سلام دائم والرد على هذه الحرب العدوانية على البلدان الأكثر ضعفاً، خصوصاً من حيث الأمن الغذائي والقدرة على التمويل”.
وفي السياق ذاته، أشار مودي إلى أنّ “الهند مستعدّة للمساهمة في استعادة السلام الدائم”، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه بلاده اتّباع التعددّية في علاقاتها الخارجية، كما تواصل التعاون مع روسيا على الرغم من قطع الغرب علاقاته معها منذ غزو أوكرانيا.
أخيراً، ناقش الرئيسان تعاونهما في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث تسعى فرنسا إلى أن تكون قوة وازنة.
وانتقد اليسار الفرنسي هذه الزيارة التي “تسلط الضوء على مستبد فاشي”، بحسب زعيم الحزب الاشتراكي أوليفييه فور. وندّد زعيم حزب “فرنسا الأبية” جان لوك ميلانشون باتفاق بين زعيمين “كلاهما موسوم بالعنف الاستبدادي”.
وانتقدت احزاب البيئة هذه الزيارة. وقالت في بيان إنه منذ وصول حزب مودي الى السلطة في 2014 “لم تتوقف الهند عن تسجيل تراجع في معركتها ضد الفقر والتفاوت الاجتماعي وكذلك في مجال حقوق الانسان والحريات الأساسية”. وحضر ماكرون ومودي صباح الجمعة العرض التقليدي الذي يُقام كلّ عام في 14 تموز/يوليو في شارع الشانزليزيه.
بعد عرض موسيقي شاركت فيه 12 دولة ساعدت فرنسا خلال عقد اثناء تدخلها العسكري في منطقة الساحل، نفذت تسع طائرات ألفاجت عرضًا جويًا في سماء باريس رسمت خلاله العلم الفرنسي بالازرق والابيض والاحمر. ثم افتتح العرض 240 عنصرا من القوات المسلحة الهندية وضع بعضهم عمامات على رؤوسهم.
وفي وقت سابق وفي ساحة الكونكورد تم الاحتفال بروح المقاومة من خلال إحياء ذكرى 1943 وهو العام الذي تم فيه إنشاء وسام المقاومة الفرنسية، والمجلس الوطني للمقاومة ووفاة بطل المقاومة جان مولان.
شارك في العرض هذه السنة 6500 جندي وأكثر من 60 طائرة بينها طائرات اجنبية و28 مروحية و157 آلية و62 دراجة نارية برفقة 200 من خيول الحرس الجمهوري في الشانزليزيه.
وانتهى العرض عند الظهر بعزف النشيد الوطني. ثم تحدث ماكرون مطولاً مع عائلات الجنود، قبل أن يقوم بجولة إلى أسفل أشهر جادة في العالم. ونُظم العرض العسكري وسط إجراءات أمنية مشددة. وفي نهاية شهر حزيران/يونيو، أدّى مقتل شاب على يد شرطي إلى عدّة ليالٍ من أعمال الشغب وإلحاق أضرار جسيمة.
ونشرت الحكومة تعزيزات في محاولة لاحتواء أي احداث طارئة قد تجري خلال الاحتفالات، وحشدت من مساء الخميس حتى مساء السبت حوالى 45 ألف شرطي ودركي ووحدات من النخبة ومدرعات. وأكد وزير الداخلية جيرالد دارمانان أنّ ليل الخميس الجمعة كان “هادئاً نسبياً بشكل عام”.
المصدر: أ ف ب