عقدانِ وثلاثةُ اعوام، وما زالت الانتصاراتُ عنوانَ المقاومينَ على الدوام .. وما زالت الآمالُ في ديارِهم عامرة، بانَ النصرَ الكبيرَ على طريقِ القدسِ باتَ حقيقةً حاسمة ..
ففي الخامسِ والعشرينَ من ايارَ مخزونُ نصرٍ لا ينضب، وعنوانُ عزٍّ لم تَقدِر عليه صِعابُ السنين، ولن تُعكِّرَهُ موائدُ المتخاذلين. كانَ تاجَ الانتصاراتِ على العدوِ الصهيوني، واولَ مسمارٍ في نعشِه الحقيقي، وفاتحةَ الطريقِ الى فلسطين، واجملَ ايامِ اللبنانيين ..
هي الايامُ التي صنعتها الارادةُ الوطنيةُ بوجهِ المشروعِ الصهيوني، ويحتاجُها اللبنانيونَ اليومَ بوجهِ ايِّ ارادةٍ داخليةٍ او خارجيةٍ تريدُ اسقاطَ الوطنِ كما قال الرئيس نبيه بري..
بل هي معادلةُ الجيشِ والشعبِ والمقاومة، التي نحتاجُها في شتى الملفاتِ كما رأت كتلةُ الوفاءِ للمقاومة..
من ذاكرةِ الالفينِ وخطابِ بيتِ العنكبوت الى وقائعِ الالفينِ وثلاثةٍ وعشرينَ وذاكرةِ الصهاينةِ المسكونةِ باليومِ الموعودِ، حقيقةٌ تؤرّقُ الصهاينةَ الذين يقفون امامَ حُكمٍ مشظًّى واقتصادٍ يتداعى ومؤرخينَ باتوا يُفصحونَ عن الخرابِ القادمِ لا محالة. وما سيفُ القدسِ المسلولُ وسهمُ الصهاينةِ المكسورُ الا خيرُ دليل ..
والبوابةَ التي أُقفلت خلفَ الهاربينَ من جنوب لبنان عام الفين، ستُفتحُ عما قريبٍ امامَ العائدينَ الى ساحاتِ القدسِ وبساتينِ حيفا ويافا وشواطئِ غزةَ وتلالِ الجليل ..
اما حالُ المنتصرينَ ذاتَ ايارَ في لبنان، فهم على عهدِهم صابرينَ محتسبين، مقاومين منتظرين، كلُّ صفحاتِهم بِيضٌ لن يُلطِّخَها كدَرُ الايام، ولن يُصنِّفَهُم التاريخُ ووطنُهم الا على اللوائحِ الماسية، اما التصنيفاتُ الماليةُ الرماديةُ فبفعلِ حكامِ المالِ والاقتصادِ لعقودٍ، المرتهنينَ لسياساتٍ ريعيةٍ برعاية ٍاميركية، قَررت اليومَ وكعادتِها ان تترُكَهُم لمصيرِهم – لا سيما حاكم مصرف لبنان ، وتُدَفِّعَ اللبنانيينَ واقتصادَهم الاثمان .
اما التصنيفاتُ السياسيةُ فما زالت على القائمةِ السوداء، حيثُ لا جديدَ يذكرُ ولا من يستفيقُ من النكَدِ السياسي والرهاناتِ الخاطئةِ رغم َزحمةِ التحديات ..
المصدر: قناة المنار