حدث اليوم | ما بعد تمرد “فاغنر”… – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

حدث اليوم | ما بعد تمرد “فاغنر”…

السؤال الآن ماذا بعد تمرد فاغنر؟
السؤال الآن ماذا بعد تمرد فاغنر؟

بالرغم من إعلان رئيس مجموعة فاغنر الروسية المسلّحة يفجيني بريغوجن بصورة مفاجئة مساء أمس السبت أنّ قوّاته التي سبق أن بدأت التقدم نحو موسكو إثر تمرّدها على القيادة العسكرية، “تعود أدراجها إلى قواعدها حقناً للدماء الروسية”، فإنه لا يمكن إلا معاينة ما جرى بحذر لجهة خطورته الكبيرة على السلم الأهلي في روسيا التي تخوض حرباً ضد الغرب في أوكرانيا والتي تشكّل “مجموعة فاغنر” رأس حربة فيها. وهنا لا بد من طرح أسئلة حول مسار وشكل العلاقة في المرحلة المقبلة بين مقاتلي هذه المجموعة والقيادة العسكرية الروسية في ظل عدم وضوح مصير الخلاف بين وزير الدفاع سيرغي شويغو وقائد المجموعة الذي رحل إلى بيلاروس، وبالتالي انعكاس شكل هذه العلاقة على ميدان الحرب المستمرة والمصيرية بالنسبة لموسكو. وهنا يحضر السؤال التالي: هل من اجراءات جديدة سيتخذها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على صعيد القيادة العسكرية أو إدارة المعركة في المرحلة المقبلة؟ وهنا سأل خبراء: هل سيكون الثمن إقالة وزير الدفاع؟ مشيرين في الوقت نفسه إلى آثار ذلك لجهة الاضرار بمعنويات الجيش الروسي.

من جهة ثانية، توالت ردود الفعل الدولية على مجرى الأحداث في روسيا، في أعقاب التمرد المسلح الذي أطلقته “مجموعة فاغنر” والذي تمت السيطرة عليه.

بوتين: العملية العسكرية أولوية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اكد اليوم أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تتصدر أولويات عمله على مدار اليوم، وأعرب عن ثقته التامة في أن روسيا ستحقق جميع أهداف عمليتها العسكرية.

وقال بوتين في تصريح صحفي، أن “زيادة وتيرة وحجم إنتاج الأسلحة لتلبية متطلبات العملية العسكرية، يجب ألا تؤثر على الالتزامات الاجتماعية تجاه المواطنين بما يشمل القطاع الصحي وقطاعات البناء والطرق والتعليم”. وأضاف بوتين أنه “يجب أن يسير كل شيء بانسجام، وجهودنا لتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد يجب ألا تضر بما هو الأهم والأساس، وهو الاقتصاد”.

عودة الحياة إلى طبيعتها

وفي التفاصيل، فقد عادت الحياة إلى طبيعتها في مدينة روستوف جنوب غربي روسيا، بعد انصراف مقاتلي “فاغنر” من محيط مبنى قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية، ومغادرة آلياتهم المدينة بمرافقة شرطة المرور، وذلك بعد أن شهدت المدينة ليل السبت تمرداً مسلحاً أعلنته قوات “فاغنر” العسكرية الخاصة، التي استولت على مقر قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية في المدينة، وأقامت الحواجز على مداخل ومخارج المدينة.

وفي السياق نفسه، أعلنت السلطات الروسية عودة حركة المرور على الطرقات إلى طبيعتها في مقاطعات ليبيتسك، وكالوغا وفورونيج، بعد تسوية تمرّد “فاغنر” وسحب آلياتها من الطرق الفدرالية. وأعلنت حكومة مقاطعة ليبيتسك أنه “تم استئناف رحلات الحافلات في جميع الاتجاهات في المقاطعة وفي موعدها المحدد، فيما بعض الرحلات ألغيت من قبل شركات النقل، ويجرى نشر الجدول الزمني الحالي لحركة الحافلات على الإنترنت”.

عودة حركة الطرق إلى طبيعتها في 3 مقاطعات روسية
عودة حركة الطرق إلى طبيعتها في 3 مقاطعات روسية

وقال حاكم مقاطعة كالوغا فلاديسلاف شابشا “قررنا رفع القيود عن حركة المركبات الخاصة، على أن ترفع القيود عن حركة الشاحنات والحافلات خلال اليوم بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية”.

وفي فورونيج، أكدت السلطات أن محطات الحافلات في المقاطعة تعمل بشكل طبيعي ووفق جدولها المحدد.

وفي وقت لاحق انسحبت قوات “فاغنر” من المدينة بعد التوصل إلى اتفاق بوساطة من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، على مغادرة مؤسس “فاغنر” يفغيني بريغوجين إلى بيلاروس وكفّ البحث عنه، وعودة مقاتليه إلى معسكراتهم بضمان من الرئيس فلاديمير بوتين، وزارة الدفاع الروسية.

وأعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف كفّ البحث عن بريغوجين، وإتاحة مغادرته إلى بيلاروس بتوجيه من الرئيس بوتين.

من جهتها، نشرت وزارة الدفاع الروسية صورة معبرة للجنود الروس بعنوان “التماسك والوحدة”، وذلك عقب فترة وجيزة من إعلان التهدئة مع قوات “فاغنر”. وكانت هذه الصورة أول ما تنشره الوزارة عقب التهدئة، “كدليل على أن وحدة وتماسك القوات الروسية أقوى من أي فتن وخلافات يحلم أعداء روسيا أن تدب في صفوفها”.

وفي وقت مبكر من صباح أمس، استولت قوات مجموعة “فاغنر” العسكرية الخاصة، على مقر المنطقة العسكرية الجنوبية في مقاطعة روستوف على نهر الدون.  ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصرفات المتمردين بأنها “مغامرة إجرامية وطعنة في ظهر روسيا وخيانة”. كما فتح جهاز الأمن الفيدرالي الروسي قضية ضد مؤسس “فاغنر” يفغيني بريغوجين بموجب تهمة تنظيم “عصيان مسلح”.

مواقف

هذا وأعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو دعمه التام لروسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، “اللذين هزما التمرد المسلح، وأحبطا محاولات إثارة الحرب الأهلية”. وقال الرئيس مادورو في الذكرى 202 لمعركة كارابوبو والنصر على الجيش الإسباني “أود أن أنقل من ساحة معركة كارابوبو، مهد الحرية في أمريكا الجنوبية تضامننا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودعمنا له”، مضيفاً “من فنزويلا نعرب عن دعمنا الكامل للرئيس فلاديمير بوتين شقيق فنزويلا”.

من جهته، بحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع نظيره البولندي زبيغنيو راو، هاتفيا تطورات الوضع في روسيا على خلفية التمرد المسلح. وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان، أن بلينكين وخلال المحادثة، رحب أيضا بمساعدة بولندا المستمرة لأوكرانيا، مؤكداً أن “دعم الولايات المتحدة لكييف لن يتغير”.

وفي وقت سابق، ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن بلينكين ناقش تطورات الوضع في روسيا مع وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا وأكد له استمرار الدعم الأمريكي كما أجرى بلينكين محادثات مماثلة مع زملائه من دول مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي.

الخارجية اليابانية أعلنت أن سكرتير مجلس الأمن القومي الياباني، تاكيو أكيبا، ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، بحثا الوضع في روسيا على خلفية أحداث “فاغنر”. وأضافت وزارة الخارجية في بيانها أن الطرفين أكدا خلال اتصال هاتفي الأحد عزمهما مواصلة التعاون المكثف. كما استمع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، إلى تقرير قيادة وزارة الخارجية اليابانية حول الوضع في روسيا.

من جهة ثانية، انتقد قراء صحيفة Le Figaro بشدة، تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حول أن “الهجوم الأوكراني المضاد يهدف إلى إجبار الرئيس بوتين على تقديم التنازلات والعودة إلى طاولة المفاوضات”.

وكتب قارئ “من أجل إجراء المفاوضات يجب أن تكونوا قادرين على إجراء هذه المفاوضات، وأنتم بدلا من ذلك تقومون بصب الزيت على النار كل يوم. هذا هو الجنون”.

وأيده قارئ آخر “الجيش الروسي يمزق الجيش الأوكراني، ولذلك فإن زيلينسكي هو الذي سيحتاج على الأرجح إلى العودة إلى طاولة المفاوضات”. وأشار ثالث إلى أن “الجانب الروسي لم يتخل عن إجراء المفاوضات”.

وقال آخر إن “ماكرون لم يفهم شيئا”، وأن “الأوكرانيين هم من يحتاجون إلى المفاوضات”. وتابع خامس “لم يفت الأوان على الاستقالة وعدم إهانة الفرنسيين”.

كما حث قراء الصحيفة الرئيس ماكرون على “محاولة تسوية النزاع وليس معارضة روسيا”.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا أن موسكو لم تتخل عن المفاوضات خلافا لكييف، وذكّر بأن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وقع مرسوما يخطر إجراء أي مفاوضات مع روسيا.

المصدر: موقع المنار