تخيم حالة الترقب والذعر على الكيان “الإسرائيلي”، ومستوطناته، في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في ظل تأخر المقاومة الفلسطينية حتى اللحظة في الرد على مجازر الاحتلال المرتكبة أمس، التي أدت لاستشهاد 15 مواطنًا بينهم أطفال ونساء، و3 من قيادات سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وبينما تم تعليق الدراسة في قطاع غزة خشية على حياة الطلاب في ظل تصاعد الأوضاع الأمنية، لا زالت أيضًا المدارس والجامعات الصهيونية حتى 40 كم من حدود القطاع، في داخل المستوطنات بحالة تعطيل إجباري خشيةً من رد المقاومة.
وتحلق في قطاع غزة، منذ مساء أمس، عشرات الطائرات الصهيونية بأنواعها المختلفة من مسيرات للاستطلاع أو مسيرات هجومية، أو حربية ومروحية مختلفة. فيما يواصل جنود الاحتلال الاختفاء الكامل عن حدود القطاع حتى مسافة 5 كم، ويمنع أي “إسرائيلي” من الاقتراب منها خشيةً من هجمات إما بالصواريخ المضادة للدروع، أو عمليات القنص. وسيستمر جيش الاحتلال، اليوم، في إخلاء المستوطنين من “غلاف غزة” إلى مناطق وسط وشمال فلسطين المحتلة. وتقف إسرائيل على “رجل ونصف” في انتظار رد المقاومة التي لا زالت تضع الاحتلال في حيرة. وكان جيش الاحتلال، قد أعلن أمس، نشر منظومة “القبة الحديدية” في مناطق مختلفة، لاسيما في الجنوب و”تل أبيب”.
ومع تصاعد التوتر الأمني، شرع المئات من المستوطنين في مستوطنات “غلاف غزة”، الثلاثاء، بإخلاء منازلهم والفرار إلى مناطق يعتبرونها “آمنة” في الوسط والشمال. وبحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإنه يتوقع أن يغادر، الأربعاء، 4500 مستوطن من “سديروت” المحاذية للقطاع. ووفقا لموقع الصحيفة، فإن المستوطنين في “غلاف غزة”، يخشون من إطلاق قذائف صاروخية مكثفة في ظل حالة الترقب اتجاه رد فعل فصائل المقاومة على العدوان الذي نفذ الاحتلال ضد القطاع.
المتحدث باسم جيش الاحتلال، قال إن “عدم الرد بإطلاق الصواريخ هو نتيجة العملية ضد الجهاد الإسلامي”، مشيرا إلى أنه سيتم خلال ساعات اليوم عقد “جلسة تقدير موقف” لإمكانية تخفيف القيود على حركة المستوطنين.
فيما اعتبر الخبير العسكري للقناة 13 العبرية ألون بن دافيد أن “الهدوء الذي عايشناه خلال الساعات الماضية مضلل”. وبحسب بن دافيد، التقديرات الأمنية في “إسرائيل” تشير إلى أننا أمام جولة قتالية قد تستمر لأيام عدة، وأن الجهاد الإسلامي يبحث عن فرصة لتوجيه ضربة افتتاحية قبل أن يبدأ بإطلاق الصواريخ، في المقابل تسعى “إسرائيل” إلى “تحييد حماس” لإنهاء هذه الجولة بأسرع وقت ممكن.
أما المراسل العسكري للقناة 13 العبرية “ألموغ بوكير”، فقد عدّ أن “عدم إطلاق الصواريخ حتى الآن يزيد من حالة التوتر والترقب لدى مستوطني المنطقة الجنوبية”. ولفت إلى أن “هناك خشية من تنفيذ عمليات قنص أو إطلاق صواريخ كورنيت تجاه آليات عسكرية أو سيارات في المناطق القريبة من الحدود”. ونوه “بوكير” إلى أن قوات الاحتلال أغلقت الطرق وحذرت المستوطنين من الاقتراب منها، مستدركا “لكن لا يمكن الاستمرار في هذا الواقع لأكثر من 24 ساعة”. ووفق مراسل القناة العبرية، فإن جيش الاحتلال قد يلجأ إلى تنفيذ هجمات أخرى ضد الجهاد الإسلامي؛ لدفعه للرد ووقف حالة الترقب.
وفي الإطار ذاته، قال المراسل العسكري للقناة 13 العبرية “أور هيلر” إن “ما نراه الآن هو حرب استنزاف وحرب أعصاب، تدل على اننا أمام واقع جديد لم نعهده في السابق”. وأضاف: “اعتدنا على أن تقوم التنظيمات الفلسطينية بإطلاق الصواريخ فورا، لكنهم لم يطلقوا أي صاروخ او قذيفة رغم مرور ساعات طويلة”. وتابع “أور هيلر” إن “قيادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تحاول معرفة نوايا الطرف الآخر، كما تأخذ بالحسبان ما قد يحدث في الضفة الغربية، وإمكانية اطلاق صواريخ من لبنان وسوريا”.
صحيفة “هآرتس” العبرية ذكرت أن ثلث سكان الغلاف على الأقل تركوا منازلهم وتوجهوا إلى فنادق وكيبوتسات في الشمال والوسط، ذلك هرباً من موجة تصعيد قد تكون عنيفة. وقالت الصحيفة إن أكثر من ألفي مستوطن من تجمع “أشكول” بغلاف غزة هجروا منازلهم اليوم الى فنادق في الكيان، وذلك في إطار خطة الإخلاء التي أعلنت عنها وزارة الجيش. بينما أعلنت بلدية “سديروت” عن تنظيم حملة لإخلاء 4500 مستوطن اليوم الأربعاء.
وكان وزير حرب الاحتلال يوآف غالانت أصدر الثلاثاء، قرارًا بتفعيل خطة الإخلاء الطوعي من مستوطنات الغلاف، خشيةً من تدهور الأوضاع بشكل كبير. وذكرت القناة “12” العبرية، أن الخطة تشمل في مرحلتها الأولى إجلاء قرابة 5 آلاف مستوطن من مستوطنة “سديروت” في النقب الغربي، والذين أعربوا عن رغبتهم بقضاء عدة أيام خارج الغلاف، حيث سيتم تأمين فنادق لاستيعابهم، على أن تبدأ عملية خروجهم يوم غد الأربعاء.
المصدر: وكالة شهاب + وكالة صفا