اربعة عشر عاما مرت على رحيل مؤسس جبهة العمل الاسلامي في لبنان الداعية فتحي يكن. طرابلس بأكملها تشهد بأنه كان رجل الوحدة في زمن الانقسام ولطالما عرف على أنه حمل بشخصيته ما يمثل التوافق والتلاقي في مواجهة التحريض والفتن.
خمسون عاما قضاها الداعية يكن بالدعوة الى الله وألف ستين كتابا يحمل أفكارا اسلامية دعوية وقد عرف بالدفاع عن المقاومة ومشروعها في مواجهة الصهاينة وكان خطابه الجامع وسط بيروت عام 2007 بحضور لفيف علمائي كداعم اساسي لنشر العلم وانتشال مجتمعاتنا من براثن الجهل.
اليوم وبعد اعوام على رحيله تجمع محبوه وعائلته في قاعة جامعة الجنان التي أنشأها كصرح تربوي لطالما تخرج منه اجيال من المثقفين على يدي الراحل في مدينة العلم والعلماء ليكون ارثه منارة في زمن التطبيع وتشويه صورة من يقاوم المستعمرين.
وكان لرئيس حزب الشباب والتغيير د. سالم فتحي يكن كلمة القاها بالمناسبة وجاء فيها “تطلُّ ذِكراكَ الرابعةَ عشرة ونحن أشدُّ إيماناً بما تركت لنا من إرث وميراث ، ومابينهُما من مبادىء ووصايا ، وما أكثرها يا والدي وأعظَمها أما إرثك فدعوة للوحدة ونبذٌ للتفرقة بكل أشكالها وفظائعها وفظاعاتها”،
اضاف “تذكرنا وِقفتَك إماماً بالمتقين النابذين للعنف والقتل وسيلة لفرض الخيارات ،ويا ليتها كانت خياراتٌ تراعي مصلحة الأمة ، بل مصالح الذين قرروا أن يعمَلوا في جسد هذه الأمة فِرقةً وتمزيقا ، ولأجل التصدي لهؤلاء ومشاريعهم خرجتَ وثلةً من إخوانك دعاةً للحوار والتحديث والوحدة”.
واضاف “أما ميراثُك فصحائف بيضاء حبّرتَها بفِكرك ، فخرجتْ للناس رُسلاً صامتة تضجّ إنسانيةً ومحبة، تدعو لقدح الذهن وتوثّب الاذهان للمزيد من الاشتباك الايجابي مع الحداثة وتحدياتها وتقديم المساهمات حيال قضايا الأمة وتحدياتها” .
وقال يكن “يشهدُ محيطنا تطورات كنتَ أول الساعين اليها ، فها هي صفحةُ الفتنة السنية الشيعية تُطوى بإتفاق وتقارب جريء وتاريخي أنجزتهُ القيادتان الايرانية والسعوديه ، طوى معه مأساة عاشها أهلنا في اليمن العزيز كما أن صفحة التباعد والتشتت العربي طُويت بعودةِ سوريا الى موقعها الطبيعي في جامعة الدول العربية ، وما سبق وتبِع ذلك من عودةٍ محمودة للعلاقات الدبلوماسية بين الأشقاء” .
وأمل أن يُستكمل هذا المشهد السياسي الواعد ، بطيّ صفحةٍ بشِعة في العلاقات التركية السورية لتعود الى سابق عهدها من التعاون والتنسيق وصِفرِ الأزمات ، وبذلك تطوي الأزمة السورية آخر فصولها ، فنشهد عودة كريمة لإخوتنا الى بلدهم وأهلهم ليكونوا أول من يقيم بنيانه من جديد.
وتابع: أما في لبنان ، فلا زلنا نتلهى بعرضِ العضلات ، والتشاطر في فرض الأجندات ، وسط إصرار البعض على تسفيه الانجازات ، وفي مقدمها فرض توازن القوة الذي كرسته المقاومة الاسلامية بمواجهة العدو الصهيوني ، واتفاق ترسيم الحدود البحرية بما يفتح من آفاق استثمارية واعدة لمستقبل لبنان ، فبدل الذهَاب الى حوار حول جوهر أزماتنا وقضايانا الملحة ، هناك من يصر على وضع العربةِ أمام الحصان .
واكد ان”لا حل الا بالحوار حول ما شكـل أسباب إنقِساماتنا الداخليه الدستورية والاقتصادية والسياسية، والأجواء الاقليمية مؤاتية لذلك ، فلم لا نبادر الى ذلك ، وليتوّج حوارَنا بانتخابِ رئيسٍ للبلاد ، والاتفاق على حكومة تنفذّ مُخرجات الحوار ، وفي مقدمها قانون انتخاب يُنتج وطناً لا عشائر ، وخطة انقاذ اقتصادي تكون أولويتها إعادة أموال المودعين”.
المصدر: موقع المنار