شكل تثبيت العدو الصهيوني سياجا جديدا ضمّ كامل الجزء الشمالي اللبناني من بلدة الغجر إلى الأراضي المحتلة تكريسا للقضم والاحتلال الكامل للبلدة. وقد انهى العدو في محيط الغجر في الايام الاخيرة نصب كاميرات تجسس بمواصفات عالية موجهة نحو الاراضي اللبنانية على ابراج حديدية مع الانتهاء من تثبيت سياج معدني ذي مواصفات عالية في محيط كامل الجزء اللبناني مكرسا احتلاله لها، بعد ان كان يزعم في الماضي انه خرج من القرية، لكن كل شيء في الوقائع يؤكد احتلاله لها.
وجاء ضمن بيان حزب الله حول هذه التطورات “ان هذه الاجراءات الخطيرة والتطور الكبير هو احتلال كامل للقسم اللبناني من بلدة الغجر بقوة السلاح وفرض الامر الواقع فيها وهو ليس مجرد خرق روتيني مما اعتادت عليه قوات الاحتلال بين الفينة والاخرى”.
اضاف “ازاء هذا التطور الخطير فإننا ندعو الدولة اللبنانية بكافة مؤسساتها لا سيما الحكومة اللبنانية، وندعو أيضا الشعب اللبناني بكافة قواه السياسية والأهلية الى التحرك لمنع تثبيت هذا الاحتلال والغاء الاجراءات العدوانية التي اقدم عليها والعمل على تحرير هذا الجزء من أرضنا واعادته الى الوطن”.
اطلالة تعريفية وتاريخية
بين الحدود الجنوبية للبنان والاراضي السورية المحتلة تقع بلدة الغجر. ويحدها من الغرب بلدة الوزاني ومن الشرق بلدة العباسية ومزارع شبعا.
احتل الجيش الصهيوني الغجر في حرب 1967، وبعد انسحابه من لبنان عام 2000، رسمت الأمم المتحدة الخط الأزرق الذي مر في القرية فوقع الشطر الشمالي للقرية في لبنان والشطر الجنوبي بقي ضمن الجولان السوري المحتل.
في عدوان تموز 2006 اعاد العدو احتلال القرية بالكامل . وكانت هناك محاولة اسرائيلية سابقا لوضع اليد على كامل الغجر وكان موقف للرئيس العماد اميل لحود وقف بوجه ذلك. الجانب اللبناني أصر على ترسيم الخط وفق القانون الدولي والخط الازرق قطع البلدة بشكل ثلثين للبنان وثلث تحت سيطرة الاحتلال.
وكان العدو عام 2010 زعم العدو المصادقة على الانسحاب من شمال الغجر .. حينها رحب حينها الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بقرار الحكومة الصهيونية وقال “إن قرار الانسحاب من شمال قرية الغجر سيكون خطوة باتجاه التطبيق الكامل للقرار 1701”.
في ايلول العام 2022 اتخذ العدو خطوة باتجاه لتكريس احتلال قرية الغجر الحدودية بجزئيها السوري واللبناني، وأصدر قراراً يسمح للمستوطنين والسياح بزيارة القرية ملغياً قراراً سابقاً بمنعِ الدخولِ اليها الا عبرَ تصريحٍ مسبق. الى ان جاء الاجراء العدواني الاخير في الايام الماضية.
صور للاجراءات الجديدة للعدو:
تقرير لبرنامج بانوراما اليوم يسلط الضوء على وضع الغجر
النائب قاسم هاشم تحدث للمنار ضمن بانوراما اليوم عن التطورات الاخيرة المتعلقة بالغجر.
اذاً يشكل هذا العدوان الموصوف على الغجر تطورا خطيرا استفزازيا وخرقا للقرار 1701 يستدعي موقفا رسميا عاجلا نحو الغاء العدو هذه الاجراءات العدوانية ، وقد جاء بيان حزب الله ليدعو الحكومة والشعب للتحرك في هذا الاطار لا سيما ان المقاومة هي عنوان التحرير وهي اكدت ومارست حقها في تحرير كل الاراضي المحتلة، وبعد انجازها التحرير عام 2000 لا يزال العدو يحتل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وحاليا كرّس قضم الجزء اللبناني من الغجر.
المصدر: موقع المنار