يسيطر شعور الخيبة والعجز على الاوساط الصهيونية مع موجة العمليات الفلسطينية، وفشل حكومة الاحتلال في مواجهتها في ظل وحدة جبهات المقاومة وتعمق الانقسام الداخلي.
اسوأ السيناريوهات تتحقق على المستوى الامني بنظر الاوساط الصهيونية التي قرأت ان عمليات المقاومة الفلسطينية على الساحات المختلفة دفاعا عن المسجد الاقصى وضعت كيان الاحتلال في اسوا لحظاته التاريخية، وذلك في ظل اخفاق واضح في طبيعة الرد الاسرائيلي على المستويات السياسية والعسكرية والذي تحول فرصة لاعادة الاشتباك الداخلي بين الحكومة والمعارضة.
هذا الواقع السيء جد الذي يعيشه الصهاينة لم يخففْ من حدة الانقسام الداخلي لا سيما في ظلَّ اصرار المعارضة على التظاهرات في الشارع لاسقاط مشروع الحكومة للتعديلات القضائية. اوساط المعارضة الصهيونية شنت هجوما عنيفا على نتنياهو متهمة اياه بالتركيز على اولوية التعديلات القضائية رغم كل المخاطر الامنية التي يمر بها الكيان العبري.
وتؤكد فصائل المقاومة في غزة أنَّ جولة التصعيد الأخيرة مع الاحتلال ثبَّتت معادلة وحدة الساحات، وأنَّه لا عدوان من دون رد. وشكلت عملية تل أبيب فجر السبت، تجسيداً لعملية توحيد الساحات، لتزامنها مع إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان وغزة على الأراضي المحتلة، ومع تصاعد عمليات المقاومة ضد الإحتلال في الضفة الغربية المحتلة.
وبحسب خبراء فلسطينيين، فان التصعيد الأخير يُعتبر نقلة نوعية وتحول مفصلي آخر في العلاقة بين المقاومة في غزة ولبنان، كما أنه يعكس ضعف واستمرار تآكل قوة الردع الإسرائيلية، الذي اتضح من خلال حرصها على تجنب الدخول بمواجهة عسكرية مع المقاومة.
كما كشفت الأحداث الأخيرة أكذوبة جاهزية جيش الاحتلال للتعامل مع عدة جبهات في آن واحد، ويبطل مفعول “الأسطوانة المشروخة” التي يكررها قادته السياسيين والعسكريين بأنهم جاهزون للتعامل مع كل السيناريوهات.
وتمكنت المقاومة من خلال التصعيد الأخير من ترسيخ وتوسيع معادلة الربط بين الساحات التي تمثل كابوس بالنسبة للكيان، وتضعه أمام اختبار صعب في كيفية التعامل مع إمكانية اشتعال أكثر من جبهة في آن واحد.
وأثبتت العمليات المسلحة وتنفيذها بهذا الشكل؛ قدرة المقاومة على الوصول لمناطق الاحتلال الحساسة، فقد نفذ المقاومون عملية إطلاق نار في الأغوار التي تعتبر حساسة جدا بالنسبة للاحتلال، وكذلك في “تل أبيب” ليلًا قلب كيانه.
المصدر: المنار