فيما المنطقةُ تُرَتِّبُ اوراقَها بمنطقٍ جديد، يبقى اللبنانيونَ يُمعنونَ بتمزيقِ اوراقِهم ويُصرُّ بعضُهم على المكابرةِ والهروبِ الى الاوهامِ من جديد ..
وصلَ العربُ الى سوريا – واقربُهم لم يَصِل بعد، وهو لبنانُ الذي يتخبطُ اهلُه بكلِّ انواعِ الازمات، ويَتيهُ بعضُ سياسييهِ بينَ الاحقادِ والاُمنيَّات.
فالبلدُ الذي دفعَ معَ الشعبِ السوري الكثيرَ من جراءِ الحربِ الكونيةِ التي فُرضت على سوريا، ها هو اليومَ يتقاعصُ عن الاستثمارِ بايجابياتِ المرحلةِ واعادةِ الاعمارِ السياسيِّ والاقتصاديِّ في سوريا ومعها..
وبدلَ ان يَعتليَ اللبنانيونَ منابرَ الغضبِ والبكاءِ من النزوحِ السوري، فَلْيَنزحِ المعنيونَ عن تعنتِهم ولْيَتجهوا الى دمشقَ للنقاشِ معَ حكومتِها بترتيبٍ جِديٍّ لاِعادةِ النازحين، ولْيُفكِّروا بالترانزيت الى سوريا وعبرَها وهُمُ الباحثونَ عن العملةِ الصعبةِ في الايامِ الصعبة..
على انَ اصعبَ الملفاتِ تبقى الرئاسيةَ التي بَشَّرَ رئيسُ حكومةِ تصريفِ الاعمالِ نجيب ميقاتي انَّ فراغَها سيطول، ما يهددُ استقرارَ مختلفِ مؤسساتِ الدولة، وجديدُها المصرفُ المركزيُ معَ اقترابِ الشغورِ من حاكميتِه..
ميقاتي الذي جمعَ وزراءَه في لقاءٍ تشاوريٍ في السراي دعا الجميعَ الى تحملِ المسؤوليةِ والدفعِ لتأمينِ عقدِ جلساتٍ دوريةٍ لمجلسِ الوزراءِ لمواكبةِ التطورات..
ملفُ النازحينَ لم يَغِب عن لقاءِ ميقاتي معَ وزرائه، فكانت دعوةٌ من عددٍ منهم الى ضرورةِ السيرِ بخطواتٍ رسميةٍ عاجلةٍ للتنسيقِ الفوريِّ معَ السلطاتِ السوريةِ لايجادِ حلولٍ عملية..
اما في العمليةِ الرئاسيةِ فالامورُ على ضبابيتِها رغمَ سرعةِ الحراكِ السياسيِّ والدبلوماسي. واِن كانَ المنحى السائدُ الذي يشاعُ ايجابياً، فانَ الامورَ تبقى بخواتيمِها ..
في الازماتِ التي لا تُختتمُ حياتياً، جديدُها الاتصالاتُ المتقطعةُ في مناطقَ والمنعدمةُ في اخرى، وسْطَ رفعِ الصوتِ من الجهاتِ المعنيةِ لمعالجةِ شريانِ الحياةِ اليوميِّ المتبقي للتواصلِ بينَ اللبنانيين ..
وعن التواصلِ معَ قناةِ المنار وقنواتٍ مُقَاوِمَةٍ اخرى ساءلَ الاحتلالُ شيخَ القدسِ عكرمة صبري، الذي استُدعيَ الى التحقيقِ لانزعاجِ الاحتلالِ من احياءِ يومِ القدسِ في المسجدِ الاقصى والمرابطاتِ فيه، ومن تواصلِ الشيخ عكرمة مع قنواتِ المقاومةِ والاطلالةِ عبرَها ..
المصدر: قناة المنار