“نريد رئيسا على مستوى التحديات..”، هذا ما قاله البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في كلمة له خلال “سينودس” الكنيسة المارونية الذي اقيم في الصرح البطريركي في بكركي بمشاركة السفير البابوي المونسنيور باولو بورجيا والقائم بأعمال السفارة المونسنيور جيوفاني بيكياري.
وقال الراعي “من جهتنا فلا نفضل أحدا على أحد، بل نأمل أن يأتينا رئيس يكون على مستوى التحديات وأوّلها بناء الوحدة الداخليّة، وإحياء المؤسّسات الدستوريّة والمباشرة بالإصلاحات المطلوبة والملحّة..”، كلام واضح من البطريرك الماروني يصد كل الاشاعات انه يفضل مرشحا للرئاسة على آخر او انه يدعم احدهم.
الدعوة للحوار وثبات ترشيح فرنجية..
لكن المهم في كلام البطريرك انه يجب انتخاب الرئيس القادر على مواجهة التحديات، لا كما يريد البعض مواجهة الشركاء في الوطن، وانطلاقا من المعايير التي أشار اليها الراعي، تطرح تساؤلات بديهية، أي رئيس يستطيع مواجهة التحديات التي يمر بها الوطن؟ هل الرئيس الاستفزازي ام الرئيس التوافقي؟ مرشح التحدي والمناورة والتقاطعات العابرة والتقوقع الطائفي ام المرشح الجدي المدعوم من كتلة صلبة وازنة عابرة للطوائف؟ الاكيد ان من يستطيع تنفيذ كل ما اشار إليه البطريرك الماروني هو المرشح الجدي المتمثل اليوم برئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية.
وبالسياق، قال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسين الحاج حسن إن “التصويت لمرشح تقاطع بدون رؤية سياسية وبرنامج سياسي، هو مزيد من هدر الوقت، ومزيد من التأزيم”، وشدد على أهمية الحوار والتوافق لانتخاب الرئيس، وقال “نحن لدينا مرشحنا ومن حقنا أن نقنعكم به وأن نشرح لكم مواصفاته وبرنامجه وعلى ماذا تفاهمنا وإياه، على عكسكم أنتم تقاطعتم على المرشح، ولكنكم غير متفاهمين على البرنامج، أنتم تقولون ذلك”، وتابع “نحن واضحين لدينا مرشحنا ولدينا قناعاتنا والرؤى السياسية والاقتصادية والاجتماعية المشتركة مع مرشحنا، ونحن حلفاء مع مرشحنا الذي ندعمه، لا ندعي أننا حزبا واحدا، ولكن ليس لدينا تناقضاتكم أنتم تدعون النواب لانتخاب مرشح عليه داخل التقاطع تناقضات كثيرة”، واضاف “نحن ندعو لمرشح لدينا معه تفاهمات كثيرة، أيهما أفضل لمصلحة البلد؟”.
بدوره، قال “مفتي صور وجبل عامل” الشيخ حسن عبد الله إن “لبنان لم يعد يحتمل حالة التحدي القائمة في ملف انتخاب رئيس للجمهورية”، واضاف ان “ما حصل في الجلسة الاخيرة هو دليل واقعي على ضرورة تلبية دعوات الحوار التي أطلقها الرئيس نبيه بري لانتاج رئيس لكل لبنان وليس لطائفة معينة لان هذا المنصب وغيره هو تشاركي بين كل الاطياف وهو يمثل لبنان وحارس الدستور”، وتابع ان “ما جرى في الرابع عشر من حزيران يجب ان يكون محطة لمرحلة جديدة لتفعيل الحوار وترشيد الخطاب السياسي وعقلنته”.
المناورات مستمرة..
من جهته، اعتبر عضو تكتل “لبنان القوي” النائب سليم عون ان “وصول أي من المرشحين جهاد ازعور او سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة لن يؤدي الى انقاذ البلاد، لأن أيا منهما لن يتمكن من النجاح في ولايته في ظل محاربة خصومه له”، داعيا “جميع الافرقاء الى إعادة حساباتهم”.
لإنهاء الفراغ بأسرع وقت..
وبالسياق، قال الامين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري “بالشكل العام كان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري خلال عمله السياسي لا يرضى بأن يكون هناك أي فراغ بالمؤسسات الدستورية، لأن الفراغ بالمؤسسات قاتل للدستور أولا وقاتل للبلد، وهذه دعوتنا منذ أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري”، وتابع “أكمل على هذا النهج الرئيس سعد الحريري، وكان موقفه دائما يدعو إلى أن تتشكل الحكومات بسرعة، ودائما كان يدعو لانتخاب رئيس جمهورية بسرعة منعاً للفراغ، ونأمل أن يتم العمل في البلد بنفس العقلية”.
اتصالات فرنسية سعودية.. وحظوظ فرنجية الى ارتفاع
وفي إطار متصل، نقلت صحيفة “الجمهورية عن مصدر نيابي مطلع ترجيحه ان “تؤدي نتائج المحادثات الى استعجال الخطى الداخلية لانتخاب رئيس جديد قبل نهاية الشهر الجاري، على ضوء المبادرة الفرنسية الشهيرة التي لا تزال قائمة خلافاً لما يروّجه بعض القوى السياسية والكتل النيابية”، وتابعت “لم يستبعد المصدر ارتفاع حظوظ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وكذلك حظوظ الرئيس تمام سلام او السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة الاولى في العهد الرئاسي الجديد، وأن يبادر رئيس المجلس نبيه بري للدعوة الى الجلسة الانتخابية الرئاسية الثالثة عشرة، بحيث تكون ناجزة هذه المرة، واحتمال ان يكون انتخاب الرئيس الجديد عيدية اللبنانيين في عيد الاضحى المبارك”.
وأكد المصدر النيابي للجمهورية ان “الاتصالات الفرنسية ـ السعودية تتزامن مع اتصالات سعودية ـ سورية، وربما هناك اتصالات فرنسية ـ سعودية ـ سورية مشتركة لم يُعلن عنها رسمياً بعد، وهي تتناول ملف لبنان في جانب منها”، وكشف ان “مسؤولاً سورياً رفيعاً سيزور الرياض خلال ايام، في اطار التواصل المستمر بين البلدين”.
المصدر: موقع المنار