أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبدالله، حرص بلاده على رفع مستوى العمل، للخروج بنتائج تليق بالشراكة العريقة والمتقدمة في جميع المجالات الاستثمارية الحيوية بين الدول العربية والصين. وانطلقت أمس الأحد، أعمال الدورة العاشرة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين، في العاصمة السعودية الرياض، تحت شعار “التعاون من أجل الازدهار”.
وفي كلمته له بالمناسبة، قال بن فرحان “إن المؤتمر يعد فرصة للعمل على تعزيز وتكريس الصداقة العربية الصينية التاريخية، والعمل على بناء مستقبل مشترك نحو عصرٍ جديدٍ يعود بالخير على الشعوب، ويحافظ على السلام والتنمية في العالم”. واعتبر بن فرحان، أنّ موضوع المؤتمر”التعاون من أجل الرخاء”، يؤكد الأهمية البالغة والإمكانات الكبيرة والرؤى المشتركة التي تكمن في العلاقات الاستثمارية والتجارية بين العالم العربي والصين، ويسلط الضوء على كيفية التوافق المشترك وتبادل الخبرات وإطلاق فرص جديدة للنمو والاستثمار، والتي من شأنها تحقيق الرخاء والتقدم والازدهار لشعوب المنطقة والعالم.
وأكّد وزير الخارجية السعودي، وجود رغبة متبادلة من الجانبين لرفع مستوى العلاقات المتبادلة وتعزيزها، وتوسيع حجم الاستثمارات والشراكات، عبر الاستفادة من الإمكانيات الاقتصادية والخبرات المتبادلة للجانبين، بهدف بناء مستقبل مشترك للاجيال القادمة.
بدوره، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن استضافة السعودية لهذا المؤتمر ،يأتي استكمالًا لجهودها الناجحة مُنذ عقد القمة العربية الصينية خلال العام 2022 في الرياض، مشيراً إلى أن مخرجات تلك القمة أعطت دفعة جديدة للتعاون العربي الصيني في مختلف المجالات.
وأوضح ابو الغيط، أن العلاقات العربية الصينية تُعد تاريخية من خلال التعاون المشترك لرغبة الطرفين العربي والصيني في توطيدها على كافة الأصعدة، مفيدًا أن آلية هذا المؤتمر كانت أولى الآليات التي أُنشئت في إطار منتدى التعاون العربي الصيني مُنذ انطلاقة عام 2004.
وتناول أبو الغيط أهمية هذا المؤتمر في التعريف لرواد الأعمال بفرص الاستثمار المتاحة، مما يسهم في التنمية الاقتصادية بالدول العربية والصين، إلى جانب مستقبل الاستثمار واستكشاف السُبل المُثلى لتعظيم الفرص والإمكانيات المتاحة والواعدة للجانبين العربي والصيني.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ، قام بزيارة إلى الرياض في ديسمبر 2022، ساهمت من توطيد الروابط بين البلدين في كافة المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، و تزامنت مع إطلاق أول قمة عربية صينية، وقمة خليجية صينية، والتي أثمرت جميعها عن توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بقيمة تجاوزت 50 مليار دولار، شملت مجموعة من القطاعات المختلفة.
وتعدّ الصين الشريك التجاري الأكبر للدول العربية، حيث بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين الجانبين 430 مليار دولار في العام 2022، بمعدل نمو بلغ 31% مقارنة بالعام 2021، وتمثل ما نسبته 25% من إجمالي التبادل التجاري بين الصين والدول العربية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية والصين 106.1مليار دولار في عام 2022، بمعدل زيادة بلغ 30% مقارنة بالعام 2021.
رئيس تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني: نشهد ولادة فجر جديد في تاريخ العالم العربي
وشارك رئيس “تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني” ورئيس “مجموعة أماكو” علي محمود العبد الله في أعمال المؤتمر، ودعا في كلمة له اللبنانيين إلى حسم أمورهم بأسرع وقت ممكن، لمواكبة التغيرات السياسية والاقتصادية الكُبرى والاستفادة منها.
ودعا إلى المُضي قدما بتنفيذ تسوية سياسية – مالية – اقتصادية في لبنان، بعد انتخاب رئيس للجمهورية، وإطلاق ورشة لبناء ما تهدّم، ودعم بناء اقتصاد وطني وقطاع مصرفي على أُسس صلبة شفافة تلبي المعايير الدولية، وتعزيز السياحة والصادرات الصناعية واحتضان أصحاب المشاريع التكنولوجية والرقمية.
وقال العبد الله: “في خضم التطورات العالمية المُقلقة، وخصوصا منها الأحداث الاقتصادية والعسكرية في أوروبا والتوترات في مناطق أخرى من العالم، تشكل العلاقات المتينة مع الصين، مكسبا لكل الدول العربية، لأن الصين قوة عُظمى مؤمنة بالسلام وببناء جسور التعاون على كل المستويات، مستندة بذلك إلى قوتها الاقتصادية والتكنولوجية والدبلوماسية وصداقاتها الدولية، وهي تنظر إلى الدول العربية باعتبارها مهدا لشراكاتها الدولية الناجحة”.
وشدد العبد الله على ضرورة أن يقوم القطاع الخاص العربي من “مؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين”، بالمضي في تثبيت مسيرة تعزيز العلاقات العربية الصينية، وقال “العالم الذي يولد أمامنا اليوم، هو عالم جديد، يتطلب منّا جميعا التعاون من أجل مستقبل أوطاننا وشعوب المنطقة”.
وأضاف “نحن أمام عالم متغيّر ومعادلات اقتصادية وسياسية دولية مختلفة، وينبغي علينا قراءة معطيات اللحظة الراهنة بعقلية اليوم، لا بعقلية الأمس، وعلينا كقادة في القطاع الخاص المبادرة والعمل بكل ما أوتينا من قوة”.
المصدر: مواقع