وقع ممثلون عن الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، على اتفاق جديد يقوم بموجبه الطرفان بالالتزام بتيسير العمل الإنساني في السودان.
كما اتفقا على أن مصالح وسلامة الشعب السوداني أولوية رئيسية، وأكدا الالتزام بحماية المدنيين في جميع الأوقات، وتسهيل المرور الآمن لهم لمغادرة مناطق الأعمال العدائية، إضافة إلى الامتناع عن أي هجوم من المتوقع أن يتسبب بأضرار مدنية، واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب وتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين.
وتضمن “إعلان جدة” التزام الطرفين باحترام وحماية كافة المرافق الخاصة والعامة، مثل المرافق الطبية ومنشآت المياه والكهرباء، والامتناع عن الانخراط في عمليات الإخفاء القسري والاحتجاز التعسفي للمدنيين، وعدم اتخاذ المدنيين دروعا بشرية، إضافة إلى ضمان عدم استخدام نقاط التفتيش في انتهاك مبدأ حرية تنقل المدنيين.
ليس وقفا فعالا للقتال
وقال مسؤول رفيع بالخارجية الأميركية إن الاتفاق ليس وقفا فعالا للقتال لكنه يشكل خطوة على هذا الطريق، حسب تعبيره. وأشار المسؤول الأميركي إلى أن الاتفاق هو وقف مؤقت للقتال يسمح بوصول المساعدات الإنسانية، وقال إن بلاده لا تعتقد أن الطرفين جاهزان لوقف شامل لإطلاق النار.
وقال أيضا إنه تم تطوير آلية أكثر فعالية لمراقبة وقف القتال بمساعدة وإشراف دولي، موضحا أن هذه الآلية تشمل 3 عناصر: المراقبة عبر الأقمار الصناعية، التقارير على الأرض، مراقبة ما ينشر على الإنترنت.
وأوضح المسؤول بالخارجية الأميركية أنه بالإضافة لتأمين استمرار المحادثات بين “الطرفين المتحاربين” فإن بلاده تعمل على توسعتها لتشمل القادة المدنيين، مؤكدا أن واشنطن تعمل مع حلفائها خطوة بخطوة لصالح استعادة مساهمة الحكومة المدنية بالاتفاق.
وأضاف أن إعلان جدة يقضي بانسحاب القوات العسكرية والأمنية من المستشفيات والقيام بدفن الجثث، كما يقضي بالسماح بوصول المساعدات واستعادة الخدمات المدنية الأساسية من كهرباء وماء.
“الآلية الثلاثية” تعلق
هذا وأعربت الآلية الثلاثية، الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية “إيغاد”، عن ترحيبها بالاتفاق المبدئي المعني بحماية المدنيين في السودان.
وجاء في بيان صحفي للآلية الثلاثية، أنها ترحب بتوقيع إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان، معتبرة أن هذه خطوة أولى ومهمة نحو التخفيف من المعاناة الإنسانية وحماية حياة وكرامة المدنيين في السودان.
وحثت الآلية الثلاثية أطراف الصراع على “بذل كل جهد وعلى الفور لترجمة هذه الالتزامات إلى عمل ملموس على أرض الواقع. وتحقيقا لهذه الغاية، يجب على الأطراف إعطاء تعليمات واضحة لا لبس فيها إلى الرتب الدنيا للتقيد بإعلان الالتزام بحماية المدنيين وتسهيل المرور الآمن للمساعدات الإنسانية، واستعادة الخدمات الأساسية، وانسحاب القوات من المستشفيات والعيادات، والدفن اللائق المحترم للموتى”.
تواصل محادثات جدة
وعقب التوقيع، ستركز محادثات جدة على التوصل إلى اتفاق بشأن وقف فعال لإطلاق النار لمدة تصل إلى قرابة عشرة أيام، وذلك لتسهيل هذه الأنشطة، ستشمل الإجراءات الأمنية آلية لمراقبة وقف إطلاق النار مدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية والمجتمع الدولي.
وستتناول محادثات جدة الترتيبات المقترحة للمحادثات اللاحقة ـ مع المدنيين السودانيين والشركاء الإقليميين والدوليين ـ بشأن وقف دائم للأعمال العدائية، وبالتشاور مع القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، يتطلع المسهلون إلى المشاركة في مناقشات مع المدنيين السودانيين والشركاء الإقليميين والدوليين في الجولات القادمة من المحادثات.
وتقود الرياض وواشنطن المحادثات الجارية منذ السبت الماضي بجدة بين طرفي الصراع في السودان، وتهدف إلى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق نار، والسماح بوصول عمال الإغاثة وإمداداتها بعد أن أخفقت إعلانات متكررة -عن وقف النار- في وقف القتال، الأمر الذي جعل الملايين محاصرين في منازلهم ومناطقهم.
وساطة أمريكية سعودية
ويشارك في مباحثات السعودية من الجانب الأميركي ممثلون من فريق الوساطة من سفارة واشنطن بالرياض والملحق العسكري الأميركي، والسفير الأميركي في الخرطوم، ومنسق من مجلس الأمن القومي الأميركي.
وتتواصل منذ قرابة الشهر، اشتباكات في ولايات بالسودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أسفرت عن مئات القتلى والمصابين معظمهم من المدنيين. وقد سبّب هذا الصراع أزمة إنسانية، وأدى إلى نزوح أكثر من 700 ألف شخص داخل البلاد، فضلا عن فرار 150 ألفا لدول الجوار.
المصدر: موقع المنار + وكالات