أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان أن الطائرة “حُرجيت” “Hürjet ، أول طائرة نفاثة تفوق سرعة الصوت محلية ووطنية الصنع، قامت بأول رحلة لها بنجاح. ونشر أردوغان مشاهد للطائرة “حُرجيت”، التي قامت بأوّل رحلة طيران لها بنجاح، واصفاً نجاح تجربة الطائرة وطنية الصنع، بأنّها “هدية القرن لتركيا”.
في عام 2017، أطلقت شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية “توساش”، مشروع تصنيع طائرة نفاثة تدريبية تحت اسم “حُرجيت”، بهدف تدريب الطيارين في المستقبل، وستحلّ الطائرة مكان نظيرتها “تي-38” (T-38)، التي تستخدمها القوات الجوية التركية لتدريب طياريها.
وتولت الشركة أيضاً أعمال التصاميم والهندسة والتزويد والتركيب لهذه الطائرة، بالتنسيق مع رئاسة الصناعات الدفاعية التركية، اعتمادا على الخبرات والموارد المحلية بنسبة 100%. وكشفت تركيا لأول مرّة عن طائراتها النفاثة محلية الصنع “حُرجيت” خلال معرض فارونبروه (Farnborough Airshow) للطيران، الذي انعقد بلندن في يوليو/تموز 2018، والذي يُعد واحدا من أكبر المعارض العالمية في مجال الطيران والصناعات الجوية.
واكتملت مرحلة التصميم النظري في أبريل/نيسان 2018، ومرحلة التصميم المبدئي في يوليو/تموز 2019، وأخيرا مرحلة التصميم الحرج في فبراير/شباط 2021، على أن تبدأ مرحلة الإنتاج بعد انتهاء مراحل التصميم. وبدأت شركة “توساش” في إنتاج الأجزاء التفصيلية للطائرة، إذ تهدف إلى إنتاج 4400 جزء تفصيلي للطائرة. وكانت التدريبات الأرضية والتحليق لأول مرة في مارس/آذار 2023، ويتوقع طرح الطائرة للاستخدام في عامي 2025 و2026، وفق الخطة الزمنية الموضوعة.
طائرة “حُرجيت” التركية، طائرة مزودة بأحدث أنظمة الملاحة والطيران والتحكم الآلي والرؤية الليلية، بالإضافة إلى آخر تقنيات المناورات الجوية، والهجوم والهجوم المضاد. وللتدرّب على استخدام الطائرة والتحقق من جودة الإنتاج، استحدثت الشركة المصنعة نظام المحاكاة الهندسي، الذي يساعد في الكشف الفوري عن الأخطاء التي يواجهها الطيارون أثناء التشغيل التجريبي.
وتُزود الطائرة بصواريخ “إم كيه 81″ (MK-81) و”إم كيه إل 82” (MK-82-L) الموجهة بالليزر المحلية الصنع، وكذلك صواريخ كوكدوغان وبوزدوغان، وهي أولى الصواريخ التركية الموجهة، من تطوير هيئة الأبحاث العلمية والتكنولوجية التركية.
وبشأن مواصفاتها الفنّية، يبلغ طول الطائرة “حُرجيت” 14 مترا وارتفاعها 4 أمتار، والمسافة بين الجناحين 9.5 أمتار. وتصل سرعتها القصوى بمحرك واحد 1.4 ماخ (نحو 1500 كيلومتر في الساعة)، وسوف تحلق على ارتفاع 45 ألف قدم. وتحتوي الطائرة على 7 وحدات قتالية، 3 تحت كل جناح والأخيرة تحت جسم الطائرة، وجميعها يمكن استخدامها لأغراض وحمولات مختلفة من الذخائر، وبها مقعدان لتسهيل التدريب.
وتتميز الطائرة بامكانية تحكّم عالية، نظام رؤية ليلية مُثبَّت على الخوذة، والقدرة على تزويد الطائرة بالوقود في الجو، نظام السيطرة الكاملة، Digital Fly-by-Wire FCS، ضربات جو-جو وجو-أرض.
طورت الشركة نظام المحاكاة الهندسي (Engineering Simulator) الذي يستخدم في أنشطة الاختبار والتقييم الخاصة بالطائرة. وبفضل جهاز المحاكاة الهندسي يمكن معرفة هذه المتطلبات والتغيرات المطلوبة منذ البداية، ومعرفة احتياجات الطيارين في المستقبل من الآن، وبالتالي القيام بتصميم الطائرة وفقا لذلك منذ البداية.
وتستخدم الطائرة كذلك في مهمات الشرطة الجوية (المسلحة وغير المسلحة)، ويمكن تزويدها بصواريخ موجهة بالليزر محلية الصنع من إنتاج شركة روكتسان التركية. وضمن خططها الإستراتيجية الرامية لتوطين الصناعات الدفاعية وبالأخص الجوية، اقتربت تركيا من التحليق بطائراتها النفاثة التي طورتها، وبدأت بإنتاجها بإمكانات وقدرات محلية خالصة، للنهوض بسلاحها الجوي وتزويده بقطع حديثة ومتطورة.
المصدر: يونيوز