معَ زحمةِ الاحداثِ وتقلبِ الملفات، انقلبَ المشهدُ حزناً واُصيبَ الاعلامُ المقاومُ بفقدِ عزيز ..
انه الحاج احمد خنافر – ابو علي – معاونُ المديرِ العام لقناة المنار وعضوُ مجلسِ ادارتِها ..
اعلاميٌ منذُ الكلمةِ الاولى الموازيةِ للطلقةِ الاولى، وصوتُ المستضعفين منذُ اذاعةِ صوتِ المستضعفين، على العهدِ منذُ ان سالَ حبرُه على صفحاتِ جريدةِ الثوار، ومسابقٌ للاثيرِ منذُ ان نَطَقت اذاعةُ النورِ باسمِ ربِّ المجاهدين، والى المنارِ حيثُ البدايةُ والنهاية، وتاريخٌ من العملِ الصُحُفيِّ الرصين، اعلامياً ومجاهداً في سبيلِ الحقِّ والحقيقة .. خسرتهُ المجموعةُ اللبنانيةُ للاعلام، وكلُّ الاعلامِ المُلتزِم، وستَفتقدُه بيادرُ عيناثا وبساتينُ المجاهدين ..
في بساتينِنا السياسيةِ حِصْرِمٌ لم يَنضُج بعد، والرهانُ على حماوةِ الاتصالاتِ والمحاولاتِ معَ ضيقِ الوقتِ والخيارات، لعلَّها تَفرضُ على المعاندينَ والمكابرينَ القراءةَ الواقعية، والكفَّ عن العنترياتِ المنبريةِ والمعاركِ الدونكيشوتية، والاقتناعَ بضرورةِ الاسراعِ بانتخابِ رئيسٍ للبلدِ الواقفِ بصمتٍ على حافةِ المصالحاتِ الاقليميةِ والتطوراتِ الايجابية.
فمشهدُ جدةَ اليومَ اعادَ عقاربَ الساعةِ العربيةِ بالاتجاهِ الصحيح، وخلطَ اوراقَ المراهنينَ والمقامرينَ بالخلافاتِ والنزاعات، فعَلا صوتُ سوريا وعلَمُها في اروقةِ الجامعة ِالعربيةِ بثوابتِه القوميةِ عائداً كأنه لم يَغِب، وغابت احقادُ البعض ِودَفنَ آخرونَ مؤمراتِهم في ترابِ المصالحاتِ التي سقَتها دماءُ الشهداءِ ممن حمَوا سوريا وعروبتَها ..
فاستحالَ لقاءُ وزراءِ الخارجيةِ العربِ التمهيدي لقمةِ الجمعة حفلَ ترحيبٍ بالشقيقةِ الحاضرةِ على الدوامِ سوريا .. ومن وزيرِ خارجيتِها فيصل المقداد رسالةٌ للبنانيينَ الدافنينَ رؤوسَهم في رمالِ الانكارِ انَ سوريا مفتوحةُ القلبِ والابوابِ لكلِّ اللبنانيين، وانها تنتظرُ كلَّ رعاياها المسمَّيْنَ نازحينَ او لاجئين، وهو ما سمِعَهُ وزيرُ الخارجيةِ عبد الل بو حبيب خلالَ لقائه الوزيرَ المقداد على هامشِ قمةِ جدة ..
وعن القمةِ كانَ حديثُ الرئيسينِ نبيه بري ونجيب ميقاتي، وما سيحملُه موقفُ لبنانَ من على منبرِها ..
ومن على منبرِ التاريخِ تذكيرٌ انَ السابعَ عشرَ من ايارَ عامَ ثلاثةٍ وثمانينَ قد ماتَ بكلِّ خياراتِه واتفاقاتِه وصهاينتِه، وانَ البلدَ الواقفَ على اعالي قممِ مقاومتِه ينظرُ الى اسفلِ دَرْكٍ للمحتلِّ الغارقِ في ازماتِه حتى الاختناق ..
المصدر: قناة المنار