“صورة الردع الاسرائيلي تآكلت أمام ضربات المقاومة في جنين وهو اليوم يريد ترميمها”، أعلن القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب.
هذا ما دفع العدو إلى اتخاذ قرار البدء بعدوان عسكري على مدينة جنين (سبق أن تداول اعلام العدو في الفترة الأخيرة معلومات عن تحضيرات اسرائيلية لعملية عسكرية واسعة)، المدينة التي شكلت رأس حربة المقاومة في الضفة الغربية المحتلة. في هذا القرار اقرار لدى العدو بفعالية المقاومة وخطورتها على وجوده وردعه خصوصاً أن للضفة خصوصية لجهة تأثيرها على أمن الكيان، ومن هنا خشية الاحتلال في أن يتم نقل نموذج جنين إلى بقية محافظاتها. في هذا السياق، إضافة إلى لمس العدو تراجعاً لدور السلطة الفلسطينية الأمني في قمع حركات المقاومة والذي نجح بذلك إلى حد ما في السنوات الماضية (نذكر أن العملية الحالية هي الأكبر منذ ما يسمى عملية “السور الواقي” عام 2002) إلى جانب حاجة رئيس وزارء الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي يواجه معارضة واسعة للقول إنه “الرجل القوي” القادر على إعادة الاعتبار لردع كيانه.
وهنا تكشف الأحداث والتطورات في الميدان حتى اللحظة أن ما يصبو إليه نتنياهو وجيشه ليس سهل المنال أمام مقاومة اتضح منذ اللحظات الأولى أن في جعبتها العديد من المفاجآت إلى جانب خبرات عسكرية وميدانية ووحدة في صفوفها وعزم وإصرار وإرادة على الصمود والقتال وافشال أهداف العدو. فهل ستوجه “بأس جنين” ضربة جديدة لردع العدو وتكون بداية لمرحلة جديدة من الصراع في الضفة؟
وفي هذا السياق جاء تصريح عضو المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، إذ أعلن أن أحداث جنين “محطة مهمة ستنعكس على مسار المقاومة بالضفة”.
الكمائن والعبوات الناسفة تحتل المشهد
وهنا مع بدء المعركة في الميدان، اتضح أن العبوات الناسفة والكمائن تصدرت مشهد اليوم الأول لجهة أسلوب المواجهة لدى القاومة. وفي السياق أعلنت كتيبة جنين عن ادخال العبوات الناسفة (طارق 1) الخدمة للمرة الأولى، والتي اشعلت النار في آليات العدو وقتلت من فيها.
وفي سياق تطورات الميدان، وجهت المقاومة الفلسطينية اليوم تحديداً “كتيبة جنين” ضربات متتالية للعدو من خلال “ايقاع قوات الاحتلال في حقل من النيران”، حسبما أعلنت “كتيبة جنين”، مضيفة في بلاغ عسكري، أنها قامت بتفجير “عدد من العبوات في القوة محققين إصابات مباشرة في صفوفها”.
واَضافت في بلاغ أخر، أن مجاهدوها “شنوا هجومًا واسعًا على محور الدمج والحواشين، واستهداف قوات وآليات الاحتلال بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات المتفجرة”، مؤكدة تحقيق إصابات مباشرة وإعطاب عدد من الآليات.
يأتي ذلك في وقت سبق أن أكدت فيه الكتيبة استهداف قوات الاحتلال في كفر ذان وحي الجبريات بالرصاص والعبوات الناسفة”، مشيرة إلى أن ” مجاهدينا يجهزون على قوة صهيونية متوغلة على محور الدمج بعد حصارها ويسقطون أفرادها بين قتيل وجريح”.
القسام: المعركة مفتوحة على جميع الخيارات
من جهتها، أوعزت كتائب الشهيد عز الدين القسّام بالضفة الغربية، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، لمجاهديها وخلاياها المنتشرة في جميع محافظات الضفة الغربية والقدس بضرب المحتل في جميع أماكن تواجده بكل السبل والوسائل المتاحة.
وأكدت الكتائب أن “جميع الخيارات مفتوحة أمام المجاهدين للرد على تغول الاحتلال ولجم عدوانه المتواصل على جنين ومخيمها”، مطمئنة الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية أن “المقاومة في جنين ومخيمها بخير، وأن مجاهديها الأبطال يتصدون لأرتال الاحتلال بكل بسالةٍ واقتدار موقعين في صفوفه الكثير من الخسائر”.
ووجهت كتائب القسام رسالة إلى العدو بقولها “نقول لعدونا لن تخرج من جنين كما دخلتها، وستندحر منها تجر خلفك أذيال الخيبة والانكسار بفعل ضربات المجاهدين”.
وفي السياق نفسه، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسّام عن تمّكن مجاهديها من “إيقاع جنود الاحتلال في كمين محكم خلال العدوان الصهيوني على جنين”.
وقالت الكتائب إن مجاهديها قد أوقعوا وحدة “ايعوز” الصهيوني في كمين محكم واستهدفتهم بشكلٍ مباشر بالرصاص بالقرب من مسجد الأنصار. وأكدت وجود إصابات مباشرة في صفوف العدو بعد استهدافهم بوابل كثيفٍ من الرصاص المباشر.
وفي وقتٍ سابقٍ من اليوم، أعلنت كتائب القسام في جنين، عن وقوع عدد من جنود الاحتلال في كمين محكم ومنسق بين الأذرع العسكرية أثناء محاولتهم التقدم من خلال أحد المنازل في مخيم جنين.
وتحدت كتائب القسام جيش الاحتلال إعلان خسائره المؤكدة في صفوف جنوده بين قتيل ومصاب.
وقالت الكتائب إن “المجاهدين من كافة الفصائل الفلسطينية، يواجهون جيش الاحتلال في أزقة مخيم جنين محدثين فيهم الاصابات المباشرة”، معلنة عن “إسقاط مسيرتين لجيش الاحتلال منذ بداية العدوان فجر اليوم الاثنين”. ويخوض مجاهدو القسام وباقي الفصائل، اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال التي بدأت فجر اليوم عدواناً على جنين مدعومة بالطائرات والآليات العسكرية.
المصدر: موقع المنار