يدرك كثير من الأمريكيين أن الأنظمة موجهة على نحو غير شريف لمحاباة الأشخاص الذين يتمتعون بالفعل بمزايا في الولايات المتحدة.
وذكرت صحيفة “بوليتيكو”، في مقال رأي نُشر على موقعها، أن الفقر منتشر في أمريكا عن قصد وذلك لتمكين أنماط حياة الأثرياء.
ويرى كاتب المقال، أن الولايات المتحدة “هي أرض الأعباء الاقتصادية المتطرفة، مع الفقر المدقع المترسخ لأولئك الذين يكافحون في القاع”.
الفقر في أمريكا “متعمد”
ونقل الكاتب عن أستاذ علم الاجتماع في جامعة برينستون ومؤلف كتاب “الفقر على أيدي أمريكا” ماثيو ديزموند، قوله إن “الفقر ينجم عن 3 عادات أمريكية أساسية، هذه العادات هي “استغلال الفقراء ودعم الأغنياء والفصل المتعمد بين الأثرياء والفقراء”، إذ يتم جمع الفرص ومنحها للأغنياء، في حين يظل الحراك الاجتماعي نادرا.
وكشف المقال أن معدلات الفقر في الولايات المتحدة أعلى بكثير وأكثر حدة من تلك الموجودة في 25 دولة متقدمة أخرى، من بينها أستراليا وكندا وفرنسا وألمانيا وبولندا والبرتغال وبريطانيا.
الفقر هو رابع سبب للوفاة في أمريكا
أفادت تقارير أمريكية، بأن سد فجوة الثروة هو مسألة حياة أو موت، مشيرة إلى أن الفقر هو رابع سبب رئيسي للوفاة في الولايات المتحدة، حيث توفي ما يقدر بنحو 183 ألف أمريكي تتراوح أعمارهم بين 15 عاما وما فوق في عام 2019.
ووفقا لدراسة نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، فإن “الفقر يقتل مثل الخرف والحوادث والسكتة الدماغية وألزهايمر والسكري”.
وقال مؤلف الدراسة ديفيد برادي، أستاذ السياسة العامة في جامعة كاليفورنيا، إن الفقر قتل بصمت 10 أضعاف عدد جرائم القتل في عام 2019. ومع ذلك، فإن حوادث العنف المسلح والانتحار تحظى باهتمام أكبر بكثير.
وأضاف برادي “إذا كان لدينا فقر أقل، لكان هناك الكثير من الصحة والرفاهية، ويمكن للناس أن يعملوا أكثر، ويمكن أن يكونوا أكثر إنتاجية كل هذه الفوائد من الاستثمار في الناس من خلال السياسات الاجتماعية”.
الفقر ما بعد سن الأربعين
وأوضح أن حالات الانتحار والأسلحة النارية والقتل والسمنة والسكري والجرعات الزائدة من المخدرات، أدت إلى عدد كبير من الوفيات في عام 2019، ولكن تبين أنها جميعا أقل فتكا من الفقر.
وبشكل أكثر تحديدًا، كشفت الدراسة أن الأشخاص الذين يعيشون في فقر لديهم معدل بقاء مماثل حتى بلوغهم الأربعينيات من العمر، عندما يبدأون في الموت بمعدلات أعلى بكثير من معاصريهم الأكثر ثراءً، ومع ذلك بدأت معدلات البقاء على قيد الحياة في الالتقاء مرة أخرى عندما بلغ الناس السبعينيات من العمر.
تباطؤ نمو اقتصاد أمريكا
تباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي في أمريكا خلال الربع الأول من العام 2023 ليسجل 1.3% مع ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم، ومن المتوقع إلى حد كبير أن يستمر بالتباطؤ بشكل أكبر في المستقبل.
وأفادت وزارة التجارة الأمريكي أن الناتج المحلي الإجمالي، وهو مقياس لجميع السلع والخدمات المنتجة لهذه الفترة، ارتفع بمعدل 1.3% على أساس سنوي في الربع الأول، وكان الاقتصاديون الذين شملهم الاستطلاع يتوقعون نموًا بنسبة 1.1%، وذلك بعد أن نما الاقتصاد في الربع الرابع 2022 بنسبة 2.6%.
وكان نمو اقتصاد أمريكا قد تباطأ خلال القراءة الأولى للربع الأول إلى 1.1% مقابل توقعات بتسجيله 2%.
إعانة البطالة
ارتفعت طلبات إعانة البطالة الأسبوعية في أمريكا إلى 229 ألفاً في الأسبوع المنتهي في 20 مايو/ أيار، من 225 ألفاً في الأسبوع السابق، بعد تعديل البيانات.
وبحسب بيانات وزارة العمل الأمريكية، كان المتوسط المتحرك لأربعة أسابيع 231750 طلباً، دون تغيير عن المتوسط المنقح للأسبوع السابق. وتم تعديل المتوسط، بانخفاض بمقدار 12500 طلب من 244250 إلى 231750 طلباً.
وبلغ معدل البطالة المعدلة موسمياً مقدماً 1.2% للأسبوع المنتهي في 13 مايو/ أيار، دون تغيير من معدل الأسبوع السابق غير المعدل.
معدلات الفقر في أمريكا
أظهرت البيانات السنوية الصادرة في نهاية عام 2022 عن مكتب الإحصاء الأمريكي أن معدل الفقر ارتفع إلى 11.6% في عام 2021 من 11.5% في عام 2020.
ووفقا للبيانات، هناك 37.9 مليون شخص يعانون من الفقر في 2021، بزيادة نحو 3.9 مليون شخص عن عام 2019.
المصدر: سبوتنيك