ورد في صحيفة الفايننشال تايمز مقال لسايمون كير بعنوان “انتهاء شهر العسل بالنسبة للأمير السعودي مع بدء جولة الإصلاحات القاسية في البلاد”.
يركز كير في مقاله على مشكلة البطالة في السعودية، ويلتقي بسائق أجرة يُدعى أحمد، والذي سافر إلى الولايات المتحدة سابقا في بعثة شأنه كشأن مئات آلاف من السعوديين.
ويقول أحمد، الذي درس الهندسة الميكانيكية في الولايات المتحدة وأمضى سنوات عديدة في التدريب، إنه لم يجد عملاً لدى عودته للسعودية واضطر للعمل كسائق أجرة غير قانوني في المطار. وهو في حالة من الخوف الدائم من اكتشاف الشرطة أمره واعتقاله وفرض غرامة مالية عليه.
وقال أحمد (30 عاما) إن “الوضع الاقتصادي في البلاد سيء، فليس هناك أي وظائف”، مضيفاً “جميع أصدقائي يلعنون الحكومة”.
وأشار كاتب المقال نقلاً عن أحد السعوديين العاملين في القطاع العام إلى أن “ثقة رجال الأعمال في الحكومة تزعزعت بعد عجز الأخيرة عن دفع الفواتير المالية المتوجبة عليها، واقتطاع الكثير من الامتيازات لموظفي القطاع العام، فضلاً عن أن التدخل السعودي في اليمن كان باهظاً جداً، أودى بالمال والرجال”.
وأردف الموظف السعودي أن “العصر الذهبي ولى بالفعل”، مشيراً إلى أنه لم يسمع أي أخبار جيدة من الحكومة الحالية، فقط التركيز الوضع الاقتصادي والحرب في اليمن.
وتابع كاتب المقال بالقول إن “هناك حالة من التململ من الوضع الاقتصادي المتردي في السعودية، الأمر الذي يضيف مزيداً من الضغط على ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يحاول من خلال “رؤية 2030″ إنهاء اعتماد السعوديين على النفط وتطوير القطاع الخاص لخلق فرص عمل للشباب السعودي”.
وبالرغم من إدراك السعوديين أهمية هذه الرؤية إلا أن تأثير انخفاض سعر النفط عالمياً كان له آثاره السلبية على الاقتصاد في البلاد.
ويقول ناصر، وهو مُدرّس سعودي، في لقاء مع كاتب المقال إن راتبه الشهري انخفض 7 في المئة، وأضحى يتقاضى 1400 دولار شهرياً، وهذا جراء الاقتطاعات المالية التي طبقت على الموظفين في القطاع العام لتوفير 27 مليار دولار.
وقال كاتب المقال إن “هناك تقارير تفيد بأن الأمير محمد دفع نحو 500 مليون يورو لشراء يخت، وهو الأمر الذي أثار استهجان الكثيرين”.
وختم كاتب المقال بالقول إن ” العديد من الأثرياء السعوديين نقلوا مليارات الدولارات خارج السعودية بعد مخاوف من الأوضاع الاقتصادية في البلاد”.
المصدر: بي بي سي