لا يزال فكر الشهيد السيد محمد باقر الصدر (فيلسوف الأمة) حاضراً بقوة، بعد 43 على إعدامه واخته العلوية بنت الهدى، من قبل نظام صدام حسين البائد. الإمامُ السيد محمد باقر الصدر المرجعُ الديني أحد أبرز أعلام الفكر الإسلامي المعاصر… في الأولِ من آذار عامَ الفٍ وتسعمئةٍ وخمسةٍ وثلاثين وفي مدينة الكاظمية المقدسة، ولد السيدُ الصدر.
منذ صباه كان متجهاً بكلهِ لطلبِ العلم وخدمةِ الاسلام وكانت علاماتُ نبوغِه وذكائِه جليةً لكلِّ من رافقه وعلّمه أو تعلم منه. في الحاديةَ عشْرةَ من عمره بدأ دراسة المنطق، وفي هذه المرحلة كتب رسالةً في المنطق، وقدّم بعضَ الإشكالاتِ على كتب المنطق.
من الكاظمية المقدسة إلى النجف الأشرف، غادرَ السيد الصدر لإكمال دراسته في الثانيةَ عشْرةَ من عمره، وهناك تتلمذ على يد الشيخ محمد رضا آل ياسين والسيد أبو القاسم الخوئي. في الخامسةِ والعشرين من عمره بدأ بالتدريس، وأغنى المكتبة العلمية بعشرات المؤلفات التي تعد مصدراً أساسياً للباحثين، أبرزها بحوثٌ في شرح العروة الوثقى من أربعة أجزاء ودروسٌ في علم الأصول، بالإضافة إلى كتب اقتصادنا، فلسفتنا، فدك في التاريخ والأسس المنطقية في الاستقراء.
لم يكن السيد الصدر غائباً عن الحياة السياسية، فقد أسس حزبَ الدعوة الإسلامية. وفي ستينيات القرن الماضي ومع سيطرةِ نظام صدام حسين على الحكم في العراق، وقفَ الشهيدُ الصدر بشجاعةٍ أمامَ الطاغية، فأصدر فتوى بحرمةِ الانتماءِ لحزبِ البعث ودعا إلى إسقاطِ النظام، ما جعله عرضةً للتهديدِ والمضايقة.
ومع تصاعدِ حدّة مواقفه تجاهَ النظام، ومواقفهِ المؤيدة للثورة الإسلامية في إيران وإعجابه الشديد بالإمام الخميني (قدس) الذي قال فيه “ذوبوا في الإمام كما ذاب هو في الإسلام”، جعله عرضةً للإعتقالِ أربعَ مراتٍ، وفرضتْ عليه الإقامةُ الجبريةُ المشددة في بيته لثمانية أشهر.
ولكن مع قوّة حضورِ السيد الصدر والأثرَ البالغ الذي كان يتركهُ في نفوس العامة، اتخذ النظام البعثي قرارا بإعدامه في التاسع من نيسان عام 1980 مع أخته بنت الهدى، ووريا جثمانيهما الطاهران في مقبرة وادي السلام في النجف الأشرف.
المصدر: موقع المنار