تنديدا بالعدوان الصهيوني على المسجد الاقصى المبارك والمصلين والمعتكفين فيه، ومن ثم توسيع دائرة العدوان لتطال بقية مناطق القدس والضفة الغرية المحتلتين ومن ثم قطاع غزة المحاصر، صدرت العديد من المواقف عن علماء الدين في لبنان وأقيمت فعاليات منددة بالجرائم الصهيونية وداعمة للشعب الفلسطيني ومقاومته.
وبالسياق، أحرق عدد من المتضامنين مع المسجد الاقصى علم كيان العدو الصهيوني خلال وقفات تضامنية نظمتها الفصائل الفلسطينية في مخيمي نهر البارد والبداوي(شمال لبنان) تضامننا مع القدس والمرابطين في باحات المسجد الاقصى المبارك تخللها رفع الاعلام الفلسطينية، وألقيت بالمناسبة كلمات دعت لتصعيد المقاومة وإمطار المستوطنات بالصواريخ ردا على انتهاكات العدو للمقدسات، كما حملت “دول التطبيع مسؤولية تمادي العدو بجرائمه”، وشددت على “ضرورة التمسك بالمقاومة المسلحة وتصعيدها في كل فلسطين حتى زوال الاحتلال عنها”.
بدورها، نفذت جمعية “قولنا والعمل” مسيرة ووقفة تضامنية مع فلسطين وشعبها ومقاومتها، ونصرة للمسجد الأقصى والشعب الفلسطيني، وذلك أمام مجمع ومسجد عمر بن الخطاب في برالياس، بمشاركة حشد من أبناء المنطقة، المسيرة انطلقت بعد صلاة الجمعة للتعبير عن الرفض لما يقوم به الصهاينة من اعتداءات سافرة على المسجد الأقصى، ومطالبة لكل الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم بالتحرك ونصرة فلسطين بشتى الطرق، ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وصور المسجد الأقصى والقدس الشريف، كما علت الهتافات لنصرة الأقصى وفلسطين.
واكد رئيس الجمعية الشيخ أحمد القطان ان “وقفتنا هذه هي وقفة لدعم المرابطين من أهلنا وإخواننا في المسجد الأقصى، الذين يرابطون عن هذه الأمة”، وتابع “رسالتنا لكل الشعوب العربية والإسلامية أن تهبّ لنصرة أهلنا وإخواننا في فلسطين والقدس والمسجد الأقصى، فواجب الأمة وشعوب الأمة وأحرارها أن يقفوا إلى جانب المستضعفين المظلومين في فلسطين والمسجد الأقصى الذين يُضطهدون ويضربون ويستخدم معهم الحديد والنار”.
من جهته، قال رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشخ محمد يزبك في خطبة الجمعة في مقام السيدة خولة بنت الامام الحسين(ع) في مدينة بعلبك “رغم كل وحشية العدو الاسرائيلي وقطعان الاستيطان، يبقي القدس وأقصاه قبلة كل مؤمن ولن يترك المسلمون الصهاينة يعبثون في المقدسات ولقد طفح الكيل”، وتابع “ما حصل مع المعتكفين من العبث في الممتلكات والاعتقالات والضرب والقتل والجرح، كل ذلك لا يفت من عزم شعب مصمم على الفداء والتضحية وها هي وحدة الساحات في الداخل اجتمعت انتصارا للقدس، ومن ورائها مئات الملايين من المسلمين في العالم تغلي قلوبهم على انتهاكات العدو الإسرائيلي”، واكد “لن يقف هؤلاء مكتوفي الأيدي حيثما كانوا في العالم، وحذاري أن تكون القدس وإشعال النار فيها هي شرارة حرب لن تتوقف في محيط جغرافي، بل ستتعدى ما ليس بالحسبان، وسيكون النصر بإزالة الكيان المؤقت وبشائره ما يحدث في الداخل الاسرائيلي”.
بدوره، قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة إن “كيان العدو الإسرائيلي ثكنة إرهابية، وكيان مجرم، يرتكب أسوأ الفظاعات والجرائم بحق القدس وفلسطين، ويتعامل مع الأقصى والمعتكفين وشعب فلسطين بطريقة انتحارية وسياسات دمار شامل، وهذا الأمر خطير للغاية ولا يمكن السكوت عنه”، وتابع “كما لا يمكن القبول بالجرائم الصهيونية، ويجب وضع حد للارهاب الصهيوني وحماية القدس وفلسطين وشعبها ضرورة قومية وأخلاقية وإنسانية، ولا شرعية لهذا الكيان أبدا، ولا استقرار للمنطقة إلا باستئصال هذا المرض الصهيوني الخبيث، والعروبة والإنسانية تقاس بمدى نصرة القدس وفلسطين”، واكد “خيارنا الوطني والسيادي والردعي جيش وشعب ومقاومة، واليوم الأصبع على الزناد، وما قام ويقوم به الإسرائيلي منذ الأمس ما هو إلا عدوان وإرهاب وإجرام موصوف، سواء تجاه غزة أو لبنان، ويجب ردع هذا الكيان الإرهابي، ونعلن التضامن الكامل مع غزة وفلسطين وكل محاور المقاومة والسيادة، وزمن الخنوع والهزائم انتهى”.
وفي نفس السياق، قال نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب إن “العدو الاسرائيلي أكثر فأكثر أصبح عاجزا عن القيام بالوظيفة التي عهد له الغرب القيام بها وأن يخيفنا بتهويلاته وتهديداته التي يمارسها اليوم على لبنان بالتصريحات الفارغة أو يمارسها على الشعب الفلسطيني والمصلين العزل في المسجد الأقصى التي لا تمثل الا عجزا متزايدا مثلته التناقضات الداخلية لكيانه”.
وفي ذات الاطار، قال السيد علي فضل الله “ننبه إلى الخطورة الكبيرة حيال ما يجري بحق المسجد الأقصى والذي تسعى هذه الحكومة ومعها المستوطنون إلى تهويده والذي رأينا مشاهده تحصل في الأعمال العدوانية الشرسة التي استهدفت المصلين والمعتكفين فيه وحماته وإعطاء كل الحرية للمستوطنين وجيش الاحتلال للعبث به”، ودعا “انطلاقا من شهر رمضان المبارك إلى موقف حازم لا يقف عند حدود البيانات والتصريحات بل إلى تبني موقف جاد وحازم وجدي، يمنع هذا العدو من مواصلة عدوانه لا سيما في استباحة المسجد الأقصى والسيطرة عليه”، ونوه “بأهمية الردع الذي تقوم به المقاومة والذي يجعل العدو يحسب ألف حساب لها، ما يدعو اللبنانيين بكل تنوعاتهم إلى أن يكونوا أكثر تمسكا بكل موقع من مواقع القوة التي يمتلكونها والتي لا ينبغي التفريط بها في مواجهة عدوانية العدو وغطرسته”.
من جهته، أكد رئيس “اللّقاء التّضامنيّ الوطني” الشّيخ مصطفى ملص “الثقة مجدّدًا بقيادة المقاومة، ونقف معها في كلّ إجراءٍ تراه مناسبًا في سبيل التّصدّي للعدوّ الإسرائيليّ وتعزيز ميزان الرّدع”، ورأى أنّ “إقدام العدوّ الإسرائيليّ على أيّ مغامرة تجاه لبنان لا بدّ أن تواجه بما يضمن أمن وسيادة الأراضي اللّبنانيّة، وعلى الدّولة اللّبنانيّة أن تبادر إلى إصدارِ موقفٍ واضحٍ وصلبٍ في سبيل حفظ كرامة لبنان، وتأكيد مبدأ الشّراكة الوطنيّة في الدّفاع عن لبنان، المتمثّلة بثلاثيّة الجيش والشّعب والمقاومة”.
بدوره، أشار مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي إلى أن “ليلة الأربعاء 14 رمضان شهدت أسوأ الاعتداءات الهمجية مما يسمى قطعان الشرطة على المصلين في حرم وساحات الأقصى المبارك”، وسأل “أين العالم وأين إنسانيته وحرياته؟، وقال “الجرحى والمعتقلون والمرابطون والمرابطات يشكلون اليوم خط الدفاع الأول عن أقدس مقدسات العالم، مسرى النبيين ومركز اجتماعهم، إنها قبلة الأرض السياسية”، وتابع “لا يخفى أن الصهاينة يسعون لتصدير أزمتهم الداخلية القضائية والعسكرية، وهذا الهروب إلى الأمام بافتعال إشكال مع الفلسطينيين لن يجدي نفعا، فطابخ السم آكله”.
المصدر: موقع المنار + الوكالة الوطنية للاعلام