دخلت المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يومها الثاني، حيث دوت انفجارات فجر اليوم الأحد قرب المدينة الرياضية جنوبي العاصمة الخرطوم، في ظل غموض بشأن الأوضاع الميدانية بسبب تضارب بيانات الطرفين، وأنباء عن سقوط 56 قتيلاً بين المدنيين فضلاً عن 600 جريح. ويقود قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، أما قوات الجيش السوداني فيقودها عبد الفتاح البرهان.
وبعد يوم أول شهد مواجهات غير مسبوقة، تجددت الاشتباكات صباح اليوم بين الجيش وقوات الدعم السريع في أنحاء متفرقة من العاصمة السودانية الخرطوم. وفي السياق، أعلن الجيش السوداني اليوم عن سقوط أكبر قاعدة لقوات الدعم السريع في كرري. وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة في بيان لها “ندير معركتنا بثبات وتركيز، ونسيطر تماما على الموقف العام للعملية”. ونفى البيان “ادعاءات المتمردين بحصار القيادة العامة”، موضحاً أنه “صحيح مازالت الاشتباكات تدور هنا وهناك، لكن الموقف يتجه نحو الاستقرار ولا يوجد ما يقلق”.
وقال مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، إن “الفرقة الرابعة مشاة (الدماذين) استلمت 35 عربة لاندكروزر من قوات الدعم السريع بكامل أسلحتها وعتداده”. وأضاف أن القوات السودانية تمكنت من السيطرة على قواعد ومقرات قوات الدعم السريع في مدن بورتسودان، وكسلا، والقضارف، والدمازين، وكوستي، وكادوقلي، بالإضافة إلى معسكر كرري بشمال أم درمان.
هذا ونشر الجيش السوداني مقاطع فيديو تظهر جانباً من “المناشدات وإفادات أفراد الدعم السريع الذين سلموا أنفسهم” للقوات المسلحة.
من جهته، دعا مجلس الأمن الدولي، اليوم أطراف النزاع في السودان إلى وقف فوري لإطلاق النار. وجاء في بيان مجلس الأمن أن اعضاءه أعربوا عن قلقهم العميق إزاء الاشتباكات العسكرية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، كما أعربوا عن أسفهم لمقتل وإصابة أشخاص بمن فيهم مدنيون.
مواقف دولية
وتتالت الأحد المواقف الإقليمية والدولية المطالبة بوقف القتال الذي اندلع أمس السبت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وخلف عشرات القتلى والجرحى.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه “تشاور مع وزيري خارجية السعودية والإمارات بشأن الاشتباكات في السودان”. وأوضح بلينكن في بيان أنهم اتفقوا على “ضرورة إنهاء أطراف الاشتباكات الأعمال القتالية على الفور دون أي شروط مسبقة”.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية اليوم إن “الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء المستويات العالية من العنف في السودان الذي راح ضحيته العشرات”، على حد تعبيره.
وأضاف المسؤول “يبدو أن بعض هذه الهجمات استخدمت فيها أسلحة خطيرة.. مبعث قلقنا الأساسي هو سلامة أفرادنا وكذلك المواطنين الأميركيين هناك”.
من جهتها، دعت الخارجية البريطانية لوقف الأعمال العدائية في السودان “وتهدئة التوترات ومنع المزيد من إراقة الدماء”.
كذلك حث أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على الإنهاء الفوري لأعمال العنف في السودان.
وقال متحدث أممي إن غوتيريش تحدث مع القائد العام للقوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد.
وبحسب مصادر إعلامية، فإن مجلس الأمن الدولي سيعقد غداً الاثنين جلسة مغلقة للتشاور بشأن الوضع في السودان.
من جانبها، قالت الآلية الثلاثية الأممية الأفريقية إنها لم تتمكن من التواصل مع طرفي الصراع.
وفي وقت سابق، قالت الخارجية المصرية إن “القاهرة تبذل جهودا منذ بداية اندلاع الأزمة بالسودان لوقف العنف الدائر هناك”.
وقالت وزارة الخارجية الصينية اليوم إن بكين قلقة للغاية بشأن التطورات في السودان، وإنها تحث طرفي الصراع على وقف إطلاق النار للحيلولة دون تفاقم الوضع.
المصدر: موقع المنار