بعنوان “انتهاء شهر العسل بالنسبة للأمير السعودي مع بدء جولة الإصلاحات القاسية في البلاد”، كتب سايمون كير مقالة في صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية، ركّز فيها على أزمة البطالة في السعودية، بعدما التقى مهندسًا يعمل كسائق أجرة بعدما فقد الامل من إيجاد وظيفة مناسبة في السعودية.
وينقل الكاتب عن لسان السائق السعودي أحمد، الذي درس الهندسة الميكانيكية في الولايات المتحدة وأمضى سنوات عديدة في التدريب، إنَّه لم يجد عملًا لدى عودته للسعودية، واضطر للعمل كسائق أجرة غير قانوني في المطار، وهو في حالة من الخوف الدائم من اكتشاف الشرطة أمره واعتقاله وفرض غرامة مالية عليه، مضيفًا-أي أحمد- أن “الوضع الاقتصادي في البلاد سيء، فليس هناك أي وظائف، جميع أصدقائي يلعنون الحكومة”.
وأشار المقال – نقلًا عن أحد السعوديين العاملين في القطاع العام – إلى أنَّ ثقة رجال الأعمال بالحكومة تزعزعت بعد عجز الأخيرة عن دفع الفواتير المالية المتوجبة عليها، واقتطاع الكثير من الامتيازات لموظفي القطاع العام، فضلًا عن أنَّ التدخُّل السعودي في اليمن كان باهظًا جدًا أودى بالمال والرجال.
وذكر الموظف السعودي أنَّ “العصر الذهبي” ولّى بالفعل، وفيما أشار إلى أنَّه لم يسمع أية أخبار جيدة من الحكومة الحالية، أوضح أنَّها تركِّز فقط على الوضع الاقتصادي والحرب في اليمن.
وتابع كاتب المقال قائلاً “هناك حالة من التململ من الوضع الاقتصادي المتردي في السعودية، الأمر الذي يضيف مزيدًا من الضغط على ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يحاول من خلال رؤية 2030 إنهاء اعتماد السعوديين على النفط وتطوير القطاع الخاص لخلق فرص عمل للشباب السعودي، ورغم إدراك السعوديين أهمية هذه الرؤية إلا أنَّ تأثير انخفاض سعر النفط عالمياً كان له آثاره السلبية على الاقتصاد في البلاد”.
أما ناصر، وهو مُدرّس سعودي، فيقول في لقاء مع كاتب المقال إنَّ راتبه الشهري انخفض 7%، وأصبح يتقاضى 1400 دولار شهريًّا، وهذا جراء الاقتطاعات المالية التي طبقت على الموظفين في القطاع العام لتوفير 27 مليار دولار.
كما أوضح الكاتب أنَّ هناك تقارير تفيد بأنَّ محمد بن سلمان دفع نحو 500 مليون يورو لشراء يخت، الأمر الذي أثار استهجان الكثيرين، مختتما مقاله بالقول إن “العديد من الأثرياء السعوديين نقلوا مليارات الدولارات خارج السعودية بعد مخاوف من الأوضاع الاقتصادية في البلاد”.
المصدر: مواقع وصحف