اعتبرت كتلة “الوفاء للمقاومة” في بيان بعد اجتماعها الدوري تلاه النائب ايهاب حمادة، ان “عصف الردع الفلسطيني المقاوم لم يتأخر في الرد على العدوان الصهيوني الأخير على غزة، فانطلقت بالأمس موجاته الهادرة بكثافة، وتجاوزت غلاف القطاع إلى “تل أبيب” لتؤكد عبر عملية “ثأر الأحرار” عزما قاطعا بأنّ معادلات الردع التي أرساها “سيف القدس” لا تزال قائمة، وتتعهدها الفصائل كافة ضمن نهج “وحدة الساحات”، وأن العدو الصهيوني أعجز من أن يسقطها أو يتجاوزها، وأن تماديه في ارتكاب المجازر والتغول في استهداف البيوت والقادة والأبطال المجاهدين وعائلاتهم من أبناء الشعب الفلسطيني خط أحمر سيواجهه دوما بالرد الحازم الذي يشل الحياة والحركة داخل الكيان، ويراكم الخطى باتجاه تحرير فلسطين وتسريع إنهاء الاحتلال”.
أضاف :” وفي مشهد آخر، فإن الاستدارة العربية نحو تصويب الموقف من سوريا واستئناف العلاقة معها، فتحت مسارا لاستعادة توازن المنطقة وأفضت إلى إعادة ترتيب العديد من التموضعات التي ستنعكس نتائجها تدريجيا على مجمل أوضاع البلدان لا سيما تلك التي انخرطت سابقا في مشروع التفكيك والإضعاف الذي أسقطته قوى الصمود والممانعة وفي مقدمها سوريا وإيران ومعهما كل حركات وفصائل وقوى محور التحرر والمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق واليمن وبمواكبة فاعلة من روسيا ومن مختلف الشعوب العربية والإسلامية والصديقة.
وقال الكتلة “إننا إذ نرقب هذه الاستدارة وما يفترض أن ينجم عنها، نأمل أن تسلك التطورات في ضوئها نحو تسوية الأزمات المتناثرة في بلداننا بما يوفر استقرارا داخليا يسهم في تقوية وتعزيز الموقف الوطني والقومي المعبر عن تطلعات شعوبنا وقواها الحية والمضحية. ونضرع إلى الله عز وجل أن يرفع مقام الشهداء الأبرار وأن يحمي أهلنا ويحفظ المقاومين والجرحى الأبطال ويسدد حملة رايات النصر، فلله أولا ولهؤلاء ولمن شاركهم ودعمهم يعود الفضل الكبير فيما وصلت إليه الأمور وانفتحت عليه من خير إن شاء الله، وفيما صارت وتصير إليه سوريا ودول وقوى محور المقاومة من مكانة وقوة وحضور”.
واضاف البيان “إذ يبقى سيد شهداء هذا المحور الفريق قاسم سليماني عنوانا ورمزا لكل إنجازات هذه المرحلة وما تأسس فيها لإنجازات مقبلة ستتحقق بإذن الله وعونه، يحضر اليوم القائد الجهادي الكبير السيد مصطفى بدر الدين “ذو الفقار” في الذكرى السنوية السابعة لشهادته المباركة ليؤكد جسامة التضحيات التي بذلت من أجل أن يبقى خيار المقاومة نهج نصر وعزة واقتدار ولتبقى سوريا الملتزمة هذا النهج ملاذ صمود وحصن دفاع وعلم قوة وإباء وكرامة لدول المنطقة جمعاء.”
وتابع “إذ يفترض أن يعمد لبنان إلى ملاقاة مستجدات المنطقة وما تشهده من توجهات ومعادلات فإنه لا يزال يكابد، حتى الآن، مخاض انتخاب رئيس للجمهورية يتولى الحكم فيها وفق صلاحياته المنصوص عليها في الدستور، ويكرس بأدائه التفاهم الوطني بين اللبنانيين”.
واكد البيان على ما يأتي:
1 – تدين الكتلة وتشجب بشدة العدوان الصهيوني على غزة واستهداف قياديين في حركة الجهاد الإسلامي مع عوائلهم، وما يعكسه من اتجاه لصرف الأنظار عن أزمته الداخلية الخانقة، ومن استباحة متمادية يمارسها الإرهاب الصهيوني المدعوم من الإدارة الأميركية التي تدعي زورا حمايتها لحقوق الإنسان وللديموقراطية فيما هي تتشارك مع الكيان الصهيوني وغيره لإخضاع الشعوب وكل من يعترض أو يرفض أو يتصدى لمشاريع الهيمنة الأميركية في أي بلد من بلدان العالم.
إن الكتلة تؤكد حق الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال الصهيوني والتصدي لاعتداءاته، ومن حق الفصائل الفلسطينية الرد بما تراه مناسبا وعلى العالم أن يتحمل مسؤوليته إزاء الاحتلال الصهيوني ووجوب إنهائه من جهة، وإزاء العدوانية الصهيونية المتواصلة والمتمادية ضد الشعب الفلسطيني من جهة أخرى.
2 – إن انفراج العلاقات البينية في المنطقة، (إثر الاتفاق السعودي – الإيراني، والاستدارة العربية نحو سوريا)، يضفي مناخا إيجابيا ينبغي للبنانيين انتهاز الفرصة التي يوفرها وذلك من أجل مواكبة المستجدات وترتيب أوضاع بلدهم وتوفير الجهوزية اللازمة لأداء الدور المناسب من أجل خدمة المصالح الوطنية وتأمين المتطلبات لتفعيل الحضور السياسي الموازن والتبادلات الاقتصادية والخدماتية والإنتاجية مع دول المنطقة والتعاون مع الحكومات المعنية لمعالجة بعض المشاكل والتداعيات الضاغطة كمشكلة النازحين السوريين على سبيل المثال لا الحصر.
ومقتضى ذلك كله أن يتم بأسرع وقت ممكن انتخاب رئيس للجمهوريّة وتشكيل حكومة جديدة وإعادة هيكلة الإدارة والمؤسسات التي أصابها التصدع إبان الأزمة الأخيرة.
3 – تدعو الكتلة كل الفرقاء اللبنانيين إلى إعادة النظر في مقارباتهم للعديد من الملفات والقضايا، وذلك على قاعدة الإقرار بقدرية التشارك الوطني لحفظ لبنان وحمايته وتعزيز حضوره وتطوير قدراته، ومراجعة جدوى الرهان على الخارج لتحقيق أهداف أو برامج تعني اللبنانيين جميعا لجهة حفظ عيشهم الواحد أو المشترك أو تلبية مصالحهم بشكل تكاملي، دون أي تصادم مربك للجميع، ومعيق للاستقرار الداخلي، ومعطل للتنمية والتطوير”.