رأى رئيس جمعية “قولنا والعمل” الشيخ الدكتور أحمد القطان، خلال كلمة له في اللقاء السياسي الخاص الذي نظمته السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي في البقاع الأوسط (شتورا)، بحضور النائب رامي أبو حمدان، مسؤول قطاع البقاع الأوسط في “حزب الله” الشيخ بلال عواضة، مسؤولي السرايا اللبنانية وممثلين عن الأحزاب الوطنية والقوى والفصائل الفلسطينية ونخب بقاعية، “اننا عندما نتحدث عن عيد المقاومة والتحرير لا نتحدث عن تحرير حصل فجأة ومن دون أي مقومات ومقدّمات، بل على العكس تماماً، ما أدى الى التحرير في العام 2000 هو دماء الشهداء، الذين رووا أرض الجنوب وأرض لبنان، الجرحى الذين عانوا ولا يزالون يعانون من جراحهم في سبيل هذا الوطن وفي سبيل تحرير هذه الأرض، نعم نحن عندما نتحدث عن الخامس والعشرين من أيار عام 2000 نتحدث عن هؤلاء الذين باعوا أنفسهم لله والذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل أرضهم وعرضهم وفي سبيل وطنهم لبنان”.
وأضاف: “نجد أن اليهود الذين لا يغتصبون أرضنا، هناك فئة منهم مع الفلسطينيين بحقهم في استرجاع أرضهم وهم مع “حزب الله” في لبنان كمقاومة للاحتلال الصهيوني، ونجد أن إخواننا المسيحيين النصارى يقفون أيضاً الى جانبنا في فلسطين من أجل كنيسة القيامة، ونجد العدد الكبير من الذين يقفون من المجاهدين ومنهم من يقاتل في سبيل الأرض والعرض والمقدسات، لذلك نحن عندما نحتفل بعيد المقاومة والتحرير، نحن نحتفل بالمحافظة على أرضنا وعلى شعبنا وللمحافظة على مقومات هذه الأرض التي نعيش عليها”.
وتابع: “هناك فريق في هذا البلد، للأسف، يصوّب على المعادلة الماسية، الجيش والشعب والمقاومة، هذه المعادلة التي حررت وانتصرت عام 2006، والتي استطاعت أن تمنع التكفيريين من داعش وجبهة النصرة، والذين يحملون الفكر التكفيري من أن يدخلوا الى لبنان، نحن عندما نقول أننا مع المقاومة في لبنان لسنا مع مذهب ولا حزب ولا فريق، نحن مع أنفسنا لأن هذه المقاومة تمثل السني والشيعي والدرزي والمسيحي، تمثل كل شريف موجود في لبنان ويعيش على هذه الأرض، لأنه لا يوجد شريف يرضى بأن تحتل هذه الأرض أو أن يدخل التكفيريون الى هذه الأرض وأن يعيثوا فساداً وخراباً وقتلاً ودماراً كما رأينا في الشقيقة سوريا، نحن عندما وقفنا مع ما نؤمن ونعتقد خلال كل هذه السنوات الماضية، كنّا نرى ما نراه اليوم من عودة العرب الى سوريا، كنّا نرى ما نراه اليوم من إعادة الحوار مع سوريا، لأننا نعرف أن سوريا التي وقفت مع لبنان في العام 2000، والتي انتصرت مع لبنان العام 2006 بدعمها للبنان ووقوفها الى جانبه، هذا دليل على أن سوريا هي امتداد للعروبة ولحركات المقاومة، لذلك نحن نقول في لبنان عندما نقف مع فلسطين وسوريا واليمن والعراق نقف مع لبنان، لأن هذا البلد الذي نعيش على أرضه هو بلد التعايش وبلد المقاومة والأرض التي علمت كل العالم أن المقاومة هي السبيل الأوحد للمحافظة على أرضنا وعلى بلدنا، لذلك نحن نفتخر عندما نجول كل العالم ونُسأل نحن من أين نقول أننا من بلد المقاومة لبنان، هذه المقاومة التي رفعت رؤوس العرب واللبنانيين شامخة عالية لأنها استطاعت أن تدحر هذا العدو وأن تلقّنه درسا لن ينساه أبداً”.
وأردف: “نحن نتعجّب عندما نرى من ينتقد المناورات التي حصلت يوم الأحد الفائت، ينظرون الى هذه المناورات أنها مصدر ضعف لهم، مع أن المقاومة أثبتت أنها مصدر قوّة للمسيحيين والمسلمين كافة، من يستطيع في لبنان أن يقول إننا نستطيع أن نعيش بأمن وأمان واستقرار لولا هذه المقاومة، بربكم هل تتخيلون لبنان بدون حزب الله؟، هل تتخيلون كيف يكون هذا البلد لو لم يكن هناك معادلة الشعب والجيش والمقاومة؟ أين كان العدو الصهيوني؟ أولم يكن في بيروت وفي جونية وفي البقاع وفي الجنوب وفي كل لبنان؟، أم أننا نبرّىء هذا العدو من عقيدته؟ فهو يقول دولتكِ يا إسرائيل من الفرات الى النيل، نحن عندنا يقين أن هذا العدو لو لم تردعه المقاومة لكان الآن في لبنان، اذاً يا لبنانيون نحن ينبغي علينا اليوم أكثر من أي يوم أن نتمسّك بالمقاومة وأن نتمسّك أكثر بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة، لأن هذه المعادلة هي التي تستطيع أن تؤمن الأمن والأمان والاستقرار للبنان، هل يستطيع أحد أن يقول لنا أن هذه المقاومة هي قادرة على أن تؤمن هذا الاستقرار والأمن والأمان للبلد، من أجل أن ترجع السياحة الى لبنان ومن أجل أن نعالج ما أمكن من أوضاعنا الاقتصادية وغير الاقتصادية التي نعيشها، لذلك نحن في عيد المقاومة والتحرير نجدد تمسكنا بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة، وفي عيد المقاومة والتحرير، لا يسعنا الّا أن نوجّه كلّ التحايا لكل المجاهدين على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية والحزبية، ونخصّ بالتحية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي نؤمن أننا على عهده سنعود الى فلسطين فاتحين منتصرين وسنصلّي جميعاً في المسجد الأقصى الشريف، نعم انهم يرونه بعيداً ونراه قريبا”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام