لم تخلُ نهايةُ عطلةِ العيدِ في لبنانَ من تقاطعِ التناقضات : توتراتٌ مقلقةٌ احتاجت الكثيرَ من الحكمةِ لضبطِ تداعياتِها بعدَ مقتلِ مواطنينِ في القرنةِ السوداء ، مقابلَ انفراجةٍ طفيفةٍ بانخفاضِ سعرِ صرفِ الدولارِ الى حدودِ التسعينَ الفَ ليرةٍ بغضِّ النظرِ عن الاسبابِ التي تحتاجُ الى قراءةٍ حقيقية..
لا شكَ انَ حادثةَ القرنةِ السوداء محكومةً للاتصالاتِ بينَ مختلفِ الاوساطِ السياسيةِ والامنيةِ والاهليةِ لتطويقِ النتائج ، ولا شكَ أيضاً انَ مثلَ هذهِ الاحداثِ تَزيدُ اعباءَ البلدِ اذا ما اُضيفت الى الاثقالِ السياسيةِ والاقتصاديةِ والاجتماعيةِ التي تنتظرُ بدايةً سليمةً ًوسريعة ًللحلِّ تكونُ بانتخابِ رئيسٍ للجمهورية. ورئاسياً لا استشرافَ لايِّ تقدمٍ نحوَ نهايةٍ قريبة، في وقتٍ تزدادُ التحدياتُ المعيشيةُ قسوةً وتحديداً على موظفي الاداراتِ الرسميةِ الذين قضَوا العيدَ من دونِ رواتبَ وينتظرونَ طلوعَ شمسِ الغدِ ليُقرروا وجهةَ تحركاتِهم.
وفي طهرانَ سُجلت مساعٍ جديدةٌ لوزيرِ العمل مصطفى بيرم على طريقِ تعزيزِ القطاعاتِ العماليةِ في لبنانَ بالخبراتِ العالميةِ بهدفِ نقلِها الى حيزٍ جديدٍ يُفيدُ بنهوضِ البلدِ من ازمتِه الانتاجيةِ التي فرضتها السياساتُ الريعيةُ المدمرة.
عالمياً لم تخرج فرنسا من ازمتِها التي ولّدتها الممارساتُ العرقيةُ للشرطةِ وتعمُّدُ افرادِها القتلَ بدمٍ باردٍ كما حصلَ معَ الفتى الجزائري نائل المرزوقي ، وكلُّ مناطقِها تكونُ يومياً مرشحةً للاشتعالِ والتوترِ الذي يحذرُ اوروبيونَ من تحولِه الى حربٍ اهلية.
المصدر: قناة المنار