حذرت الأمم المتحدة من أن السودان على حافة حرب أهلية شاملة قد تزعزع استقرار المنطقة برمتها، في وقتٍ تسعى مصر للملمة الأوضاع عبر استضافتها مؤتمر “قمة دول جوار السودان” الأاسبوع المقبل، لبحث سُبل إنهاء الصراع.
أربعة أشهر من المعارك المحتدمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والحال على ما هو عليه.. عدد القتلى فاق الثلاثة آلاف قتيل ومئات آلاف الجرحى، بالإضافة الى مليونين وثمانمئة نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، وسط أوضاعٍ متهالكة في القطاعات الخدماتية والحيوية والمعيشية، أبرزها انهيار شبه حتمي للقطاع الطبي.
وفي وقتٍ لم تنفع الهدن التي أعلنت ولا محاولات جمع أطراف النزاع لتهدئة الاوضاع، أعلنت مصر استضافتها “مؤتمر قمة دول جوار السودان” في الثالث عشر من يوليو/ تموز الجاري، لبحث سبل إنهاء الصراع الحالي والتداعيات السلبية له على دول الجوار، وذلك لوضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار.
هذا المؤتمر الذي أعلنت عنه وزارة الخارجية المصرية جاء على وقع تحذيرٍ من رأس الهرم في الأمم المتحدة من أن السودان قاب قوسين أو أدنى من اندلاع حرب أهلية فيه. إذ أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أنّ الحرب المستمرة بين القوات المسلحة دفعت السودان إلى حافة حرب أهلية شاملة قد تزعزع استقرار المنطقة بكاملها. تحذير غوتيريش أتى غداة غارة جوية في أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، أسفرت عن مقتل أكثر من عشرين مدنيا وعشرات الجرحى.
وعقب شيوع خبر الغارة سارع الجيش السوداني لنفي ضلوعه في تنفيذها، متهما قوات الدعم السريع بالمسؤولية عن سقوط ضحايا مدنيين، مشيراً في بيانٍ له أن القوات الجوية لم تتعامل أمس مع أي أهداف معادية في أم درمان، وأوضح أكثر من مرة أن الدعم السريع درجت على قصف المناطق السكنية بالمدفعية والصواريخ، متزامنا مع تحليق طائراتنا، في محاولة إلصاق تهمة استهداف القوات المسلحة للمواطنين زورا وبهتانا.
وفي ظل تواصل الاشتباكات في عددٍ من المناطق أفاد مطار الخرطوم الدولي، بأن هيئة الطيران المدني في السودان مددت إغلاق المجال الجوي للبلاد حتى 31 تموز الجاري، مستثنيةً الرحلات الإنسانية ورحلات الإجلاء.
