وفي الجلسةِ الثانيةَ عشرةَ لم يَرفعِ المختالونَ لاسابيعَ وايامٍ كأسَ النصرِ بجهاد أزعور، بل رفعوا كأسَ المرِّ والسُمِّ كما قالَ بعضُ المتقاطعينَ على اسمٍ سيَذهبُ ادراجَ التناقضات، متى ضاعت التقاطعاتُ ومبرراتُها وفقَ النتائجِ التي تَوضحت اليوم، وستكونُ سبباً للاتهاماتِ المتبادلةِ والمناكفاتِ المتجددةِ بينَ داعميه..
لم يُفلح كلُّ التهويلِ والتهديدِ ولا حتى الاستعانةُ باتصالاتِ وزارةِ الخارجيةِ الاميركيةِ برسمِ المشهدِ كما يريدون، فلم يكن للمتحَدِّينَ والمبارزينَ باسمِ ازعور ايٌ من الآمالِ المعقودةِ ولو على اضعفِ الاحتمالات.
انتهت الجولةُ الثانيةَ عشرةَ بتسعةٍ وخمسينَ صوتا مُجَمَّعاً لازعور، وواحدٍ وخمسينَ صوتاً ثابتاً وصُلباً لسليمان فرنجية. اما الحفرُ في اعماقِ اليومِ الانتخابي فيُظهرُ حجمَ التخلخلِ الذي اصابَ تلكَ التقاطعاتِ رغمَ كلِّ الضغوطِ والتهديدِ والتخوينِ كما كشفَ بقايا التغييريين – لدفعِهم الى انتخابِ ازعور. واهتزت كتلٌ وتياراتٌ وانكشفت اسماءٌ وسقطت ادعاءات، وبدا التوترُ واضحاً عندَ المنابرِ وبينَ تناقضاتِ المواقفِ للفريقِ الواحد..
فيما الثابتُ الوحيدُ بعدَ جلسةِ الاربعاءِ انْ لا امكانيةَ للسيرِ نحوَ الحلِّ الا بالحوارِ ثُمَّ الحوار كما قالَ الرئيس نبيه بري ..
اما اقوالُ المنكوبينَ بخياراتِهم – المدَّعِينَ بمواقفِهم – فتُظهرُ على ما يبدو انهم لم يَتعلموا بعد، والسؤالُ هل سيجدونَ من يُحرقونَهُ على طريقِ المكابرةِ والتحدي المعمَّدِ بالفراغ؟ ام انَ الحكمةَ ستُصيبُ بعضَهم فيستفيق؟
في المشهدِ الدوليِّ الرئيسُ الاميركيُ السابقُ دونالد ترامب يجولُ بينَ المحاكمِ الاميركيةِ متَّهَمَاً، فيما الرئيسُ الايرانيُ السيد ابراهيم رئيسي يجولُ بينَ دولِ اميركا اللاتينيةِ مُكرَّماً ومُرسِّخاً لعلاقاتٍ استراتيجيةٍ لن تَقدِرَ عليها كلُّ الهيمنةِ الغربيةِ والاميركية. وبينَ المشهدينِ كثيرٌ من الدلالاتِ على واقعِ كلتا الضفتينِ المتقابلتين ..
المصدر: قناة المنار