يخوض سنان أوغان الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة المقررة في 14 مايو/ أيار الجاري، في مواجهة الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان ومرشح الطاولة السداسية كمال كليجدار أوغلو.
يدخل أوغان سباق الانتخابات الرئاسية للمرة الأولى، ويعد أصغر مرشحي الرئاسة التركية الحاليين، وقد عمل أوغان باحثًا سياسيًّا بجامعة مرمرة وجامعات أخرى داخل تركيا وخارجها.
وحين قام المنافسون بتشكيل تكتلات وتحالفات حزبية، ترشح أوغان عن تحالف باسم “تحالف الأجداد”، ويتكون التحالف من 4 أحزاب هي: حزب النصر وحزب العدالة وحزب بلدي وحزب التحالف التركي، وهي أحزاب معروفة بمواقفها المتطرفة.
فمن هو سنان أوغان اصغر مرشحي الرئاسة التركية؟
المولد والدراسة
ولد سنان أوغان في الأول من سبتمبر/أيلول 1967، في مدينة أيدر (إغدير ) التركية، وهو أصغر أبناء مزارع فقير من أصول أذربيجانية. وقد عاش أوغان طفولته في مسقط رأسه وسط ظروف مادية صعبة، اضطر معها أن يعمل في الرعي والعديد من الوظائف الأخرى ليتمكن من العيش وإتمام تعليمه الأساسي.
أوغان متزوج من الكاتبة والباحثة جوكتشان دوغان، ولهما ابن وابنة.
درس أوغان المراحل الأساسية في مدينة أيدر، ثم انتقل إلى مدينة إسطنبول عام 1985 لإتمام دراسته الجامعية، حيث تخرج من كلية إدارة الأعمال بجامعة مرمرة الحكومية عام 1989.
ثم واصل تعليمه في الجامعة نفسها، وحصل على شهادة الماجستير من كلية القانون المالي والبنوك عام 1992، وقدم أطروحة بعنوان “التحليل الهيكلي للقطاع الاقتصادي والمالي في أذربيجان”.
وبدأ سنان أوغان مساره العملي في المجال الأكاديمي، حيث عمل باحثا في معهد الدراسات التركية بجامعة مرمرة بين عامي 1992 و1998.
وأرسل من خلال هذا المنصب إلى أذربيجان، فعمل محاضرا محاضرا بجامعة أذربيجان التي يحتفظ بعلاقات قوية بها، ونائب عميد في مؤسسة الدراسات العالمية التركية بكلية إدارة الأعمال في جامعة أذربيجان الحكومية بين عامي 1992 و2000.
وكان في الوقت نفسه يعمل في وزارة الخارجية التركية، ممثلا لوكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا” في أذربيجان، كما عمل كذلك في القطاع الخاص.
وعاد إلى تركيا عام 2000، وبدأ بإجراء أبحاثه ودراساته من خلال مكتب الدراسات القوقازية التابع للمركز الأوراسي للدراسات الإستراتيجية (ASAM).
وفي عام 2004 أسس وترأس مركز العلاقات الدولية والتحليل الإستراتيجي “تركسام” (TÜRKSAM)، والذي يعتبر من أشهر مراكز التحليل والتفكير الإستراتيجي في تركيا، وقدم عبره دراسات بحثية مهمة حول موضوعات الاقتصاد والعلاقات الخارجية وقضايا الأمن على المستوى الوطني.
وفي عام 2006، شغل منصب نائب مدير العلاقات الخارجية في كلية كابادوكيا المهنية لمدة عام، مع استمرار عمله في مركز العلاقات الدولية والتحليل الإستراتيجي (TÜRKSAM).
وغادر إلى روسيا، حيث حصل على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية والعلوم السياسية من جامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية (MGIMO) عام 2009. وكانت أطروحته عبارة عن دراسة حول السياسة الداخلية التركية وأثرها في العلاقات التركية الروسية.
لديه 3 مؤلفات منشورة وهي “أذربيجان” الصادر عام 1992، و”السياسة وحكم الأقلية”، المنشور عام 2003 في روسيا، و”الثورات البرتقالية”، نُشر عام 2006.
وكذلك نشر أكثر من 500 مقال باللغات التركية والإنجليزية والروسية، حول موضوعات السياسة الخارجية التركية، ومشاكل تركيا، وقضايا الشعوب التركية والقوقاز وآسيا الوسطى، ومسائل الطاقة والإرهاب والمسألة الأرمينية، والشؤون الروسية والأفغانية والإيرانية.
وله حضور في المجال الإعلامي المسموع والمرئي، فهو منتج ومقدم برنامج “نظرة على أوراسيا” الأسبوعي، الذي يُبث عبر على راديو (TRT) صوت تركيا. ويركز برنامجه على السياسة الخارجية، كما أن له وجودا مستمرا في البرامج واللقاءات التلفزيونية، ومشاركات في المؤتمرات والندوات واللقاءات العلمية داخل تركيا وخارجها.
العمل في مؤسسات المجتمع المدني
لسنان أوغان أنشطة مهمة في منظمات العمل المدني، فهو الرئيس الفخري لجمعية أذربيجان التركية (TÜRKAZDER)، والتي تعمل على تطوير العلاقات الأخوية بين تركيا وأذربيجان.
وكذلك عضو مجموعة الصداقة البرلمانية بين تركيا وألبانيا، وتركيا والنيجر، والأمين العام لمجموعة الصداقة البرلمانية التركية الأذربيجانية.
ويشغل منصب المنسق العام لحركة المبادرة المدنية لإغلاق محطة “ميتسامور” للطاقة النووية في أرمينيا، والتي يحاول جذب الانتباه إلى كونها إحدى أخطر المحطات النووية حول العالم، وذلك من خلال المؤتمرات ومشاركاته التلفزيونية.
التجربة السياسية
كان أوغان على اتصال وثيق بالسياسة منذ سنوات الدراسة، وخاصة القضايا التي تتعلق بالقومية التركية، لفكره القومي الداعم للتقارب والتعاون بين الشعوب المتحدثة باللغة التركية. وفي عام 1990، نظم تجمعا كبيرا في ميدان تقسيم بمدينة إسطنبول، تنديدا بالمذبحة التي قام بها الجيش السوفياتي ضد متظاهرين أذربيجانيين في 20 يناير/كانون الثاني من العام نفسه.
وكان على اتصال بأبي الفضل إلجي بيك (الرئيس الثاني لأذربيجان) قبل حل اتحاد الجمهوريات السوفياتية، وعمل في مكتبه لفترة عام 1991 بعد استقلال أذربيجان.
ودفعه توجهه القومي للعمل السياسي تحت مظلة حزب “الحركة القومية” التركي، وكان يقدم الدعم المعلوماتي لرئيس الحزب دولت بهتشلي منذ عام 2006، من خلال التقارير والتحليلات التي أعدها حول قضايا السياسة الخارجية والأمن.
وبناء على دعوة من بهتشلي؛ رشح أوغان للبرلمان التركي عن ولاية أيدر عام 2011، وانتخب نائبا عن المحافظة الوحيدة التي فاز فيها الحزب في تلك الانتخابات، متجاوزا حزب العدالة والتنمية وحزب الشعوب الديمقراطي.
وأثناء عمله في البرلمان، شغل منصب عضو لجنة الدستور البرلمانية ولجنة الشؤون الخارجية.
وفي عام 2015، أعلن ترشحه لمنصب رئيس حزب الحركة القومية، ولكنه طرد من الحزب يوم 26 أغسطس/آب 2015، وبقرار من المحكمة ألغي الطرد في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وعاد أوغان إلى الحزب من جديد.
وفي 10 مارس/آذار 2017، طُرد من الحزب مرة أخرى مع ثلاثة من نواب الحزب، لإعلانهم التصويت بـ”لا” في الاستفتاء على التعديل الدستوري، وقيامهم بحملة نشطة في صفوف الحزب للدعوة لذلك، فقرر مجلس الانضباط المركزي في الحزب معاقبة الأربعة بـ”الطرد النهائي”.
وعلى الرغم من طرده من حزبه مرتين، فلم ينتقل إلى حزب آخر، ولم يؤسس حزبا جديدا، وأعلن أنه سيبقى مخلصا لحزبه ونضاله رغم العروض التي قدمت له.
ترشحه للانتخابات الرئاسية لعام 2023
رشح سنان أوغان للانتخابات الرئاسة التركية عام 2023 من قبل تحالف الأجداد (ATA)، وهو تحالف يضم أحزابا قومية متطرفة، وأهمها حزب النصر.
واستطاع أوغان يوم الأحد 27 مارس 2023 جمع قرابة 108 آلاف توقيع، مما أهله لأن يكون أحد المرشحين الأربعة للتنافس على الرئاسة، وذلك قبل يوم واحد من انتهاء المهلة المحددة ليكون رابع المرشحين في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 مايو/أيار.
وبحسب الدستور فإن الترشح للانتخابات الرئاسية التركية يكون إما عبر الأحزاب التي تتمكن من تشكيل كتلة في البرلمان، أو عبر جمع 100 ألف توقيع.
يشار الى ان تحالف “أتا” الذي يعني الأجداد، هو تحالف يضم أحزابا قومية متطرفة، وأهم هذه الأحزاب حزب “النصر” الذي يتزعمه النائب البرلماني أوميت أوزداغ المعروف بمواقفه العنصرية تجاه الأجانب وخاصة السوريين والأفغان. اضافة الى احزاب “القويم”، و “التحالف”، و “دولتي”.
أبرز الوعود الانتخابية لسنان أوغان
من أبرز وعود أوغان الرئاسية، إعادة المهاجرين إلى بلادهم خاصة السوريين في أقرب وقت ممكن، والعودة إلى النظام البرلماني.
ونعدد هنا ابرزها:
– إلغاء النظام الرئاسي والعودة إلى النظام البرلماني.
– حل المشاكل الديمغرافية التي سببتها، حسب رأيه، هجرات الشعوب الأخرى باتجاه تركيا.
– التأكيد على تأمين عودة آمنة للمهاجرين وخصوصا السوريين إلى بلادهم في أقرب وقت ممكن.
– تشكيل اقتصاد إنتاجي ودعم قطاع الزراعة والوصول إلى الاكتفاء الذاتي غذائيا.
– دعم الديمقراطية في تركيا وتحقيق العدالة والدفاع عن حقوق الإنسان.
المصدر: موقع المنار