يعرف كثيرون حكاية «ليلى والذئب» التي تجتاز فيها بطلة القصة الغابة حاملة سلة طعام قبل أن تجد نفسها في مواجهة ذئب. الا ان الشخصية الرئيسية في نسخة أميركية معدلة لهذه الرواية من توقيع مجموعة ضغط داعمة للحق في التسلح الفردي، تحمل معها بندقية.
وجرى تعديل هذه القصة الشهيرة خلال الشهر الماضي على أحد المواقع الالكترونية التابعة لمجموعة «ناشونال ريفل اسوسييشن» national rifle association الداعمة للتسلح الفردي، في مبادرة تثير سخط الناشطين ضد أعمال العنف الناجمة عن فوضى الأسلحة النارية.
وتقدم كاتبة القصة اميليا هاميلتون نفسها على أنها مدونة «وطنية» مدافعة عن قيم «الله والعائلة والوطن».وقالت هاميلتون في تصريحات أدلت بها أخيراً لمحطة «سي بي اس» الاميركية إن «قصصي موجهة ايضاً للبالغين وتنادي أولاً بالأمن»، في استعادة للحجة المستخدمة باستمرار من مجموعة «ان ار ايه» ومفادها أن الأسلحة لا تصيب مستخدميها إلا في حال سوء استخدامها.
وفي نسختها الخاصة من رواية «ليلى والذئب»، تنجح البطلة في إخافة الذئب بفضل استهدافها إياه ببندقيتها.وجاء في إحدى الجمل الواردة في هذه القصة «كم هي كبيرة بندقيتك يا جدتي» إذ إن الجدة تملك أيضاً في منزلها المعزول بندقية صيد. كذلك حولت هاميلتون بطلي قصة «هانسل وغريتل» الشهيرة إلى صيادين صغيرين ينجحان في اقتناص أي سنجاب او أرنب يصادفانه ما يجنبهما الجوع.
وأكدت الكاتبة أن هذين الطفلين المولودين لحطاب فقير «في سن كبيرة بما يكفي للسماح لهما بالصيد منفردين في الغابات»!
ولا يمنع في الولايات المتحدة المس بالعالم الخيالي لقصص الاطفال، اذ ان وولت ديزني وتيكس افيري برعا في ذلك، لكن دخول مجموعة الضغط الداعمة للتسلح الفردي لم يمر مرور الكرام.
واعتبر رئيس حملة «برايدي كامباين تو بريفنت غن فايلنس» الناشطة ضد أعمال العنف الناجمة عن الأسلحة النارية أن هذه القصص تمثل «عملية تسويقية نتنة ومنحرفة على المستوى الأخلاقي»، مندداً بما اعتبره «إفساد كلاسيكيات أدب الأطفال على حساب المجازر اليومية في الحياة الحقيقية».
وفي العام الماضي، في الولايات المتحدة، أصاب أو قتل ما لا يقلّ عن 278 طفلاً أشخاصاً بسبب الاستخدام العَرَضي لسلاح ناري، بحسب منظمة «ايفري تاون فور غان سايفتي» every town for gun saferty.
ويعيش ثلث الأطفال الأميركيين في أُسر تملك سلاحاً واحداً على الأقل. كما أن مليوني طفل منهم يعيشون بجوار سلاح لا تتوافر فيه شروط السلامة. وفي بعض مناطق البلاد، اصبحت الأسلحة النارية السبب الثاني لوفيات الأطفال بعد الحوادث المرورية.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية