لا جديد على خط الاشتباكات في السودان، سوى هدنة رابعة أعلن عنها اليوم الثلاثاء مدتها ثلاثة أيام أتت اثر اتصالات قادتها الولايات المتحدة، والهدف منها هو تسهيل مواصلة عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من البلاد. الهدنة إذاً كما سابقاتها لن توقف أصوات الرصاص بالكامل وهذا ما يفسر استمرار الاشتباكات خصوصاً في محيط القصر الرئاسي وفي أم درمان، بل إن حرص الدول على إجلاء رعاياها ينذر بتفاقم الأوضاع وارتفاع وتيرة وحدة المعارك في المرحلة المقبلة. وهذا ما ألمح إليه وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، معلناً أن “الوضع في السودان لا يزال خطيراً ومتقلباً ولا يمكن التنبؤ به”.
وفي التفاصيل، أعلن الجيش السوداني في وقت مبكر اليوم، في بيان، إنه وافق على “هدنة مشروطة بالتزام المتمردين بوقف جميع الأعمال العدائية”، في حين أعلنت قوات الدعم السريع الموافقة على الهدنة “لتسهيل الجهود الإنسانية”.
يأتي ذلك في وقت اتهمت فيه قوات الدعم السريع الجيش باستهداف وحداتها المتمركزة في القصر الجمهوري بالخرطوم بواسطة المدافع اليوم. وقالت قوات الدعم السريع ،في بيان، إن “القصف المدفعي العشوائي يعرض حياة المواطنين والمقيمين من رعايا الدول للخطر ويعوق الهدنة”.
بسم الله الرحمن الرحيم
قيادة قوات الدعم السريع
25-4-2023ماتزال قيادة القوات المسلحة الانقلابية ومن خلفها كتائب النظام البائد تمارس خروقاتها المستمرة للهدنة المعلنة.
حيث هاجمت القوات الانقلابية قبل قليل بالمدافع ارتكاز قوات الدعم السريع بالقصر الجمهوري بالخرطوم وهو تصرف جبان… pic.twitter.com/r9unnFYC8j— Rapid Support Forces – قوات الدعم السريع (@RSFSudan) April 25, 2023
وفي وقت سابق اليوم، اتهمت هذه القوات الجيش بالإخلال بالهدنة، مشيرة إلى تحليق الطائرات الحربية بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ.
وقبل التوصل للهدنة الجديدة، تجددت الاشتباكات أمس الاثنين في العاصمة السودانية الخرطوم بعد فترة من الهدوء أعقبت انتهاء هدنة عيد العيد الفطر المبارك.
وجددت الخارجية السودانية اليوم التزام الدولة بالهدنة الإنسانية ووقف القتال، محذرة من أن تستغل ما وصفتها بالقوات المتمردة الهدنة لارتكاب مزيد من القتل والانتهاكات. ونددت الخارجية بما سمته “السلوك الإرهابي لمليشيات الدعم السريع واستمرارها في استهداف البعثات الدبلوماسية”.
بالتوازي، تتفاقم الأزمة الإنسانية مع تعرض القطاع الصحي لضغوط كبيرة تنذر بانهياره، في حين انقطع التيار الكهربائي، وتراجعت إمدادات مياه الشرب في العديد من أحياء الخرطوم. فقد أعلنت الأمم المتحدة اليوم أن هناك نقصا حادا في الماء والغذاء والدواء في السودان جراء الاشتباكات. وقالت المنظمة الدولية إن 15 مليون سوداني يحتاجون للدعم الإنساني العاجل. وأضافت أن عملها في السودان مستمر رغم العرقلة التي تتعرض لها في مناطق القتال.
وفي الوقت نفسه، أعلنت نقابة أطباء السودان ارتفاع حصيلة الضحايا من المدنيين جراء الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع إلى 273 قتيلا.
عمليات الإجلاء
وتواصلت عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من السودان في ظل الهدنة الجديدة. وفي السياق، أعلنت بريطانيا أنها بدأت اليوم الثلاثاء إجلاء واسعا لحاملي جوازاتها من السودان برحلات لسلاح الجو الملكي.
بدورها، أعلنت اليابان اكتمال إجلاء جميع مواطنيها الذين أبدوا رغبة في مغادرة السودان. وكانت دول غربية أجلت في الساعات الماضية دبلوماسييها ومئات من رعاياها من السودان، ولا يزال آلاف آخرون من الرعايا الغربيين ينتظرون دورهم، وتشمل عمليات الإجلاء أيضا رعايا الصين ودول عربية.
وأعلن الاتحاد الأوروبي إجلاء بعثته من السودان، في حين أعلنت الولايات المتحدة اكتمال إجلاء موظفي سفارتها في الخرطوم وعائلاتهم. وفي الوقت نفسه، استبعدت واشنطن نشر أي جنود أميركيين أو قوات حفظ سلام في السودان.
وأجلت ألمانيا مئات من رعاياها من السودان، في حين قالت فرنسا والنرويج إن عمليات إجلاء مواطنيهما لا تزال مستمرة. هذا وينتظر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء بطلب من بريطانيا جلسة مفتوحة بشأن الأزمة.
إصابة جندي فرنسي
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم إصابة جندي فرنسي خلال عمليات الإجلاء من السودان، مؤكدا أن حالته مستقرة.
وخلال ترؤسه اجتماع مجلس الأمن والدفاع في باريس، قال ماكرون إن فرنسا أجلت 538 شخصاً من السودان بينهم 209 فرنسيين. ونقلت طائرات عسكرية فرنسية رعايا فرنسيين ومن دول أخرى إلى جيبوتي بعد إجلائهم من السودان.
المصدر: موقع المنار