على هديِ رياحِ التقاربِ التي تحركُ المنطقة، ووصولِ المرتفعِ الجويِّ السياسيِّ الى الحدودِ اللبنانية، تحركت الملفاتُ العالقةُ في اعماقِ الازمة، فَكُسِرَ الجمودُ المسيطرُ على ملفِ الرئاسةِ بعضَ الشيء، وترددت تصريحاتُ رئيسِ تيارِ المردة من بكركي في الاروقةِ السياسيةِ اللبنانية.
هو مشهدٌ جديدٌ يحكمُ المنطقةَ عسى فيه الخيرُ لاهلِها، ولا بدَ ان يطالَ لبنانَ الذي يَغرقُ اهلُه باصعبِ الأزمات، ما ضَيَّقَ الخياراتِ لبعضِ المناورينَ الداخليينَ المعتاشينَ على التناقضاتِ التي كانت تحكمُ المنطقة، فوجدوا انفسَهم محرجينَ معَ هذا التقاربِ الذي مما لا شكَ فيه قد حدَّ من هامشِ مناوراتِهم..
ومعَ ضرورةِ الاستفادةِ من المتغيراتِ الايجابيةِ في المنطقة، الا انَ الحلَّ يبقى فيما بينَنا كلبنانيينَ كما قالَ نائبُ الامينِ العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الذي دعا جميعَ الكتلِ السياسيةِ الى تدويرِ الزوايا وتقريبِ وجهاتِ النظرِ وصولاً الى الاتفاقِ وانهاءِ الفراغِ الرئاسي ، والا فانَ خيارَ المعاندينَ يكونُ اسقاطَ البلد، وهو ما حذرَ منه الشيخ قاسم ..
معيشياً يسودُ الحذرُ اوساطَ الهيئاتِ النقابيةِ معَ قرارِ الحكومةِ زيادةَ الرواتب، فيما رحبَ الاتحادُ العماليُّ العامُّ بالخطوةِ التي اعتبرَها افضلَ الممكنِ في هذه الظروفِ الصعبةِ التي تعيشُها البلادُ وماليتُها المتهالكة..
ما يعيشُه السودانُ من حربٍ حقيقيةٍ باتَ يؤرّقُ المجتمعَ الدوليَ الذي ينظرُ الى تداعياتِها الكارثيةِ على الشعبِ المنهكِ اصلاً والبلدِ المدمرِ اقتصادُه والضائعةِ ثرواتُه، وما يزيدُ المأساةَ انها في زمنِ الصيامِ وعلى اعتابِ عيدِ الفطرِ الذي يَحِلُ حزيناً على السودانيينَ الذين يدفعونَ مجدداً ثمنَ صراعِ قادتِهم على السلطة، ورعاتِهم الاقليميينَ والدوليينَ على النفوذِ والثروة..
المصدر: قناة المنار